أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - من رحم اللذة والألم جاءت الفكرة .














المزيد.....

من رحم اللذة والألم جاءت الفكرة .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 06:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما هو الدافع للتفكير ؟
وما الذى يجعلنا نفكر ؟
ولماذا كل الأفكار والنظريات والفلسفات ؟

الإنسان لا يفكر إلا تحت ضغط الحاجة ..والعقل لا يفكر إلا لتلبية إحتياجات مشاعره وأحاسيسه فقط .
فلا توجد فكرة بدون إحساس يسبقها ويطلبها ..والعقل لا ينتج الأفكار من ذاته بل يكون إنتاجه للفكرة تحت وطأة تلبية حاجة مشاعره وأحاسيسه وإنفعالاته .

لو مسكنا إناءاً ساخناً سنحس بالألم من لسع الحرارة لأناملنا ..ومن الشعور بالألم نتجنب لمس الأوانى الساخنة كفكرة , ومن الممكن أن نطور الفكرة لنجعل ماكينة العقل تعمل على تجنب وتفادى الألم , فيبدع العقل فكرة صنع مقابض خشبية أو من لدائن بلاستيكية للأوانى حتى نستطيع مسكها وهى ساخنة .
إذاً لولا الألم المصاحب للمس الأنية الساخنة ما كنا فكرنا فى إبداع المقابض العازلة للحرارة .

نحن نشعر بالألم من جراء الجوع ..فنتغلب على جوعنا بإلتهام النباتات وجذورها , وتحت وطأة الألم الناتج من الجوع المستمر بدأنا نفكر أن نزرع الأرض لتنتج لنا إنتاج مستمر من الحبوب والبذور .
وتحت ألم الجوع أيضا وكيفية التغلب عليه دفعنا ماكينة العقل إلى المزيد من التفكير والإبداع لتنتج لنا أفكار هائلة لزيادة الإنتاجية الزراعية للمحاصيل ودراسة الأفات التى تهدد مزروعاتنا ..وعليه أنشأنا مراكز للبحوث والدراسات التى تتناول علوم النبات والمحاصيل والأفات والأسمدة .
إذن كل إبداعات العقل الإنسانى جاءت وليدة رغبته فى التغلب على الشعور بالألم .

الإنسان كائن بيولوجى متطور ..يمتلك جسده بكل حواسه وأحاسيسه ..ويكون تفاعله مع العالم المادى من خلال هذا الجسد .
يمكن إختزال فكرة الإنسان فى كونه كائن يعيش متأرجحا ما بين اللذة والألم فمهما تعقدت أمور الحياة وبدت لنا أنها شديدة التعقيد فلن تخرج عن الرغبة فى اللذة ومحاولة تجنب الألم .

تحت وطأة الألم واللذة يعمل العقل فى هذا المضمار ولا ينتج أى أفكار إلا لمحاولة تعميق اللذة وإزالة الألم ...فلا توجد أفكار ينتجها الدماغ تأتى من الفضاء وبلا معنى ولا جدوى , بل كلها تخدم مجمل مشاعره وأحاسيسه وإنفعالاته .

إنتاج الأفكار لا تقف على مجمل الظروف المادية الحسية المياشرة المطلوبة التى يحتك بها الإنسان بل تتعدى هذا الأمر لتنتج الفلسفة والمعتقدات والأديان .
فالفلسفة والمعتقدات والأديان هى أفكار لم تأتى من الهواء بدون أن تفى حاجتى اللذة والألم المطلوبة فالذهن البشرى لن ينتج فكرة بدون أن تحركها وتدفعها المشاعر والإنفعالات والاحاسيس كما أشرنا .

فكرة الإله لم ينتجها الإنسان إلا تحت تأثير إضطراب مشاعره وإنفعالاته ..ولا تخرج بأى حال من الأحوال عن قضية تجنب الألم الذى هو حجم المعاناة مع الطبيعة كما هو البحث عن اللذة المتمثلة فى حالة من الأمان والسلام مع الطبيعة والوجود .

فإذا كان الإنسان الحديث قد طوع الطبيعة لتلبية إحتياجاته من الغذاء والتغلب على الجوع من خلال التكنولوجيا والخبرات العلمية التى جعلته يبنى السدود للتغلب على الفيضانات الكاسحة وكذلك إنتاج الأسمدة التى تزيد من الإنتاج الزراعى والمبيدات التى تتغلب على الأفات التى تنازعه فى طعامه ..فإن الإنسان القديم لم يختلف عنا فى الإستراتيجية العامة وإن إختلف بأفكاره وقدرته المعرفية أى فى تكتيكاته .
فهو لم يجد حيلة أمام الفيضان إلا بتشخيص كائن قوى مثله مثل الطبيعة فى درء هذا الخطر الذى يهدد زراعته .. فتصور أن هذا الإله يكون بديلا عن الأسمدة فبرضاه تكون البركة بديلاً عن عجزه المعرفى للسماد ..ولعنته هى السماح للأفات والحشرات أن تأكل الزرع والحرث وعليه أن يقدم القرابين بديلاً للمبيدات التى لم يعرفها .

من الممكن أن نمد الأمور على إستقامتها لنصل فى النهاية أن أى فكرة لم تأتى إلا وليدة وإحتياج فعلى لتجاوز الألم والشعور باللذة .
فلو لم يكن الجوع ألماً لما خلقنا التكنولوجيا والألهة التى تعبر بنا هذا الشعور .
ولو لم تكن الفيضانات والأعاصير والزلازل ألمًا يغمرنا بكم لا بأس به من الأحاسيس المؤلمة الحزينة المضطربة لما إبتكرنا السدود والألهة التى تحفظنا من هكذا بشاعة ألم .
ولو لم يكن الخوف شعور وإحساس يقلقنا ويؤلمنا لما صنعنا ألهة وأسوار حول منازلنا .
لو لم يكن الموت إحساس مؤلم يزلزل نفوسنا لما خلقنا الإله الذى يعبر بنا عالم الموت .

يكون منهجنا الحياتى منذ الإنسان البدئى وحتى الأن هو كيفية أن نحظى على اللذة وكيفية تجنب الألم .
ولا تكون هناك وظيفة للدماغ غير ذلك ..فهى لا تنتج أفكار وإبداعات إلا لتلبية هذا المطلب الوحيد والمكلفة به حسراً .
تتعقد وسائل الحياة ولكن لن تخرج وظيفة الدماغ عن هذا المطلب الوحيد .
الله فكرة أنتجها العقل البدئى نتيجة عجزه المعرفى فى تلبية رغباته وأحاسيسه فى الحصول على أكبر قدر من اللذة وتجنب الألم .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يشوهون أطفالنا .
- إنهم يغتالون عقول أطفالنا .
- الماء لا يجرى فى النهر مرتين .
- تأملات حول يوم القيامة .
- -الكنيسة إتحرقت والقسيس مات- ..ألف باء كراهية .
- وهم الحرية .
- مذبحة نجع حمادى هو الكرسى الذى يتم ركله .
- أجسادنا ليس ملكية خاصة .. هو قطاع عام !!
- عزرائيل الصراصير والبراغيث .
- اللذة والألم والإله .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (3)
- ممنونون ..شاكرون ..محظوظون ..مهللون .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا . (1)
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (2)
- قراءة فى العنف والإنسان والإله .
- عيون وراء نقاب .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً .(1)
- موت السؤال .
- المربع المتبقى للفكرة .
- تكون هى أرحم .


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - من رحم اللذة والألم جاءت الفكرة .