أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زكرياء الفاضل - عيد مبارك سعيد و كل عام و أنتم ديمقراطيون














المزيد.....

عيد مبارك سعيد و كل عام و أنتم ديمقراطيون


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2844 - 2009 / 11 / 30 - 11:44
المحور: حقوق الانسان
    




قد يكون الكثير من القراء ملّ الحديث عن حرية التعبير و الديموقراطية و المجتمع المدني الحضاري لعدة أسباب منها: ا) فقدان الأمل في تحقيق هذا الهدف المنشود داخل المجتمع المغربي، ب) يرى أنّ هذا الموضوع لغو كلام و المهم أن تجد الناس ما تقتات به، ج) شباب غفل، و هم كذلك لعدة أسباب لا مجال للحديث عنها هنا. بالرغم من كل هذا فإني صممت على الكتابة في الموضوع نظرا لقناعتي بأن العزوف عن الموضوع هو هدف من يحاول التقدم بالمغرب نحو ماض لن يعود مهما اشتد حنينه إليه. فالحياة فطرتها التطور و قدرها السير إلى الأمام وهي تسير فعلا و إن بدا عليها ظاهريا الركود، و كما يقول المثل المغربي: "دخول الحمام ماشي بحال خروجو".
عودة إلى حرية التعبير، التي تمر اليوم من مرحلة عصيبة، فإن النضال من أجلها إنما هو وليد إيمان عميق بكونها حجر الزاوية في تأسيس المجتمع المدني المتحضر الذي يجعل إحدى ركائزه التعددية الفكرية و الحوار السلمي لتنظيم شئونه الداخلية. فحرية التعبير ليست نشوة استحوذة على عقولنا و لبست أرواحنا بل هي العمود الفقري لبنيان التطور و الرقي و الازدهار، و هي المؤشر الفعلي لإظهار المجتمع مدى ابتعاده عن النمط البدائي، المعتمد بالأساس على الترهيب و القمع، في تنظيم أموره و تبنيه المناهج المتحضرة في التفاعل بين فئاته. إنها المعيار الحقيقي لمستوى نمونا الفكري و المعرفي الذي من خلاله يقيّمنا المجتمع الدولي. خصوصا و أنه لنا قضية وطنية، تلتحم حولها كل فئات و تنظيمات المجتمع المغربي، لم تحسم فيها هيأة الأمم المتحدة بعد، فهي لا تزال قيد الطرح على موائدها المتعددة و المختلفة دون الخروج بقرار فاصل في الموضوع. لذلك فإنّ أعداء حرية التعبير بالمغرب هم أعداء الوحدة الترابية لبلادنا، الحقيقيون، و الحاجز في طريق تطورنا و ازدهارنا.
لقد فكرت طويلا في سر نجاح المجتمعات المتطورة و أسباب تخلفنا. و لم أجد غير جواب واحد مفاده أنّ المجتمعات الأوروبية إنما وصلت لما وصلت إليه من رقي و ازدهار بفضل الحرية و الديموقراطية. بينما نحن ما استطعنا مواصلة الطريق بسبب استعبادنا للخلق و جعلهم كائنات تركض وراء لقمة العيش هي مبتغاها و هدفها في دار الدنيا. و بالطبع من كان مسلوب الحرية لا يسعه التفكير و الإبداع. و من كان لا يفكر سوى في الحصول على ما يعول به أسرته لا يمكنه الانشغال بالفكر و العلم. فالحقيقة التي لا هروب منها هي أن ممارسة العلم و الفكر تستوجب حضور الحرية، و تشترط غياب الدغمائية، و تتطلب التسليم بنسبية الحقائق، و ترفض التقديس جملة و تفصيلا. لذلك نرى أن القاسم المشترك لدى المجتمعات المتطورة هو الحرية و الديمقراطية بينما القاسم الذي تشترك فيه مجتمعات العالم الثالث هو انعدام الحرية و غياب الديموقراطية و رفض التعددية الفكرية و سيطرة الدغمائية و هيمنة فكرة الحقيقة المطلقة و التقديس بشتى أنواعه من الأب إلى الحاكم مرورا بالشيخ و الأستاذ.. فهل هذا القاسم المشترك بين مجتمعاتنا المتخلفة من باب الصدفة علما بأن عقائدنا قد تختلف و فلسفتنا في الحياة قد تتباين؟
بالطبع الجواب سلبي، لأن الصدفة قد تكون في التقاء مجتمعين أو ثلاثة.. لكن عندما يجتمع عالم بكامله، على اختلاف عقائده و نظمه، في قاسم مشترك فإن المنطق العلمي يرفض التصديق و الإيمان بالصدفة. لأنّ التقاء هذه المجتمات في نقطة قمع الحريات و طغيان و جبروت الحكام إنما هو من باب المنهجية لا من قبل الصدفة.
و المغرب بقمعه لحرية التعبير إنما يزكي مكانته داخل العالم الثالث و يقوي رصيده في بنك المجتمعات المتخلفة. لذلك ليس من الغريب أن يحتل مرتبة الذيل في قطار المجتمع الدولي في كل المجالات: حرية التعبير، الفساد، الدخل الفردي، الأمية، حقوق الإنسان.. و القائمة طويلة.
فمن منا الوطني المحب لشعبه و مجتمعه و من منا المخادع المنافق الذي لا تهمه سوى مصالحه الشخصية؟؟؟
لقد سبق وقلت في إحدى المقالات السابقة أنه كما لهم الحق في الدفاع بقوة عن مصالحهم فإن العدالة تمنحنا نفس الحق في الاستماتة من أجل مغرب عهد جديد يضمن لنا التطور و النمو مهما كان الطريق طويلا و شائكا. إننا أيها السادة لسنا دوابا حتى نشكم. فالمغاربة كانو و لا زالوا يمشون بقامتهم الممدودة و هامتهم المرفوعة و التاريخ شهيد على ما أقول.










#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح الإنسان بضاعة
- نضال الجماهير الشعبية في متاهات الصراعات الإديولوجية
- ابن الشهيد و الحاج عمر
- الألفية و الألفية
- فران الحومة أو نادي المهمشين
- الغرب 2009


المزيد.....




- المرصد السوري: نحو 105 آلاف شخص قتلوا تحت التعذيب بالسجون خل ...
- تونس: المفوضية الأوروبية تعتزم وضع شروط صارمة لاحترام حقوق ا ...
- وسط جثث مبتورة الأطراف ومقطوعة الرؤوس... سوريون يبحثون عن أق ...
- مسئول بالأونروا: ظروف العمل في غزة مروعة.. ونعمل تحت ضغوط لا ...
- جمعية الإغاثة الطبية بغزة: أكثر من 70% من سكان القطاع بلا مأ ...
- -حفلات يومية-.. ممارسات تعذيب -احترافية- في مراكز الاحتجاز ا ...
- الأمم المتحدة تبحث وقفا -غير مشروط- لإطلاق النار في غزة
- أردني محرر من سجون سوريا يروي معاناة 26 عامًا من الاعتقال وي ...
- هآرتس: وفاة 4 فلسطينيين تحت التعذيب بإسرائيل منذ أكتوبر 2023 ...
- وصفتها بالمتسرعة.. برلين ترفض مطالب بإعادة اللاجئين السوريين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زكرياء الفاضل - عيد مبارك سعيد و كل عام و أنتم ديمقراطيون