يا شيوعيو العراق ما العمل اذا دقت ساعة العمل ؟


جمال محمد تقي
2009 / 11 / 23 - 12:26     

ما العمل اذا صار الوقت كالسيف ان لم تقطعوه قطعكم ؟
ما العمل اذا اصبح من المفروض به يملك بوصلة الاتجاهات بلا بوصلة ؟
ما العمل اذا ضيع الفتى طريقه ووقع بشباك المدجنين ؟
ما العمل اذا اصبح ـ حشع ـ طامسا وحتى اذنيه بمستنقع عملية سياسية فاسدة وخانعة ومرتمية باحضان الوصاية الامريكية ، ولايمكن له التطهر من ادرانها الا اذا انتفض بنفسه على نفسه ليساعدها على الخروج قبل ان يموت تماما فيها ـ لانه يستخدم الان كمطية للتغطية على حقيقتها الفاسدة ، فمن الاشرف له ان لا يكون من ضمن هذه الجوقة المجرمة التي تستخدم اسمه وتاريخه للتضليل والايحاء بانها ليست بطائفية او عنصرية ـ ؟
ما العمل اذا افرغ حشع من محتواه الاصلي واصبح كالمحشي مخلوط المحتويات ، كتشكيلة ماسخة وهي بالاصل من فضلات الصناعات الفكرية العائمة في سوق التيه البرجوازي الصغير والطفيلي ؟
ما العمل اذا جثمت على صدره ورأسه قيادة استنسخت اساليب الانظمة الشمولية للاحتفاظ بمواقعها من خلال الامساك بمقود الدفة وهي تقسم باغلظ الايمان ان لا تتركه حتى يقضي الله امرا كان مقضيا ـ مثلها مثل الاعمى الذي امسك بعد عناء بشباك الكاظم ـ انها تتذلل متشبثة بفتات موائد السلطة ، بأياديها واسنانها وبكل ما ملكت ايمانها فهي تعتبره مصدر رزقها الاول والاخير ؟
ما العمل اذا اصبح حشع اشد تحالفا مع الطائفيين ـ الاحزاب الشيعية ـ ومع العنصريين ـ الحزبين القوميين الكرديين ـ لدرجة صار يتنقل بين جوقتيهما كومبارسا في كورسيهما حتى اصبحت الناس تعتبره رديفا جامعا في تعاشقه مع الاثنين ؟
ما العمل اذا قبل حشع لنفسه اهانة نفسه ؟
ما العمل اذا اصبح حشع مثل شركة محدودة المساهمة بمجلس ادارة يتكون من اكثر المساهمين قدرة على ايجاد مصادر تمويل وارزاق لرشوة المخدوعين والصرف على مقراته المتكاثرة كالعليق ـ في بغداد وحدها 17 مقر ـ !
ما العمل اذا سيطرت على حشع عصابة من الانتهازيين والاميين والمهزوزين واصحاب البزنز السياسي والطفيلي ؟
ما العمل اذا اصبح لحشع سعر بخس محدد بوزير ومقعدين ببرلمان تعط منه كل الروائح الكريهة ومع ذلك فهو مستعد لبيع كل شيء من اجل ان لا يخسر هذا السعر الهابط ؟
ما العمل اذا جعل حشع من نفسه اقسام قابلة للانشطار تيمنا بالتخصص والتحاصص ، فهناك قسم معمم بعمامة الولي الفقيه وقسم بجمداني البارزاني واخر بجمداني الطالباني وهكذا ليكون تابعا كالظل لحلف اللئام ؟
ما العمل اذا كان جهابذة حشع ومذيعيه النزقين يؤمنون بان نمو الراسمال الحزبي يتطلب علاقات مستقرة وامنة على قاعدة ان الراسمال جبان ـ من يتزوج السلطة نقول له عمي ، لنداري خبزة طبقة الحزب الجديدة ، طبقة افندية اللجوء الرثة ـ ؟
ما العمل اذا اسقطت الفئات الكادحة من شعبنا ـ حشع ـ من كل حساباتها ومديات تطلعاتها ؟
ما العمل اذا اصبح هذا الحزب لا يحترم نفسه ـ فهو متملق ومتزلف ومتردد ومساح جوخ وبطناني ـ ؟
ما العمل اذا تنكر للشهداء وصار يتعامل معهم بانتقائية الربح والخسارة ؟
ما العمل اذا اصبح حشع إكمالة عدد ؟
مالعمل ؟
ما العمل يامن يعز عليه هذا المصير مصير الحزب والشعب ؟
ما العمل ايها الشيوعيون يامن تأبى نفوسكم ان يكون هذا هو مصير الحزب ؟
هناك طريقان لا ثالث لهما الاول ان يتطهر الحزب من قيادته التي جعلت ملامحه بلا ملامح ، وجعلت طعم سياساته ماسخ ومشعوط ، بواسطة انتفاضة حزبية تجبرها على التخلي عن مراكزها ، او الخروج الجماعي عليها بدعم واسناد المجاميع اليسارية الثورية من خارجه ، والثاني ان يتكتل كل احرار حشع ويشكلون بديلا يبرهن بسياسته على انه هو الامتداد الشرعي لحشع وبذرته الاصيلة ، ويركز على اقامة اوسع حلف يساري عرفه العراق ويعتمد على سياسة مستقلة عن الطائفيين والعنصريين ، ويدافع باخلاص ونكران ذات عن مصالح المسحوقين دون خوف على مكسب ما او وظيفة او تقاعد !

نعم دقت ساعة العمل لعودة الحزب الضائع الى طبقيته ووطنيته وامميته الحقة ، وبمناسبة ذكر الاممية فهناك خبر طازج تعتم عليه قيادة هذا الحزب يقول : جرى مؤخرا اجتماع موسع للاحزاب الشيوعية في دمشق حضره مندوب من حشع وقد اعربت اغلب تلك الاحزاب عن استهجانها للمواقف المخزية لحشع ، ثم سعى مندوب حشع الى عدم تضمين البيان الختامي الذي يحمل تواقيع اكثر من خمسين حزب شيوعي في العالم ، موضوعة دعم مقاومة الاحتلال في العراق ، وقد قوبل موقفه بالاستنكار الفاضح !

ليست الساعة ساعة حصاد الاصوات لانه لا وجود لاصوات حتى يحصدها حشع ، وانما هي مناسبة لاستعادة الحزب باتجاه جادته الام ، فبأي وجه يواجه حشع العمال ونقاباتهم ؟ باي وجه يواجه عوائل الشهداء ؟ باي وجه يواجه المتضررين من فساد وغطرسة البارزاني والطالباني ؟ وباي وجه يواجه المتضررين من طائفية الحكم في بغداد ، طائفية الرفيق عمار الحكيم ، والجعفري والمالكي ؟ باي وجه يواجه المتضررين من الاحتلال الامريكي وهم الاكثرية الساحقة من ابناء شعبنا ؟
ان قيادة حشع مدعوة لساعة خجل ، فقد دقت ساعة العمل للقصاص من نهجها الذي جعل من حزب الشهداء حزب فهد ـ ملطشة ومكفخة وخدام ـ لمسيري مواكب العزاء والجحوش !
حاولوا ايها السادة المنتفخين هواءا في ساعة الخجل هذه تامل ما فعلتموه بحزب لا يستحق ما يحصل له ولا تتحولوا الى صلفين اكثر ، بحيث تكابرون وتتنصلون عن مسؤولياتكم في الواقع القائم ، لان القصاص سيكون اشد ، فاحملوا حقائبكم وارحلوا واتركوا الحزب لاهله لابناء العمال والكسبة والمثقفين الذين دبغتهم الكوارث والمآسي اتركوا الحزب وارحلوا فان للحزب طبقة تحميه وضمائر مازالت حية تستطيع تجديده واعادة بناءه انها موجودة خارج مقراتكم ، موجودة في كل ركن فيه جوع وظلم واستغلال من بلادنا !
منكم من راح يبحث عن رزق اكبر فترك الحزب واندمج بحزب البارزاني والطالباني ، وفي الجهة المقابلة هناك من يفكر بالانخراط في صفوف قائمة التغيير في الشمال اومع القوائم العلمانية ـ علاوي والمطلك ـ لكن الاكثرية الحزبية مازالت تعمل لاسترجاع حشع وهي تتطلع لهزيمة قيادته الحالية وافلاسها الذي سيشهر قريبا وباسرع مما كان متوقعا ، اثناء الانغماس في ساعة العمل المنتظرة !

يا اعضاء ل.م لحشع بربكم ان كان لكم رب ـ لاننا ندرك جيدا ان اغلبكم لا يؤمن بشيء غير مصالحه الخاصة على الرغم من معرفتنا باخبار الحملة الايمانية داخل مقراتكم وغرف الصلاة الخاصة بها ـ الا تخجلون ولو قليلا من انفسكم ؟
من حزب كان يقود الجموع ويحرك الشوارع ويسقط حكومات ويؤسس لثورات وانطلاقات الى حزب مقاد من قبل مرافقي بارزاني وطالباني وزاد عليهم مرافقي الملا عمار ، وربما ياتي الدور لاحمد وسرور وقباد ؟
ساعة خجل تكفيكم لتنزاحوا والى الابد عن طريق كان مفروش بالتضحيات واصبح بفضلكم اليوم مفروش بالصلوات الكاذبة ، يكفي فقد عملتم بما يكفي لدمار الحزب وحرفه ، والنتيجة واضحة في الوجوه والممارسات والتأثير وقلة القيمة والمقام ، لقد احكمت ساعة الخجل احكامها عليكم وليس مطلوب منكم سوى الاستجابة لمتطلباتها !
ياشيوعيو العراق اتحدوا من اجل تطهير بيتكم اولا ثم تطهير الوطن !