أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - قراءة فى العنف والإنسان والإله .














المزيد.....

قراءة فى العنف والإنسان والإله .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 00:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما نخوض فى الفكر والمنظومة الدينية نجد أنفسنا أمام تصويرات عديدة لفكرة الإله تتصدرها طابع القوة والعظمة والإنتقام المفرط الذى يتجاوز مفهوم السادية .

تندهش من حجم الإنتقام الإلهى حسب الأسطورة الدينية والذى لا يجد سقوف تحده ..فإذا كنت منطقيا مع ذاتك سيصعقك حجم العقاب اللإلهى المفرط والذى لا يوجد له حدود تحده بحكم لانهائيته , وفى الجهة الأخرى ستجد أفعال وأخطاء إنسانية محدودة زمانياً ومكانياً... فلو نسبت الفترة الزمنية التى يقضيها الإنسان على الأرض إلى الوجود فى عالم الجحيم المزعوم سنجد أن القيمة تؤول للصفر!!! ..
يكون العبث كل العبث أن نتصور أن هذه المنظومة عادلة كما يدعون بل نكون أمام منظومة قاسية سادية شديدة البشاعة لا تمت بقيم العدل والرحمة المعهودة بأى صلة .

الأمور لا تعدو سوى إسقاط أفكار ورؤى وأحاسيس إنسانية على فكرة ما ..والإلحاح على تواجدها بغية تبرئة النفس من النقط السوداء التى فى داخلها .!!

القسوة والعنف والسادية هى مشاعر بشرية تجتاح الإنسان وتستدعى مخزونه البدائى فى الوحشية ..وكل أشكال الإنتقام المفرط والتى نراها عبر التاريخ ماهى إلا إستدعاء لمخزون الوحشية الرابضة داخله .

الإنسان يصور الإله وفق معطياته وإحاسيسه , وفق درجة تطوره الإجتماعى والثقافى , فنجد صورة الإله متباينة لحد ما بين حضارة وأخرى , وثقافة وأخرى .
ولكن الغريب أن صورة الإله فى المعتقدات والثقافات المختلفة يكون العامل المشترك فيها هى مدى قوة الإله وقسوته فى العالم الأخر .

القوة هى المطلوب تصديرها لجموع البشر كونها هى شريعة الحياة على الدوام فلن يرضى الإنسان بإله ضعيف يعبده ويحترمه ..وتكون القسوة والسادية مطلب إنسانى أيضا .!!
فالإنسان فى مراحله الأولى وحتى الأن مازال يحمل إحتراماً وهيبة لكل الطغاة والجبابرة ..ولعل نماذج الشخصيات الإجرامية فى التاريخ مثل ستالين وهتلر وصدام حسين , كأمثلة تعطينا كيفية إنسحاق الإنسان وتمجيده فى الوقت ذاته لكل طغاته وجبابرته .

من هذه النقطة نستطيع أن نزعم بأن فكرة الله كما تم تشكيلها هى فكرة ضارة وتسحق الوجود الإنسانى ..فكرة تستخدم لتمرير كل العنف والقسوة والسادية ...فكرة كل الطغاة والجبابرة ..فكرة الإنسان الدائمة فى تمرير القسوة وإستحضارها .
فشرعنة القوة والقسوة لفكرة الإله جاءت متسقة مع رؤية الإنسان القديم ونظرته للحياة ..هو أسقاط مفهومه للصراع على الفكرة وتقنينها وإعتبارها ناموسه .

الإنسان بحكم تطوره الحضارى والمعرفى إكتشف أن القتل والقسوة والسادية ستكون حائلاً ضد إستقرار وسلام الجماعة البشرية , ولكن إشكالية التوحش لم تزول فى داخله بل هى رابضة تحت مسام جلده وتتوسم طريقاً للخروج .

لذلك نجد أن المعتقدات والأديان قننت الشرائع للحفاظ على الجماعة البشرية الواحدة , فحرمت تحريماً شديداً القتل والسرقة والإغتصاب لمن هم فى داخل الجماعة البشرية , بينما أطلقت العنان للنفس الهمجية فى ممارسة عنفها ضد الأخر بأن سمحت بقتل الأخر وإستقصاءه وممارسة الغلظة عليه وإغتصاب نساءه وماله , والتمايز عليه حقوقياً فى أقل الأحوال وطأة .
هنا فكرة الإله المنتقم والسادى والذى هو منتوج بشرى فى الأساس تم إستدعاءه لممارسة العنف والوحشية .

وتدور الدوائر فلا ترحم أحداً فنجد أن فكرة الإله المنتقم والسادى والذى ترسخت فى الوجدان البشرى تمد ظلالها على الجماعة البشرية الواحدة ..فتسمح للعنف والوحشية أن يطل مابين المذاهب داخل الدين الواحد ..كما تعطى مظلة فكرية للطغاة لممارسة عنفهم ضد البائسين والمهمشين تحت دعوى الدفاع عن دين الله , بينما هى دفاع عن مصالحهم الطبقية .

تصبح هنا علاقة جدلية مابين الفكرة والإنسان ...الإنسان إبتدع الفكرة لشرعنة القسوة والتوحش ..ليصبح للفكرة حضور فتهب الإنسان المزيد من التصورات والخيالات الإضافية ..وتصبح الفكرة بذلك مستمرة تفيض دائما برؤى إنسانية جديدة تدفع الدماء فى عروقها وتجعلها حية .!!

عندما نصل بوعى إلى كبح جماح رغباتنا المتوحشية والنزول بها إلى أقل منسوب لها كما يجاهد عالمنا المعاصر , فهنا ستسقط فكرة الإله .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون وراء نقاب .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً .(1)
- موت السؤال .
- المربع المتبقى للفكرة .
- تكون هى أرحم .
- خربشة عقل - الله والخلق .
- لن أعيش فى جلباب أبى .
- الملكية والزواج والزنا والله .
- ماذا لو تاب الشيطان ؟
- فزاعة الموت
- قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .
- تعالوا نقسم اللانهائى .
- الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .
- أحلامنا المكسورة .
- مناورة العقل الدينى .
- ثقافة العبيد .


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - قراءة فى العنف والإنسان والإله .