لماذا لا تثورون على حماس؟”من يوميات امرأة محاصرة”

سما حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 11:44
المحور: القضية الفلسطينية
    

لماذا لا تثورون على حماس؟”من يوميات امرأة محاصرة”


فاجأتني رسالة من قارئة عزيزة تسألني : لماذا لا تثورون على حماس؟ وكانت تسأل بدافع الاستفزاز لكي تستفزني وأكتب، ولكي تشعرني بضعفي وبأني من أهل غزة الذين يرضون بالخذلان والهوان، ولست أنسى وصف عمرو بن العاص لأحد الشعوب العربية بأنهم يجمعهم مزمارا، وتفرقهم عصا، فهل أصبحنا نحن في غزة الشعب الثاني الذي يفعل ذلك؟ لا زال ذلك الاستفهام يدور في خلدي وبحزن لايخلو من مرارة وأناأرى الأوضاع حولي……

أهم شيء أحب أن أنبه له أني لست مع حماس ، ولا مع فتح، ودائما ماتسألني صغيرتي : ماما احنا مع مين؟؟

فأرد عليها في عبارة مسجوعة حولتها لأغنية وحولتها ابنتي لهتاف.: احنا مع رب العالمين.

ولأن زمن الأنبياء قد ولى، ولأن محمد هو خاتم الأنبياء، ولأن الملائكة لا تسكن الأرض ، أنا لست مع فتح ،ولا مع حماس، أنا كنت منذ زمن من أطفال الحجارة ومعهم، خرجت في المظاهرات، ورشقت حجارة لم تصل لأبعد من أمتار، وسقطت مغشيا علي في حرم المدرسة والكلية، وخسرت مستقبلي التعليمي بسبب انتفاضة الحجارة، وأصبحت لا خيارات ولا مستقبل أمامي سوى أن أتزوج خوفا علي من هؤلاء وهؤلاء الذين كانوا في أوج الانتفاضة يختارون الزوجات بقوةالسلاح ،وهم يخفون وجوههم خلف لثام.

لست مع فتح بكل ماقدمت للشعب، وبتحويلها لقضيتنا من قصة منسية إلى مقعد في الأمم المتحدة،ولكن ذلك لم يغفر لها كل الخطايا وكل محاولات التسلق على حساب الشعب ،وحالات الفساد الاداري والمالي، ولكنه أمرا يحدث في كل القيادات، وربما كان ذلك ضريبة أنهم يدافعون عن قضية عظيمة…….

ولست مع حماس في حلمها الوردي باقامة الخلافة الاسلامية في أكثر بقاع الأرض اشتعالا وغليانا، وهي تعلم أن حلمها مستحيلا ولكنها تكذب الكذبة وتصدقها، وتدخلنا نحن أكباش الفداء لحلمها الذي تخيلته وتعيش به ولا ندري إلى أين سيودي بنا…….

جميل جدا أن يحلم الانسان ولكن ليس من المناسب أن يحلم عامل نظافةوهو يعتلي عربة جمع القمامة ،أن يحلم بقصر منيف ، فيجد نفسه يقع على الأرض.

انظروا حالنا في غزة،لاكهرباء، لا غاز، غلاء، بطالة ، فقر، فساد، محسوبيات، فصائلية، كل شيء يقودك للهاوية تجده في غزة

ونحن الشعب مثل مريض الإنفلونزا الذي لا يهمه أن يعرف كيف أصيب بالإنفلونزا ، ولكنه يعمد لتناول أصنافا من الأدوية، هذا للصداع ,اخر للرشح وثالث لارتفاع الحرارة ويظل يعاني ويعاني.

ونحن في غزة ياقارئتي أصبحنا هكذا نلهث خلف كيس طحين من الأونروا

ونبحث عن بابور وكاز

ونفكر في موعد انقطاع الكهرباء وموعد عودتها لنمارس حياتنا ونشغل أجهزتنا

ونسيناأن نفكر……. لماذا يحدث كل هذا لنا؟

ولما لانغير كل هذا؟؟

ان كل مايحدث معنا في غزة هو ذكاء……..ذكاء القادة أيا كانوا الذين يتطاولون ويكبرون كالظلال على حساب الشعب …….فقط الشعب، وأؤكد لست مع فتح فلم أهتف لها يوما

ولست مع حماس فلم أخرج في مسيرة لدعمها يوما

انا فقط……….مع حنضلة

#سما_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات