أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - زلزال الخليج القادم














المزيد.....

زلزال الخليج القادم


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 10:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الضربة آتية لا ريب فيها، والاختلاف على توقيتها، وهذا ليس مهم، ما يهم هو ما بعد الضربة، فكل التحركات الأمريكية توحي بذلك، واعتادت أمريكا على افتعال وشن حرب جديدة في المنطقة كل عشر سنوات، بغية إنهاك المنطقة، واستنزاف مواردها، وإلهاء وإشغال شعوبها عن قضايا النهوض والتحديث والعصرنة والدمقرطة التي وضعت في الثلاجة على ما يبدو، وإلى أجل غير مسمى، طالما أن أحداً لم يعد لديه الوقت لممارسة التفكير بهذا الترف الإنساني. وتتصاعد احتمالات المواجهة مع تشدد أطرافها وتشبثه في مواقفه، ومع مضي إيران في برنامجها النووي، غير آبهة بردود الفعل الغربية، لاسيما بعد إعلان أحمدي نجاد عن قراره بإنتاج الوقود المخصب بنسبة 20%، بعد أن كان هناك شبه اتفاق على أن يتم ذلك في دولة غربية، وظهور تحول في الموقف الروسي حيال إيران.

وبموازاة ذلك، فهناك اليوم مساع حثيثة لتوتير وتأزيم الموقف في المنطقة، وخطاب إعلامي طويل عريض يتجه نحو توليع وتسعير وإشعال نيران الصدام والمواجهة العسكرية بين إيران والغرب، على افتراض أن هذا الأمر سيريح البعض من الخطر الإيراني المزعوم في بناء قدرات نووية في المنطقة، وتصدير ثورتها الإسلامية، ومن دون أي تعريج من قبل هذا الخطاب ورموزه على البرنامج النووي الإسرائيلي الناجز، والذي يمتلك أكثر من 200 رأس نووي، على أقل التقديرات، كافية لتدمير المنطقة عشرات المرات.

ومن هنا، يتعامل كثيرون ممن يسمون بالمحللين، والكتاب، والصحفيين، ولاسيما الاستراتيجيين منهم، مع الملف الإيراني الحساس والخطر، بكثير من الاستسهال، والتبسيط، والتغفيل، وبأن ضربة عسكرية أمريكية، أو إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية هي بحكم تحصيل الحاصل الناجز، ولا تستلزم أكثر من إصدار القرار بشأنها، وستكون بمثابة نزهة أمريكية وإسرائيلية، ومن ثم ينتهي كل شيء، وباعتباره مجرد غارة جوية تتم بين لحظة وضحاها، ومن دون أي رد فعل إيراني، أو حدوث ردات فعل وعلى صعد مختلفة، أو تداعيات على المستويات الشعبية . وقد تعودنا على الكثير من هذه التحليلات، من نفس هذه الأقلام التي روجت للحرب الأمريكية على العراق، والتي لا تعرف نفس هذه الأقلام، ولا إدارة أوباما، كيفية الخروج من المستنقع العراقي، الذي كلف الإدارة الأمريكية تريليونات الدولارات، مع انهيار وأزمة اقتصادية عالمية، وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ومن دون التذكير بالانغماس والغرق الغربي أيضاً، وأكثر، في المستنقع الأفغاني والحيرة الظاهرة في كيفية الخروج منه، وكل هذا على ما يبدو، لم يكن يخطر ببال مروجي تلك الحروب، لاسيما "كبار" المحللين والاستراتيجيين، كما يوصفون عادة، ويتم تقديمهم للرأي العام.

ومع الفارق الكبير بين العراق وإيران، وعلى عدة صعد، فإن فارقاً كبيراً سيظهر، أيضاً، في الرد الإيراني، كما في ردود الأفعال المختلفة في حال ارتكاب أية حماقة إسرائيلية أو أمريكية. وإذا كان بعض العرب، وممن مولواً ودعموا الحروب "الخليجية" السابقة، ومن كتابهم وممن روج لتلك الحرب، قد بقوا خارج دائرة التأثير المباشر لتلك الحروب التي أشعلوها، فإنهم سيكونون اليوم، وأكثر من أي وقت مضى على موعد لنقل هذه الحرب والمواجهة، التي ستكون الأخطر والفاصلة على صعيد أمن المنطقة، إلى داخل مدنهم، وبيوتهم، وقصورهم، ولأول مرة قد يتعلموا معنى خوض الحروب والمشاركة فيها، ناهيك عن التداعيات الاقتصادية المدمرة على صعيد الإقليم برمته.

لا رادع يردع مرتكبي الحماقات عن تكرارها، وهذا أمر يمكن التنبؤ به، لكن ما لا يمكن التنبؤ به هو ما بعد الضربة التي لن تكون بأقل من حجم زلزال أمني وعسكري واجتماعي واقتصادي واستراتيجي، في أسوأ الأحوال، وبالقياس على الحال العراقي، والمعطيات اللوجستية والتداخلات الإيرانية في عموم الإقليم وتعقيد وتشابك الأوراق وتعددها مما لدى الجانب الإيراني، وقد جرت مواجهات على شكل "بروفات" مصغرة في 2006، وأواخر 2008، لاختبار القدرات الإيرانية، وبدا لم تكن، أبداً، في صالح إسرائيل ومن يقف وراءها. ورحم الله المثل الشعبي السوري القائل: "دخول الحمّام مو متل خروجه"، فهل نحن بحاجة لتذكير أولئك الاستراتيجيين والكتاب والمحللين والصحفيين الذين يسوقون للحرب، ويقرعون طبولها، بصحة وأحقية هذا المثل الشعبي العفوي الصادق، الذي بدا مع التجربة والزمان، أنه أصدق، وأحق، وأكثر واقعية من كافة تحليلاتهم، وتنظيراتهم، ودراساتهم، التي لم تكن إلا مجرد ثرثرة، وهراء، وكلام فارغ، وأن سياسات وخطاب التصعيد والتوتير والتأزيم لن تجلب إلا الكوارث والويلات والخراب والدمار، على أصحاب هذا الخطاب بالذات، وعندها، "على نفسها ستكون قد جنت براقش".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحاكم سفاحو البدو الكبار بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟
- ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!
- هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟
- سيرك الفتاوى الدينية
- لماذا يخاف العرب والمسلمون من العولمة؟
- خطر الأدمغة أم خطر المؤخرات؟
- شيطنة سوريا
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟
- نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - زلزال الخليج القادم