علي الحاج حسين
الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 08:40
المحور:
القضية الكردية
خلال عام مضى توفي ثلاثون شابا سوريا بظروف غامضة. وبما أن الأعمار بيد الله، ليس أمامي سوى أن أدعوه ليرحمهم ويغفر لهم ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. إلا أن بضع أسئلة تؤرقني ولا تغادر مخيلتي أطرحها خجلا وجلا لأني ما أحسنت الظن الذي بعضه إثم، وعليه:
لماذا كانت الضحايا كلها من الجنود السوريين، لماذا قتلوا جميعا بطلق ناري، لماذا الإصابة في الرأس من الخلف، ولماذا كانوا فقط من القومية الكردية، ولماذا يمنع على ذوي الضحايا تشريح جثث أمواتهم، ولماذا علينا أن نحسن النية ونصدق الرواية الحكومية على أنه.. انتحار..!
تعالوا نحاول تصديق الرواية الرسمية، لئلا نخوض بخصوصيات الأكراد وصحة شغفهم بالانتحار، لكن رئيس وزراء سوريا محمود الزعبي انتحر بأكثر من طلق ناري ولم يكن كرديا، والجنرال غازي كنعان أحد أهم أعمدة أمن النظام قضى منتحرا بعدة رصاصات، وبعد أيام تبعه شقيقه علي كنعان ولم يكونا كرديين، ربما كان الضابط السوري الشاب محمد سليمان هو الوحيد الذي استنحر، بطلق ناري من البحر، ويؤكد العارفون أن لا علاقة للرجل بمقتل عماد مغنية، ولم يُغتل بصاروخ سجيل.
بالرغم من ذلك وبعيدا عن الحذلقة و"فزلكة" الحكي الذي بلا طعم ولا لون، وبدون لوي عنق الكلمات وفسق العبارات، ومهما سكتنا وبقينا "مطنشين" فالموضوع قطعا أكبر بكثير من حجم مرتكبه، كلنا نعلم أنه ولا واحد من هؤلاء ما قضىى على جبهة الجولان ولا لواء اسكندرون، وما تصفية الشباب الثلاثة محمد، محمد ومحمد على مرأى من العالم أجمع سوى بداية سلسلة تصفية لكل "مشاغبي" ربيع 2004م.
هل مازال هناك من شك بأن من يُقتل من الجنود السوريين هم من القومية الكردية، وهل هؤلاء الجنود فعلا يقدمون هدايا أجهزة تلفون نقال لرؤسائهم كما فند وأشاع "خبير موبايلات وحقوقي وصحفي" قبل سنة، لكن كيف يستورد الجنود الموبايلات من إسرائيل، وهل بين حكومتنا وإسرائيل أسرار تخفى؟
لقد رُوض السوريون على تلقي وعدم إذاعة أخبار فواجعهم وحرم عليهم تناقلها، وظلوا أسرى الخوف من آذان الجدران، فلا يَسألون لئلا يُسالون. علام وبمن نحسن النوايا، وهل سيفيدنا الندم والندب آنئذ بأن أُكل السوريون يوم أُكل الكورد.
________________
www.alihoussain.com
#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟