أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - محنة الازمات الكبرى














المزيد.....

محنة الازمات الكبرى


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 13:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثمة مقولات كانت تتردد على السنة النساء القرويات فيما مضى، وهن يحملن اللعنة ضد بعض الاشخاص او الاطفال ومنها( دهر صابك، دولاب فرك،) وكانت بعضها اخف(عسى سيارة تدهسك بلا رقم) او (رصاصة تايهة( والحقيقة ان اسوأ شيء هو الدولاب الذي يتحرك بلا توقف ويجعل الانسان بلا مكان او زمان ويفقد لحظة السكون والاستقرار، وفي الصين غالبا ما تكون اللعنة قاسية جدا وهي عساك تعيش في عصر انتقالي)، لان ذلك فيه ضياع المعايير والمقاييس والقواعد الدارجة وهي المحنة الحقيقية التي يمر بها الانسان ويفقد الروابط الاجتماعية ويعيش لحظات اغتراب حقيقية، ولذا كان يطلق على الاجيال التي عاشت بعد الحرب العالمية الثانية او الاولى بالجيل الضائع، ولذلك كثيرا ما تقع المأساة في ساعة الازمات الكبرى والهزات العنيفة التي تقلب الاوضاع السائدة وتزلزل اركان الانظمة القائمة وتهز القيم المسيطرة فيشعر الذين يمرون بالتجربة ان كيانهم السابق ونمط وجودهم المألوف قد وضعا موضع التساؤل.

وحتى الفرد عندما يعيش ما بين احلامه بالخلود وطبيعته الثانية يحدث ذلك الصراع الرهيب . وهذا ما اصاب كلكامش بالمحنة العظيمة حتى قالت والدته بالتبني وهي تخاطب الاله شمش: لماذا اعطيت ولدي كلكامش قلبا مضطربا لايستقر؟!

بل ان انسنة انكيدو جعلته يصرخ في لحظات احتضاره وتمنى البقاء في البرية بعيدا عن صخب وعذاب الحضارة.

وتزداد المحنة والمأساة لمن يقف عند غروب الاشياء محاولا استعادة ما قرضه الزمن بلا رحمة ولذا يقال الفردي الاخير الشيوعي الاخير، وقد يكون هذا الزمن ذهبيا لانه يحمل منظومة وعلاقات اجتماعية متماسكة وذاكرة ادمنت على الامكنة والعلامات الرمزية والطقوس الخاصة.
في الازمنة الانتقالية التي تطغى بها الحروب، تشتد غرائز البقاء وتتلون النفوس، وتتصاعد ثقافة العنف، بسبب اضمحلال القانون وانحسار الاعراف وتصدع الضمير، وهذا اقسى ما تمر به الامم ومن هذه الثغرات تظهر الدكتاتورية والطغيان كبديل ومخلص. وكفى بك داءً ان ترى الطغيان شافياً...

العصر الانتقالي ليس من السهولة استيعابه او فهمه، عندما انهارت الامبراطورية العثمانية، بقيت احلام الشريف حسين بالوحدة العربية تداعب مخيلته الى الحد الذي فقد الامارة على بعض المناطق التي باتت تعرف بالسعودية، وحتى اول رئيس للوزراء في العهد الملكي عبد الرحمن النقيب كان يتخيل عودة العثمانيين وكان يردد اغنية ملازمة له( كل يوم اكول باجر يعودون وانطي للمبشر بوسة من العيون)، انه الحنين الجارف للماضي والشعور بالغربة من الجديد. حتى قال العرافي في امثاله الشين الذي تعرفه خير من الزين الذي لاتعرفه). بمعنى ان المجهول والقادم هو سيئ بالضرورة وعليك ان تقبل بما هو كائن اي ليس بالامكان احسن مما كان وهذه نظرية الشعوب التي تعيش في الماضي ولا تتطلع الى المستقبل لانه يحمل لها نذر الشؤم ولذلك هي تفضل القناعة التي تعدها كنزا لايفنى وغالبا ما تكون مراحلها الانتقالية هي فتنة وليست تغييرا نحو الاحسن لان قيم الحرية والعدالة غائبة عن الادبيات السياسية والتاريخية والصراع في مجمله يدور حول الكراسي والمناصب والغنائم ولافرق بين الحاكم والمعارضة التي تعيد انتاج الظلم اي تبادل الادوار بين الجلاد والضحية، فالازمات الكبرى تلد ازمات اخرى وكأننا ندور في حلقة مفرغة.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشنج الخطاب السياسي
- العراق اولاً
- ذهنية الثورة والمؤامرة في عقولنا
- حاكمية الفرد
- تبييض الارهاب وغسيل دماء
- الزعيم والقانون والسلطة
- مصداقية الاعلام.. هل تحاول كسب الجمهور او تغييره؟
- عسكرة الحياة المدنية
- فوضى الافكار واثرها في ادامة الحرب في العراق
- العراق بين العنف والديمقراطية
- معايير التقدم والتخلف
- اتحاد الامم بين الاكراه والحرية
- هدايا الارهاب والاستبداد؟
- الشرق والغرب في خطاب اوباما
- الحزام الاخضر
- اجنحة الشمع وسقوط الصنم
- تراجيديا الضحك
- ياهو مالتي
- الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية
- ثمن الانتظار


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - محنة الازمات الكبرى