أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح كنجي - الدليل الموعود














المزيد.....

الدليل الموعود


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 02:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



استدعينا من قبل قيادة المقر العام للأنصار في الحدود العراقية/التركية على عجل وكلفنا بالتحرك والانطلاق نحو أطراف دهوك للقاءِ بمجموعة أنصارية زرع في صفوفها جاسوس يعمل لصالح المخابرات العراقية..
كان الأمر في غاية الخطورة والمطلوب الوصول إليهم بأقصى ما يمكن من السرعة.. المشكلة ليست في الطريق البعيد الذي سيستغرق عدة أيام محفوفة بالمخاطر والصعوبات.. أو تحمل التعب والجوع.. لكن في طبيعة ما يواجهنا من ممرات غاية في التعقيد هي الحد الفاصل بين جبلين هما متين وكاره بين العمادية وسرسنك.. فالمنطقة المحصورة بين السلسلتين إضافة إلى خطورتها حيث ينتشر الجيش بشكل مكثف فيها، تتكون من هضبة متداخلة من التلال لا يدرك مسالكها إلا عدد قليل من المتمرسين من أبناء القرى المنتشرة فيها.. الصعوبة والخطر الجدي تبدأ من قرية بوتيا في مقدمة جبل متين المحاطة بثلاث ربايا للجيش والمرور الأجباري بالطريق العسكري لحين عبور الشارع العام.. كانت هذه المعضلة تواجهنا، حينما كلفتُ بقيادة مجموعة نشطة من الأنصار، ممن تعهدوا على تحمل مشاق الطريق، وإبداء الاستعداد العالي للانضباط والتعاون من اجل الوصول في أسرع وقت ممكن...
أجل كانت المعضلة في كيفية عبونا هذه المنطقة بالذات.. الذين معي لا يجيدون اللغة الكردية.. جميعهم من بغداد ومدن الجنوب..لكن أبو ماجد طمأنني بعد أن انفردَ بي قائلا ً..
ـ حينما تصل إلى قرية بوتيا.. أذهب وحدك إلى بيت خليل وهو ركيزتنا الحزبية وقل له أبو جوزيف يبلغك تحياته.. واطلب منه أن يساعدكم في عبور المنطقة الخطرة.. واحرس أن لا تكشفه لأحدٍ.. وأكد لي أن خليل يدرك طرق التسلل وهو شجاع وتستطيع الاعتماد عليه في تجاوز هذه المنطقة الخطرة..
كنا نواصل سيرنا بلا توقف إلا للضرورات في حالة تناولنا وجبة غذاء على عجل أو عند المرور في قرى لا يمكن التجوال فيها نهارا ً فنلجأ لمداخل الجبال نحتمي فيها لحين حلول المساء.. وصلنا قمة متين في حدود العاشرة ليلاً وبدأنا ننزلقُ بسبب وعورة المنحدر شيئا ً فشيئا ً نحو قرية بوتيا.. تحسبنا لإحتمال كشفنا من قبل الربايا المشرفة على القرية بسبب تواصل نباح الكلاب، قررنا البقاء لأقل من ساعة كي لا نتعرض إلى كمائن الجيش أثناء العبور.. بدأتُ بالتفكير في كيفية الاستدلال والوصول إلى دار خليل كي أفاتحه بأمر مساعدتنا في تجاوز المنطقة الخطرة.. كان هذا ما يشغل بالي.. فمصيرنا ومصير الآخرين مرتبط به وبنجاحنا في العبور المنتظر.. خليل هو أملنا في تجاوز الربايا والتسلل من بين ممرات التلال المتداخلة مع مقدمة جبل كارا الوعرة.. عند وصولنا ساحة تتوسط بيوت القرية تمنيتُ أن لا أكون بحاجة للاستفسار عن خليل .. لكن ما في اليد حيلة.. قلت للشاب الذي استضافنا قبل أن نجلس:
ـ أريد أن أمر على صديق اعرفه قبل أن تقدم لنا الشاي، وطلبت منه أن يدلني على دار خليل ويقودني اليه..
توقف الرجل عند باب خشبي عتيق.. قائلا:
ـ هذا هو البيت.
عند طرقي الباب.. فتحت لي امرأة موشحة بالسواد كان الحزنُ والقلقُ يتداخلان في نفسها.. قبل أن تستفسر منا قلتُ موضحا ً..
ـ أنا صديقٌ قديم لخليل.. وقبل أن أضيف بقية جملتي.. أريد أن أسلم عليه..
قالت:
ـ تفضلوا.. يا ولدي.. فاجأتني بخبر مؤلم.. خليل مات منذ شهرين!!
صعقتُ بالنبأ وعواقبه .. حاولت تدارك الصدمة رغم صعوبة الموقف .. قلتُ البقية في حياتك.. جئنا لنعزيكم باسم أصدقائه..
جمعتُ الأنصار على عجلٍ في أسفل القرية .. قلتُ بلا ترددٍ:...
ـ اتبعوني بحذر أنا دليلكم..!!
وعبرنا..

صباح كنجي
ـــــــــــــــــــــ
مقتطف من كتاب يعده الكاتب بعنوان حكايا الأنصار والجبل



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجاعة مجهول
- لغزُ الهدف..!
- أم جمعة
- رمزي
- أيّها الشيوعيون لهذه الأسباب -لنْ انتخب قائمتكم-.!!
- في منتصف الطريق..
- الصورة وذاكرة الحدث قيس شاكر
- صومُ رمضان يكشفُ زيفَ ونفاق -المؤمنين-
- بالمختصر..3 مشهد.. كنتمْ خيرُ امةٍ اخرجتْ للناس ِ!!
- حوار عن البيئة مع الدكتور الشذر
- بالمختصر..2
- بالمختصر
- الموصل أم شعب الموصل؟.. نقاش في السياسة مع البروفيسور سيار ا ...
- من ذاكرة الشيوعيين العراقيين في بحزاني..2
- من ذاكرة الشيوعيين في بحزاني ...
- طين النار - مهداة إلى ذكرى جمعة حاجي كنجي
- الحزب الشيوعي العراقي يساهم في غزو الكويت..!
- افتحوا الأبواب لعبير الناصرية المتجهِ للبرلمان الأوربي..
- البعدُ الميثولوجي في ..
- عراقيون من زمن ِ أهل ِ الكهفِ سينتخبونْ..!!


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح كنجي - الدليل الموعود