رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 07:27
المحور:
المجتمع المدني
القبيلة دائما تشكل محضنا للتخلف ، وهي تتقاسم ميراث الموت ابتداء من شكيمتها الموهومة وانتهاء بقيمها المنحطة تلك التي لا تجيد سوى فن صنع التراتب ،ورؤية الذات كشيء مقدس لا يجوز كسره أو التمرد عليه.
هي شرنقة تفقس بيوضها كائنات رديئة تجيد فن القتل والقنص ، وتنتصب عائقا أمام الجديد الذي يؤنسن العلاقات ويسمو فوق منظومتها الانحصارية التي ترى أن من يمتهن حرفة ما شريفة تنتج وتفيد المجتمع ليس الا نوعا من الوضاعة فيما تعتبر القتل والقنص والفيد سمو ورجولة ، يغذيها الدين من بعض فيوضه وتعاليمه فيمسخها وتمسخه ، وفي بلادنا بنية القبيلة متماسكة بسلبية تعكس وعيا قطيعيا متناغما مع بعضه ويحمي كيانه ، يلبس مشائخها رداء السياسية فتصبح القبيلة مسيسة بانغلاق وجمود لتتحول إلى قبيلة سياسية سالبة متخمة بالمكر وتدير أمورها بما يخدم عصبتها ويستقطب تحالفات مثلها تحمي قوتها وتركز الثروة في يديها وجزء من القرار السياسي ، كما أن الخارج أو الجوار الملكي يغذيها ماديا ومعنويا ، فتتحول هذه القبيلة الى سمسارا ومسمارا صدأ يدق في قلب الوطن وينفث سمومة ، فيغدو الوطن مرتهنا يباع كل يوم ويزداد تخلفا ، من هنا تتقوى القيم القبلية وتنتصب بسلبية ضارة أمام إمكانية التقدم والتحديث ، فالقبيلة أيضا تغذي بموروثها الفساد والتخلف وتنامي من حالة الجمود والتراجع ، وتصيغ الحياة ببربرية وهمجية وقطيعية تتجاوب مع غريزتها العصبية الضارة ، لذلك كان لابد من العمل وبكل اقتدار على تفكيك هذا الكيان المسخ الذي ضرب إمكانية التقدم في اليمن منذ أمد بعيد ، وتحقيره الى الدرجة التي يشعر معها بنفور منه كذات متخلفة تصنع الفشل وتعيد إنتاج منظومة الموت والجمود وصور العمالة والتبعية والارتهان تحت مسميات مختلفة ، وشخوصها يجب ان يحاصروا من إمكانية تكوينهم السلبي الذي يلبس رداء متقدم ولسان معسول بقيم الدولة والمدنية ، لكنه يستبطن أسوء مورثات القبيلة ، فقط من أجل أن يحجز له مكانا لائقا يعمل على توتيده وتوتيد قبيلته في عمق ومفاصل ما يفترض أنها دولة.
إن تحديث الشعب لن يتم الا من خلال ضرب البنى التي تكونه ، والقبيلة هي أسوء هذه البنى التي يجب إعادة النظر في كيفية تفتيتها وتمدينها .
---------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني
[email protected]
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟