سلمان محمد شناوة
الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 17:40
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
السيدة زينب
ميزتها إن النبي محمد جدها , فلا تستطيع امرأة في الأرض إن تقوم إن محمد النبي المصطفى هو جدها , ومصيبتها أنها حملت على أكتافها مصيبة كربلاء , فلا اعتقد إن تكون هناك امرأة تستطيع إن تتحمل هذا الإرث الكامل على أكتافها (( مسئولية هذا الاسم الكبير إل محمد , والقدرة والصبر على هذه المصيبة قتل أخاها وال بيتها أمام عينيها )) وفوق ذالك تصبح هي الصوت الذي يجابه الظالم فتحول انتصارهم المزعوم إلى هزيمة وتحول هزيمتها إلى انتصار ....
أراد الله أو القدر أو الأحداث إن تكون هي من تحمل عبء الدعوة إلى نصرة أخيها المقتول , فلولا زينب ,ربما ضاع ذكر اخاها الحسين , وضاع ذكر هذه الثورة إلى الأبد ...
روي عنها إنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الإمام الحسين سلام الله عليه وهو مقطع الأوصال:
"اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان".
وقالت حين دخلت المدينة ....
وقد تجلي حزنها وذلك عندما أخذت بعضادتي باب مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعيناها تسيل بالدموع باكية منتحبة وتنادي: (( يا جداه إني ناعية إليك أخي الحسين )) .
وروي عن زين العابدين ( ع ) أنه قال : إن عمتي زينب كانت تؤدي صلواتها من الفرائض والنوافل عند سير القوم بنا من الكوفة إلى الشام من قيام ، وفي بعض المنازل كانت تصلي من جلوس فسألتها عن سبب ذلك فقالت :أصلي من جلوس لشدة الجوع والضعف منذ ثلاث ليال ، لأني كانت اقسم ما يصيبني من الطعام على الأطفال لان القوم كانوا يدفعون لكل واحد منا رغيفا واحدا من الخبز في اليوم والليلة .....
هي نفسها زينب التي حين دخلت إلى مجلس يزيد ...
يزيد المتربع على العرش , في أوج قوته وزهو انتصاره , تحف به قيادات جيشه , ورجال الدولة , وزعماء الشام وحضور وفود من قيصر الروم ...... أجواء المجلس كانت مهيأة لتكون مهرجان للاحتفال بهذا الانتصار ....
السيدة زينب كانت في ظروف شديدة القسوة ,منهكة جسديا ونفسيا من السير مسافة الطريق من الكوفة إلى دمشق , كذلك كانت تعيش وطأة الفاجعة وتأثيرها الهائل على أحاسيسها وأجواء الشماتة والإذلال التي استقبلتها في الشام , كذلك حضورها سبية ويصف الأستاذ عبد الباسط الفاخوري حالة قافلة السبايا إلى الشام بقوله : « ثم إن عبيدا لله جهز الرأس الشريف وعلي بن الحسين ومن معه من حرمه بحالة تقشعر منها ومن ذكرها الأبدان ، وترتعد منها مفاصل الإنسان بل فرائص الحيوان » .
إضافة إلى كل ذلك فقد أحيط دخول السبايا إلى الشام وحضورهم في مجلس يزيد بإجراءات بالغة الصعوبة قصد منها إيقاع أكبر قدر من الإذلال والهوان بنفوس السبايا .
وقبل إدخالهم على يزيد أوقفوهم فترة على درج باب المسجد حيث مكان إيقاف سبي الكفار ، ثم أتوا إليهم بحبل أوثقوهم به كتافاً وقد كانت بداية الحبل في عنق علي بن الحسين ونهايته في عنق السيدة زينب ، كما تساق الأغنام ، وساقوهم بإذلال ، وكلما قصروا عن المشي ضربوهم بالسياط ، والسبايا يكبرون ويهللون ، حتى أوقفوهم بين يدي يزيد في مجلسه وهو متربع على سريره .......
فالتفت إليه علي بن الحسين قائلاً : « ما ظنك بجدنا رسول الله لو يرانا على مثل هذه الحالة » ؟ .
فتأثر يزيد ولم يبق أحد في مجلسه إلا تأثر ..... وأمر يزيد بالحبال فقطعت ......
ودعا يزيد برأس الحسين ووضعه أمامه في طست من ذهب , ومع يزيد قضيب فهوى ينكت به في ثغره ثم قال : إن هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام المرى :
يفلقن هاماً من رجال أحبّة ************ ألينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقام رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقال له « أبو برزة الأسلمي » فقال : أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين ؟ أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً لربما رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يرشفه ! أما انك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك ، ويجيء هذا يوم القيامة ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) شفيعه ..... ثم قام فولى .....
وتمادى يزيد في إظهار شماتته وفرحه وصرح بما في مكنون نفسه من انه ينتقم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن أهل بيته حيث صار يتمثل بأبيات شعر ...... قال فيها ....
ليت أشياخي ببدر شهدوا ******* جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحــاً ******* ثم قالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعـدلناه ببدر فاعتـدل
لعبت هـاشم بالمـلك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف ان لم أنتقم * من بني أحد ما كان فعل
حين سمعت العقلية زينب ترنم يزيد بهذه الأبيات ، التي يعلن فيها كفره بالرسالة والوحي ، وإن دافعه إلى قتل أهل البيت هو الانتقام وأخذ ثأر قتلى المشركين في بدر ، ورأته كذلك يعبث برأس أخيها الحسين . . هنا قررت السيدة زينب أن تتحمل مسؤوليتها في مواجهة هذا الكفر الصريح ، وأن تمارس دورها الرسالي في إعلان الحق ، فتفجر بركان إرادتها الإيمانية .......
ووقفت خطيبة قائلة :
« الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله ( سبحانه ) حيث يقول : ( ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن ) .....
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى . أن بنا على الله هواناً ، وبك عليه كرامة ؟ ......وأن ذلك لعظم خطرك عنده ؟ فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسرورا ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقه ،
والأمور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلاً مهلاً ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( تعالى ) ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين ) ........
أمن العدل يابن الطلقاء ! .
تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوبهن من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من حماتهن حمي ، ولا من رجالهن ولي ؟ .
وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟ .
وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر ألينا بالشنف والشنآن ، والإحن والأظفان ؟ .
ثم تقول غير مستأثم ولا مستعظم : (( لأهلوا وأستهلوا فرحاً * ثم قالوا يا يزيد لا تُشل )) ......
منحنياً على ثنايا أبي عبدا لله سيد شباب أهل الجنة ، تنكتها بمخصرتك ، وكيف لا تقول ذلك ؟ وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ،
بإراقتك دماء ذرية محمد ، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب .
وتهتف بأشياخك ، زعمت أنك تناديهم ، فلتردن وشيكاً موردهم ، ولتودّنّ أنك شللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت وفعلت .
اللهم خذ لنا بحقنا ، وانتقم ممن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا .
فهوا لله ما فريت إلا جلدك ، ولا حززت إلا لحمك ، ولتردن على رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في ذريته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ، ويلم شعثهم ، ويأخذ بحقهم : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ......
وحسبك بالله حاكماً ، وبمحمد خصيماً وبجبرئيل ظهيراً .
وسيعلم من سوّل لك ، ومكنك من رقاب المسلمين ( بئس للظالمين بدلاً ) أيّكم ( شر مكاناً وأضعف جنداً ) ؟ .
ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك ، إني لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى ، والصدور حرى ! ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ! ! فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي ، تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفراعل ! ! ولئن اتخذتنا مغنماً ، لتجدنا وشيكاً مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد ، والى الله المشتكي وعليه المعول .
فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يرحض عنك عارها .وهل رأيك إلا فند ؟ وأيامك إلا عدد ؟ وجمعك إلا بدد ؟ .
يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين .
والحمد لله رب العالمين ، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة ، والرحمة ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ، إنه رحيم ودود , ، وحسبنا الله ونعمة الوكيل »
وكان في مجلس يزيد ممثل ملك الروم ، فلما رأى رأس الإمام بين يدي يزيد تأثر من ذلك وسأل يزيد : رأس من هذا ؟ .
أجابه يزيد : رأس الحسين .
فسأل : من الحسين ؟ .
قال يزيد : ابن فاطمة .
وسأله : من فاطمة ؟ .
قال يزيد : ابنة رسول الله . ..... فانذهل ، وقال : نبيكم ؟ .
أجابه يزيد : نعم .
ففزع ممثل ملك الروم : وأبدى انزعاجه قائلاً : تباً لكم ولدينكم ، وحق المسيح إنكم على باطل ، إن عندنا في بعض الجزائر ديراً فيه حافر فرس ركبه المسيح فنحن نحج إليه في كل عام ، من مسيرة شهور وسنين ، ونحمل إليه النذور والأموال ، ونعظمه أكثر مما تعظمون كعبتكم ، افٍ لكم .
ثم قام وخرج غضباناً من مجلس يزيد ......
كتبت كثيرا عن المرأة ...
المرأة لها سجل طويل النضال في مسيرة الإنسانية , حتى وصلت ما وصلت إليه من إجازات , وحقا افتخر بالمرأة ذات الانجاز الكبير , المرأة هي في البداية إلام والأخت والزوجة والابنة ... المرأة كذلك هي الشريكة في مسيرة الحياة , المرأة هي الأسطورة والتي تشكل حولها كل الأحلام والأمنيات ...المرأة كذلك هي إلام , وإلام هي الأرض , والأرض هي الحياة ... والام كذلك جيل بأكمله ثقافة وقدرة وتحمل (( وإلام إذا أعددتها , أعددت شعبا طيب الأعراق )) .
ومن جانب أخر المرأة هي كذلك الخيانة , وهي الغدر , وهي الاقتتال من اجل الأنثى , المرأة هي الحروب والدمار , وهي الجارية والشهوة , وقالوا قديما في كل مصيبة (( ابحث عن المرأة )) ...
المرأة هي هذا كله وأكثر ... لكنها في نفس الوقت مسيرة طويلة من الألم والتعب , مسيرة طويلة من الجهاد والاقتتال في إثبات وجودها , وتبوء مكانتها في المجتمع , كنبت ذات مره عن روزا باركس هذه السوداء الفقيرة , والتي لم تتخلى عن مقعدها لرجل ابيض ذات يوم في منتصف الخمسينات , مع القانون والعراف والمجتمع يجبرها على التخلي عن ذاك المقعد , والمقعد عبارة عن مقعد لا يساوي شيئا في باص في مدينة تعج بالعنصرية ومحاباة الأبيض .... لكنها لم تتخلى عن المقعد , وسجنت , لكنها بإصرارها ذاك أججت ثورة استمرت طويلا وكان نتيجتها , بعد ذلك بسنوات إن تم التوقيع على وثيقة الحقوق المدنية للسود في القارة الأمريكية ....
كتبت ذات مرة عن السيدة معصومة المبارك , وكيف أصبحت أو وزيرة كويتية , وأول نائبة كويتية , كتبت عن خذلان المرأة للمرأة في أول انتخابات برلمانية كويتية تشارك بها المرأة ويومها لم تصل أي امرأة للبرلمان الكويتي ...
هناك نساء كثيرات يقف لهن الإنسان بإجلال واحترام (( انديرا غاندي , بنازير بوتو , سيدات في مجتمعنا نراهن كل يوم فيهن المدرسة والطبيبة والمهندسة والكاتبة , والناشطة السياسية ....
لكن بعودة بسيطة إلى تاريخنا نجد هناك نساء يشعن ضوء في تاريخنا الطويل المملوء نكبات وكراهية , تاريخ يموج بالمؤامرات والأحقاد .....
ومن هذه السيدات (( هذه السيدة زينب ابنة الإمام علي وحفيدة الرسول المصطفى محمد )) ....
كانت كتلة من الصبر والقدرة والتماسك , كانت قوة كبيرة إمام الظلم , لم تترد بقول كلمتها في مجالس الظلم والطغيان ....
وما إن استقر المقام بها بالمدينة المنورة, حتى أخذت تعلو المنابر, تخطب الجماعات مظهرة عدوان يزيد بن معاوية وبغي عبيد الله بن زياد وطغيان أعوانهما على أهل البيت النبوي الكريم ......
في الحقيقة إني لا أريد إن أعيد الخوض في قصة ورواية تعتبر من اشد القصص ألما في التاريخ الإسلامي , فقصة الإمام الحسين ومقتله أخذت تلهب نيران الثورة ضد التمرد جيلا بعد جيل , وأصبح الثار لدماء الحسين مطلبا عاما لكل المظلومين في الأرض , أولئك الذين يرغبون بتغير الأوضاع , كل الفقراء والمحرومين أصبح الحسين ودماء الحسين قضية شخصية تبقي النيران ملتهبة تحت الرماد , حتى في ساعة يغيب بها القمر يهب المحرومين والمضطهدين بركاناً ثائرا لا يهدا حتى يغير كل الأوضاع الظالمة , بعد الحسين كانت ثورة المدينة (( وواقعة الحرة )) , وكيف استباح الجيش الإسلامي المدينة (( الجيش الإسلامي وليس جيش فارس أو قيصر )), بعد الحسين كانت ثورة التوابين , بعد الحسين كانت ثورة عبدا لله بن الزبير , بعد الحسين كانت الرايات السود القادمة من خرسان ترفع شعار (( يالا ثارات الحسين )) وبغفلة من التاريخ تنتهي دولة وتقام دولة , فلولا ثورة الحسين ماكانت الدماء هادرة تطلب الإصلاح في امة الأسلام ....
لكن مع الحسين كانت هناك ثورة السيدة زينب ذاك الإعلام الناطق والذي قاوم الظالم في مجلسه , تعطي صورة عظيمة لمجابهة الظالم بصورة تكون مستحيلة في هذه الأيام , إني أرى في السيدة زينب كل النساء الأحرار في عالمنا الحاضر , وكأنها تجسدت في (( جميلة بوحيرد )) في ثورة الجزائر , وبكل النساء المظلومات في مصر والعراق وفلسطين في عصرنا الحاضر ....
في الواقع إن مقتل إل بيت في واقعة كربلاء ومسيرة السبايا من الكوفة إلى الشام , وظهورهن بهذا المظهر إمام يزيد , ليست قصة فريدة من نوعها , بل هي تتكرر بكل عصر وزمان ... حادثة قتل المدنيين بالغاز الكيماوي في حلبجة هي صورة ثانية من فاجعة كربلاء ... لا زلت اذكر حكايات الناس تتناقل عن قوافل الليل التي أتى بها النظام السابق من الشمال إلى صحراء العراق في الجنوب وقريبا من منطقة السلمان حيث حملت الشاحنات بعشرات العائلات الكردية كا أبشع صورة من صور النفي الجماعي ....
لا زلت اذكر الصور والحكايات التي ذكرت لي بتسفير مئات العائلات الشيعية وهي تسفر عنوة وتقتل أفراد منهم أمام عيونهم ليلا ليرموا على الحدود الإيرانية العراقية ....
التهجير الجماعي الذي أصاب العراق بعد سقوط النظام فهجرت مجاميع من العائلات الشيعية إلى الجنوب ومجاميع من العائلات السنية إلى الوسط ... في الحرب العالمية الثانية قصص معروفة جيدا حين هجر ستالين شعباً كاملا من موطنهم وديارهم وبيوتهم إلى معسكرات الاعتقال في سيبيريا , وهو شعب الشيشان , هذه صورة أخرى للظلم الكبير الواقع من الإنسان على أخوه الإنسان .
تاريخ الطويل للإنسانية لم يخلو من صورة من صور القتل الجماعي للأخر , والسبي والنقل القصري للأخر من منطقة إلى أخرى , الحقيقة إن تاريخنا بأكمله هو صورة مجسمة من إلغاء الأخر بكل صوره , وهو صورة مجسمة من هو عبارة من الغزوات بين مجاميع مختلفة من البشر وانتصار وهزائم , والقانون منذ عرفت الإنسانية إدراكها الأول كان للمنتصر , ففي حروب الرومان كان المنتصر يأخذ الرجال عبيد للإعمال الشاقة والنساء جواري وسبايا ....
وقفة السيدة زينب في وجه يزيد هو وقفة لكل امرأة شريفة على الأرض في وجه ظالمها , هو وقفة المرأة الفلسطينية بوجه الجندي الصهيوني , وكل الشجاعة والقوة وهي توجه إصبعها في وجه هذا الجندي وهو يوجه له بندقيته , هو وقفة المرأة الكردية في وجه (( علي الكيماوي )) هي وقفة المرأة الشيعية في وجه (( جلاوزة النظام السابق )) , هي وقفة المرأة الكويتية في وجه رجال الغزو العراقي للكويت , والصور اليومية التي تنقل لنا للمشاهد اليومي لا تخلو من وقفة عز لأمراه في وجه ظالمها ....وتبقى صورة هذه المرأة ويختفي من التاريخ كل الظلمة أمثال يزيد وغيره ...انه نفس القصة منذ بدايات التاريخ قصة الظلم والعدل ....... بل هي قصة الحياة نفسها كيف تتولد من الموت الحياة وكيف استطاعت الجماعات الإنسانية الحياة في ظل الظلم العاصف , وكيف استطاعت الإنسانية تحويل كثير من لحظات الهزيمة إلى انتصار , .....
سلمان محمد شناوة
[email protected]
#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟