كلنا مع حملة ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين !
جمال محمد تقي
2009 / 12 / 19 - 09:46
ديمقراطية الرياء والعنصرية والزيف والاجرام التي اتت بأ مثال هتلر وبنغورين وشامير وموشي ديان وشارون وبيرز وغولدا مائير وتسيبي ليفني ، للحكم ، مازالت ولادة فهي لم تعقر بعد على الاتيان بمن يتفوق عليهم ويحقق ارقاما قياسية في القتل والدمار بحكم التطور الفائق لما يمتلكوه من وسائل انتاج الدمار الشامل والقتل الجماعي بل وابادة مدن باكملها ومحو شعوب من على ارضها بايام او ساعات معدودات ، ديمقراطية حكام امريكا اعطت دروسا معاصرة بالقتل الذري في اليابان ودروسا بالنابالم في فيتنام ودروسا باليورانيوم المنضب في العراق ومازالت تعد العالم بالمزيد ، اما دروس بريطانيا العظمى صاحبة وعد بلفور ـ اعطى من لا يملك لمن لا يستحق ـ فانها لم تترك مكانا احتلته الا ووضعت فيه الالغام والمفخخات والقنابل الموقوتة ، من الهند وحتى فوكلاند مرورا بفلسطين وشعبها البطل الذي ابتلى باقبح الانظمة الاستيطانية والعنصرية وحشية وعبر التاريخ الحديث كله انها الصهيونية الذميمة ربيبة الاستعمار القديم والجديد !
اسرائيل تفوقت على صناعها وصارت تعطي دروسا ليس فقط في استخدام اسلحة الدمار الشامل وانما في انتاجه وتصديره ايضا !
لم تتجنى الادبيات الماركسية واليسارية على الحقيقة عندما وصفت الصهيونية كشكل امبريالي من اشكال العنصرية التي تترعرع بين الجماعات الراسمالية اليهودية المتزاوجة مع الرسمال الاحتكاري العالمي ، ولكن المستجدات اليوم تقول : هناك راسمالية متصهينة من اصول ليست باليهودية ، تحاول توظيف واستثمار التأويل الرمزي للاسطورة التوراتية بنسختها الصهيونية وتسوقه كراية روحية واخلاقية تسد بها عجزا اخلاقيا وروحيا قاتلا يحوم على اسواق مصارفها وبورصاتها التي لا قداسة لها غير قداسة الربى !
يقول كارل ماركس : لا يوجد شعب حر يستعبد شعبا اخر !
اسرائيل ليست ديمقراطية بل هي كيان عنصري يخضع لقوانين السوق العامة والخاصة ، وفيه الحريات الفردية والعامة خاضعة ايضا لانظمة السوق ، نعم فيها تداول سلمي للسلطة لكن السلطة نفسها محسومة لطبقة معينة ، هي طبقة الاسياد ، الذين يستطيعون توجيه صناديق الاقتراع الوجهة التي يريدوها ، فشروط الاختيار الحر حقا معدومة في هذه الدول التي تسمي نفسها تجاوزا بالدول الديمقراطية ، فاذا كانت ديمقراطية اثينة تعتبر حق الاختيار هو حق صريح محصوربالاحرار دون العبيد ، فان الديمقراطية البرجوازية والليبرالية تعتبر الديمقراطية كممارسة فعلية خاضعة لاليات السوق وكما نعلم فان من يملكون في اي سوق كان هم الاسياد حتى لو اعلن قانونيا عن تساوي الجميع في حق البيع والشراء او حقهم بالاقتراع السري والمباشر !
سوقهم منظمة وآلياتها واضحة ، وسوقنا غير منظمة وآلياتها غير واضحة ، تداولهم للسلطة سلميا وبحسب العرض والطلب والقدرة على الدفع ، تداولنا للسلطة مضطرب وعنيف ، ولكن نحن وهم لسنا بديمقراطيين بالمعنى الانساني لحكم الاكثرية ، واية اكثرية السكانية ام الاكثرية المصوتة ؟
هنا انا اقارن مع شكل الانظمة العربية حتى لا اوجير وكانني اجمل صورة الانظمة العربية لحساب تشويه اسرائيل !
اسرائيل تتعامل مع الفلسطينيين بمثل تعامل نظام الفصل العنصري الابارتايد ـ البيض ـ مع الشعب الاصلي في البلاد ـ السود ـ ونظام الابارتايد كان ايضا " ديمقراطيا " كما يزعمون ، وكان هذا النظام يوصم مقاومة حزب المؤتمر الوطني الافريقي بالارهاب كما تفعل اسرائيل بحق المقاومة الفلسطينية ، وكان يوصم زعيم المقاومة الجنوب افريقية المناضل نلسن مانديلا بالارهابي الخطير ، كما فعلت اسرائيل مع المناضل الشهيد ياسر عرفات ، الذي استدرج للمقاطعة وسجن هناك وقتل مسموما على امل القضاء على المقاومة ، لكنهم واهمون !
هنا من حقنا ان نتسائل الم يقولوا سابقا ان النظام العنصري في جنوب افريقيا ديمقراطيا ، كيف يستقيم الامر بين الديمقراطية الحقة وبين العنصرية ؟
طبعا جرى حسم الموضوع باسقاط العنصرية في جنوب فريقيا لمصلحة نظام المساواة امام القانون والتداول السلمي للسلطة ، اسرائيل عنصرية وتدعي الديمقراطية وهذا التناقض والتزييف لا بد له من نهاية قريبة ودراماتيكية بمثل ما حصل في جنوب افريقيا !
تناقضات جوهرية بين ماهو معلن من القيم المتداولة في الدول الغربية وبين تطبيقاتها ، فكلما كان التطبيق يضر بالمصالح الحيوية للراسمالية الاحتكارية وهيمنتها فانها مستعدة للتخلي او الالتفاف عليها وبكل صلف ، وهذا عينه ما جرى في موقف الحكومة البريطانية من مذكرة توقيف ليفني !
بنفس المعنى الموقف الغربي من كارثة المناخ مثلا ، والامثلة اكثر من ان تحصر !