أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عناد ابو وندي - سجن الجفر الصحراوي... والذاكرة الشعبية














المزيد.....

سجن الجفر الصحراوي... والذاكرة الشعبية


عناد ابو وندي

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 15:37
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أقيم سجن الجفر سيء الصيت (في البادية الأردنية) في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي بأمر من قائد قوات البادية آنذاك غلوب البريطاني (أبو حنيك/ الاسم المعروف به عند البدو)، بهدف حماية المنطقة من غزوات البدو، وتحتضن تلك المنطقة "قلعة الجفر" واحدة من ثلاث قلاع أقيمت جنوبي البادية الأردنية تسمى "تيغريت" او المقاطعة.
وارتبط اسم الجفر بأقصى درجات العذاب الإنساني حيث كان في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات يغص بالسجناء السياسيين المعارضين حيث دخله أول المساجين السياسيين في عام 1949 من عصبة التحرر الوطني الفلسطيني بعد تنظيمهم مظاهرة احتجاجا على عدم العمل على إقامة دولة فلسطينية في المنطقة المخصصة لإقامة دولة عربية في فلسطين إلى جانب الدولة اليهودية التي كانت قد قامت بالفعل فكان من أبرزهم رشدي شاهين وعبد الكريم القاضي.
وفي عام 1950 حلت دفعة أخرى من المساجين الشيوعيين( قبل أن يشكل شيوعيو العصبة الذين بقوا في الضفة الغربية ، مع ماركسيي الأردن الحزب الشيوعي الأردني عام 1951)، لكن هؤلاء لم ينزلوا في القلعة نفسها، بل في خيمة أقيمت على مقربة منها، ومن أبرز هؤلاء المساجين فؤاد نصار وعبد الرحيم بدر وحنا حتر وفؤاد قسيس وعبد العزيز العطي.
في ذلك العام أضيفت إلى الخيمة الأولى خيمتان أخريان، ثم أقيمت مهاجع تشبه "البركسات" ضمن أرض مسورة، وكان ذلك إيذانا بتحول الجفر إلى سجن. أما الإعلان الرسمي عن ذلك التحول فقد تم عام 1953.
ومنذ ذلك التاريخ، لم يتوقف الجفر عن استقبال المعتقلين السياسيين. وعلى الرغم من أن معظم هؤلاء كانوا من الشيوعيين، فإن الجفر استقبل معتقلين من مختلف الانتماءات السياسية، وبخاصة عام 1955 حين حاول المعلمون إقامة نقابة لهم فواجهتهم حكومة سمير الرفاعي آنذاك بالشدة، واعتقلت كثيرين منهم، كان من بينهم بعثيون وقوميون عرب، وبعض الإخوان المسلمين.
ويذكر يوسف العظم في مذكراته أنه سجن في الجفر، وأنه أقام في مهجع واحد مع القائد الشيوعي فؤاد نصار، والذي كان يستيقظ مبكرا كل يوم ويعد طعام الإفطار ويوقظ العظم لكي يتناولانه معا.
وفي عام 1957 حدثت أحداث الزرقاء التي وقعت على خلفية الانقلاب العسكري،حيث تم اعتقال أعداد كبيرة كان للشيوعيين من الاعتقال نصيب الأسد حيث تشير بعض المصادر ان عدد المعتقلين كان زهاء 1000 معتقل جلهم من الشيوعيين (99%) الذين طالت أقامتهم فارتبط اسم الجفر بهم.
لكن أرادتهم وحبهم للحياة جعلتهم يعملون على تحويل منطقة الجفر ذات الطبيعة الصحراوية الى منطقة زراعية حيث استغلوا آبار المياه لزراعة الملوخية والسبانخ واليقطين والكوسا والباذنجان والبندورة، كما تم زراعة أنواع من التفاح والعنب والدراق.
كان المهندس الزراعي عبد العزيز عدينات أول من بدأ عملية التحويل الكبير تلك، حيث بدأ مع فريق من الفلاحين المجربين بغسل التربة وتنقيتها من الرمل، وبعد ذلك، بدأ عدينات وعدد كبير من المساجين في طلب البذور من خارج السجن لزراعتها في تلك المنطقة السهلية.
ويشير الدكتور يعقوب زيادين في مذكراته (البديات) الى انهم استخدموا صفائح السمنة في صناعة مدافىء تقيهم برد الصحراء القارص، وتم صناعة كراسي وطاولات من الصناديق الخشبية التي كانت تأتي بها التموين ومن بعضها صنع مفرخة للصيصان حيث كان موسى اسطفان (أبو جميل) الرائد في هذا المجال فهو الذي اخترع المدافىء، كما استطاع صناعة آلة العود من يقطينة تركها تكبر الى ان أصبحت بحجم العود، وقطعها نصفين، وطلب أوتار من خارج السجن وركبها على الجزء المقطوع من اليقطينية فتحولت الى عود رنان، ليقوم داود عريقات العزف علية كونه صاحب صوت جميل وأداء عذب ووصفه الدكتور زيادين في مذكراته بأنه "فنان وعبقري بالفطرة.
وحولوا السجن الى منارة وشعلة من النشاط حيث استحدثوا أقسام لصيانة الملابس وفتح فصولا صفية للتعليم ، وكان الدكتور يعقوب زيادين يعالج المرضى من المساجين السياسيين ومن الحرس الذين يقفون على الأسوار.
ويبين زيادين انهم نسجوا علاقات مع الجنود وعلى رأسهم قائد السجن حماد سالم والد وزير الداخلية الأردنية الأسبق سلامة حماد الذي كان أميا حيث طلب ان يعلموه القراءة والكتابة وكان له ذلك.
ونظموا العديد من المحاضرات في مجالات المحاسبة التي تعلمها عدد كبير من الشيوعيين منهم منيف حمارنة فيما قدم عدد منهم امتحان التوجيهي ونجح إضافة الى المحاضرات التثقيفية وعملية الترجمة التي كانت تقوم بها لجنة شكلت خصيصا من كل من بشير البرغوثي وسليمان النجاب وعربي عواد وجودة شهوان وآمال نفاع. حيث تم ترجمة كتاب ضد دوهرنغ لفريدريك إنغلز.
ألوف من الشباب والرجال مروا بتجربة سجن الجفر الشهيرة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. قسم كبير منهم واصل العمل السياسي بعد انتهاء فترة الاعتقال، لكن أعداداً أخرى مرت بتلك التجربة كاملة، ولم يتح للعموم الاطلاع على تفاصيلها بسبب ابتعادهم النسبي عن العمل السياسي بعد الخروج من السجن. وتكشف الحياة الداخلية للسجن كما يرويها من مروا، بها عن أدوار رئيسية لمعتقلين واصلوا حياتهم بيننا فيما بعد بصمت.
انتهى...............



#عناد_ابو_وندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة الحزبية في الاردن تخفق في التأثير على صناعة القرار ا ...
- المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما الحلقة الثانية
- المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما
- فؤاد نصار وطني وأممي (2)
- الذكرى ال 33 لرحيل فؤاد نصار
- الديمقراطية والمجتمع المدني
- التنمية السياسية ودور الاحزاب السياسية
- نشأت العلمانية في الوطن العربي
- لمحة عن حياة النقابي الاردني موسى قويد -أبو يوسف-
- ظاهرة الانقسام السياسي داخل الحزب الواحد
- عصبة التحرر الوطني بفلسطين 1949-1951


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عناد ابو وندي - سجن الجفر الصحراوي... والذاكرة الشعبية