صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 17:27
المحور:
الادب والفن
.... ... .. .. ... ....
الإنسانُ جموحٌ أهوجٌ
متعطِّشٌ لشقاءِ أخيهِ الإنسان
آهٍ ..
وجعٌ ينتظرنُي كلَّ مساء
تَبَعْثَرَ حلمي
بينَ ركامِ الآهاتِ ..
آهاتٌ تتلوها آهاتي!
أينَ المفرُّ
من موبقاتِ الإنسان
من شراراتِ جنونِ الصَّولجان؟
وجهٌ كلّه هراء
هواياته مرتكزة على الشَّوشراتِ
مهترئُ الرُّؤيةِ
تجري في شرايينِه عُصيّاتُ الملاريا
يصبُّ عُصيَّاته البغيضة
على أسوارِ البساتينِ
على وهجِ النُّجومِ
على بتلاتِ الزُّهورِ
وجهٌ مكسوٌ بالخطايا
تسطعُ من عينيهِ
كلّ أنواعِ الشُّرورِ
كلّ أنواعِ الهمومِ
كلّ أنواعِ الفسادِ
الإنسانُ سببُ كلّ البلايا
مصدرُ كلّ الخطايا
لم يتركُ رقعةً من جغرافيّةِ الكونِ
إلا دشَّنها بالشَّظايا
الأرضُ حُبلى بالبراءةِ
تنمو فوقَ تلالِها أغصانُ الزَّيتونِ
ترفرفُ فوقَ سهولِها الفسيحة
أسرابُ الحمائمِ
الأرضُ مكحَّلةٌ بالوئامِ
تستقبلُ دفءَ الشَّمسِ
كلَّ صباحٍ
وعندَ المساءِ تغطّي جسدَها
بمنديلِ اللَّيلِ
تناجي ابتسامات النُّجوم
تغازلُ ضياءَ القمرِ
الأرضُ عاشقةُ الحبِّ والوفاءِ
أختُ الغيومِ
تقبِّلُ كلّ يومٍ قبّةَ السَّماءِ!
.... ... ... .. يتبعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟