الانسان هذا اللغز الغامض

عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 07:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الانسان .. هذا اللغز الغامض
ـــــــــــــ
الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري - ناحية العبارة - بعقوبة - محافظة ديالى

تستطيع ان تقرأ وتفهم كل خصائص مخلوقات الله من نبات وجماد وحيوان الا الانسان فهو عصي على الفهم وكل مخلوق هو غابة كثيفة من الاسرار والمعميات والغرائب ولو اجتمع كل علماء النفس والاجتماع لمعرفة مكنونات أي انسان بسيط لخرجوا بخيبة وافلاس واني وقد قاربت الثمانين من عمري وقرأت ربما الاف الكتب اشعر بافلاس معرفي غريب واظن اني بحاجة الى اكثر من مئة سنة أخرى وقراءة عشرات الكتب ربما لأفهم جزءاً من طبيعة النفس البشرية .
انا لا أفهم حتى الان فلسفة الخوارج وهم جزء من شيعة الإمام علي ( ع) كيف سولوا لانفسهم تكفيره ثم قتله ؟
وانا حتى الان لا أفهم كيف يلقي الشاب المسلم نفسه في التهلكة متمنطقاً بحزام ناسف فيقتل العشرات من ابناء دينه نساء واطفالاً وشيوخاً دون ذنب او جريرة ؟
وانا حتى الان اتعجب من متعلمين يحملون شهادات عليا وبعضهم درس في بلاد الغرب وعادوا الى بلادهم غارقين في وحل الطائفية ويتشدقون ملء افواههم بانهم ضد الطائفية اين ذهبت سنين الدراسة في بريطانيا او فرنسا او غيرهما ليعود هؤلاء كما ذهبوا صفر الادمغة الا بما غرسه فيهم مجتمعهم المتخلف .
لدينا من المدارس الدينية والجامعات وعندنا من دور العبادة كالجوامع والحسينيات والكنائس ما يكفي الكرة الأرضية بجهاتها الأربع فما الذي جنيناه من صلاح وراحـة بال ؟
نحن مرضى ومرضنا عضال ولكننا نجهل تفاصيله انه باعتقادي مرض عقلي وثقافي فهل فكر مثقفونا بعقد مؤتمر عاجل لتدارس موضوع أنفلونزا العقول بدلاً من أنفلونزا الخنازير ؟
مشكلتنا أننا نخاف وخوفنا من المجتمع من الجهالة أكثر من مخافة المحاكم والقوانين ولو كاشفنا مجتمعنا بعيوبه الحقيقية لقامت القيامة ولم تقعد

والمطلوب بضعة من المثقفين الجهاديين الذين هم على استعداد لوضع ارواحهم على راحتهم ويصرخوا بملء افواههم : هنا الخلل ياعراقيون هنا الخلل يا عرب هنا الخلل يامسلمون .
لقد تصدت كوكبة من المجاهدين لمحاربة الجهل والخرافة في القرن الماضي كمحمد عبده والافغاني والكواكبي وعلي عبد الرزاق وذهبت صيحاتهم في مهب الريح فهل من مجاهدين آخرين يستلمون الراية من جديد لرفع مكانة العرب والمسلمين والتي وصلت أدنى درجات التخلف ؟

ــــــــــــــــــــ

#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات