أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي محمد البهادلي - بعد محاسبة الفاشيين جاء دور الفاسدين














المزيد.....

بعد محاسبة الفاشيين جاء دور الفاسدين


علي محمد البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 01:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد أن ألقت القوات الأمريكية المحتلة على قيادات النظام الفاشي السابق ورموزه الكارتونية ، انبرى القضاء العراقي لمحاكمة هذه الزمرة العفنة بصورة علنية يندر مثيلها في أعرق الديمقراطيات في العالم ، لينالوا جزاءهم العادل ولسان حال القضاء العراقي : (( وما ظلمناهم ولكن أنفسهم كانوا يظلمون )) ، بيد أن الإجراءات التنفيذية رافقها الكثير من اللغط ، خصوصاً تنفيذ عمليات الإعدام بحق المدانين ؛ لأنهم ـ أي المدانين ـ موجودون في عهدة القوات الأمريكية ، وهذا ما جعلهم ورقة ضغط بأيدي هذه القوات تجاه الحكومة العراقية ، مقابل التنازل في ملفات أخرى تصب في مصلحة هذه القوات وأجندتها ، والأطراف العراقية من جانبها لم تدخر جهداً في تسييس هذه القضية ، فمن مطالب بتخفيف الحكم إلى آخر يطالب بالإفراج عنهم دعماً للمصالحة الوطنية مستخفاً بمشاعر الملايين من أبناء هذا الشعب المنكوب الذين ذاقوا أشد أنواع البلاء أبان حكم هؤلاء الدمويين ، وكأن هؤلاء يمثلون شريحة معتداً بها في المجتمع العراقي ، والحقيقة أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم ، ومن يريد أن يحسبهم على جهة معينة أو مذهب معين ، فهو يسيء لتلك الجهة والمذهب ، وحتى لو افترضا جدلاً أنهم يمثلون طيفاً واسعاً من الشعب فالمصالحة معهم غير واردة ،، إنما المصالحة مع من يؤمن بالآخر وبحقه في العيش حراً كريماً ، لا مع المتجبرين سفاكي الدماء .

أما الأطراف المؤيدة لعمليات الإدانة وتنفيذ أحكام الإعدام ، فهي أيضاً لم تترفع عن تسييس هذا الأمر ، والإفادة منه في الدعاية الانتخابية ابان انتخابات مجالس المحافظات ، وكلنا شاهدنا الدعايات الانتخابية التي وظفت عملية توقيع رئيس الوزراء على إعدام صدام ، فعلى الرغم من كون الإمضاء على إعدام الطاغية " المتفرعن " صدام يمثل انتصاراً لإرادة الجماهير والمظلومين على الطغاة ، إلا أن استغلالها سياسياً من قبل البعض هو أمر في غير محله ؛ لأن الإمضاء هو واجب وطني يلزم كل من يعنيه الأمر ، ولا يشكل عملاً بطولياً ، ولا إجراءً خارقاً للعادة ، إلا أن الإحجام عن الإمضاء كان بمثابة المجاملة على حساب دماء الملايين من أبناء الوطن الجريح ونقطة ضعف تسجل على من أحجم .

لا ندري لماذا تسكت القوى السياسية عن تأخر تسليم من أدانهم القضاء العراقي إلى العراقيين من أجل تنفيذ الحكم ؟ ولماذا لم يطالبوا بقوة بتنفيذ تلك الأحكام ، لا سيما أن بعض المتهمين وصلت حالات الإدانة ضدهم أربع أحكام بالإعدام ، وأخيراً لماذا يسلم المدانون في هذا الوقت بالتحديد ، هل له ارتباط بقرب موعد الانتخابات البرلمانية ؟! على كل حال أن الطاغية قد أُعدِم هو ومجموعة من جلاوزته وكان آخرهم المجرم علي " كيمياوي " ونحن بانتظار إجراء حكم العدالة على بقية المجرمين المحتجزين وملاحقة الهاربين خارج العراق ومن ثم محاكمتهم .

أما ما يريده الشعب في هذه المرحلة الحساسة هو محاسبة كل من أجرم بحقه حتى الذين تسنموا المناصب بعد التغيير السياسي الذي شهده البلد؛ لأن محاكمة صدام وجلاوزته هي ليست محاكمة بين خصمين يريد أحدهما أن يثأر من الآخر ، وإنما هي عملية إقامة حكم العدالة والقانون ، وبما أن هناك من السياسيين الذين وصلوا إلى قبة البرلمان من هم متهمون بقضايا إرهاب وفساد إداري ومالي ، فيجب على القضاء العراقي أن يأخذ دوره في تحقيق العدالة والانتصاف للمظلومين من الظالمين مهما كانوا ، ولأي جريمة ارتكبوها ، وسواءٌ لدى الشعب العراقي من أجرم بحقه قبل التغيير أم بعده ، فمثلاً عمليات الفساد الإداري والمالي هي جريمة بحق الشعب والمال العام يجب محاسبة من يرتكبها ، لأنها تسببت بصورة مباشرة وغير مباشرة في إرباك العملية السياسية والوضع الأمني وعملية التنمية ، وكان لها دور سلبي في تردي الخدمات بالخصوص في الأمور التي تهم المواطن في حياته اليومية كالكهرباء ومفردات البطاقة التموينية وتوفير السكن ...، والوقت مناسب جداً لمثل هذه المحاسبة ؛ لأن البرلمان انتهت دورته ، والنواب الآن بلا حصانة و القوى السياسية تخشى الآن من الدفاع عن الفاسدين مخافة أن يشكل ذلك دعاية انتخابية مضادة ، وهو ما يسهل عمليات المساءلة ، وليس الأمر مقصوراً على النواب فقط بل يجب أن نحاسب المسؤولين في السلطة التنفيذية على كل إخفاق أو عملية فساد ، ، وسوف تمثل هذه العمليات إذا ما جرت نقلة نوعية في عمل الجهات الرقابية والقضاء العراقي ، وتسجل لمصلحة العملية السياسية ، ويطمئن المواطن أن كل مخالفة للقانون لن تذهب دون عقاب ، وحينذاك سنقول إننا في عراق العدل والقانون ، وسنقول للسياسيين الفاسدين الذين تولوا مناصب في الدولة العراقية بعد 2003 : ثم أورثناكم الأرض من بعدهم لننظر ماذا تصنعون ، لكنكم ـ يا للأسف ـ اقتفيتم أثر المجرمين الصدامين ، فذوقوا وبال عملكم هذا ، ولسان حالنا يقول : (( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوماً آخرين )) لكن من سنورثهم المناصب العليا في الدولة العراقية في المرحلة المقبلة سيكونون ـ إن شاء الله ـ أصلح الناس وأنزههم ، فالعاقبة للمتقين !



#علي_محمد_البهادلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل الرقابي بين التأسيس والتسييس
- الرعاية الاجتماعية... فساد إداري وفساد أخلاقي
- الانتفاضة على الاستبداد والدكتاتورية والفساد
- المصارف بؤرة الفساد الكبرى
- هجوم العريفي على السيستاني
- إخلاف الوعود الانتخابية ....فساد صارخ
- يسوع والحسين المصلحون في مواجهة المفسدين
- هل يسبقنا الأفغان إلى مطاردة الحيتان؟!!
- من وحي ذكرى يوم الغديرالنزاهة والكفاية معيارا اختيار الحاكم
- عمليات الاستجواب والاصطفافات السياسية
- الانتخابات اللبنانية أغلى أم الانتخابات العراقية
- ماذا بعد إقرار قانون الانتخابات ؟
- الرقابة الشعبية تجبر الرعاية على الغاء تعيينات
- الفساد السياسي كوة الفساد الاداري والمالي
- لعنة السماء تنزل على المسؤولين غير المسؤولين
- وزارة العمل أم وزارة العاطلين؟!
- الانتخابات البرلمانية الانطلاقة الاولى نحو الفساد السياسي وا ...
- ترميم نفسية الفرد العراقي
- الرشوة والمحسوبية
- نزاهة القوات الأمنية على المحك


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي محمد البهادلي - بعد محاسبة الفاشيين جاء دور الفاسدين