أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - ألهة الأديان.















المزيد.....

ألهة الأديان.


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 05:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما معنى أن تكون حُراً فيما تَكتب؟ وكيف تَكون ذاتك فيما تُفكر فيه؟ إنني لا أسمح لأي أحد أن يعتقل أفكاري. لا أُرهب آخر للإقتناع بما أُنادي به. لا أسمح لأي شخص أن يَفرض عليّ معتقداته. أكره العنف. وأرفض فرض الإيمان بالرعب والإرهاب. تلك هي اتجاهاتي في الحياة.
عزيزي، جيد أن تكون رسالتك هي نشر أخبار سارة للحصول على الحياة الأفضل والخلاص مِن عالم الشرور، لكن الأجمل هو أن تُرحب بنشر كل شخص معتقداته في اطار احترام الإنسان الآخر كإنسان.

أؤمن أن الحوار هو التعبير عن كوني إنسان. والإنسان عندي أهم مِن المعتقدات، لأن المعتقدات وُجدت من أجل الإنسان.

إن ما نشاهده في عالمنا العربي المعاصر حيث فرض الأفكار والمعتقدات بالرعب، والإستمرار في إرهاب الآخرين المختلفين في العقيدة حتى يؤمنوا بما تؤمن به "ألهة الأديان" المتحكمين في مُقدرات الشعوب ومعتقداتها، والمعتقدين بأن ما يعرفونه هو فقط السماوي، كل هذا جعل القول بأن كلمة الدين أو الأديان السماوية فقدت قيمتها مع أفعال "ألهة الأديان"؟

إن الحيوانات المفترسة في الغابات الغير مؤستئنسة هي التي تملك اللا فكر. إنه فقط فكر القتل والدمار والخراب والسبي واغتصاب حقوق الأخرين لكي تعيش هي متفردة بدون آخر. إن ما نشاهده مِن أفعالٍ مبنيةٍ على تعاليم صريحة صنعها المؤولون للنصوص، حيث الرعب والقتل وفرض إيمانهم بقوة السلاح، لهو أقوي دليل على أن هذه تأويلات الغباء والدعوة الصريحة للقبح، وقتل كل مظاهر الحياة الأفضل، ونشر اليأس والكآبة وفكر الموت.

مَن هو هذا "إله الدين" الإرهابي الذين يدعوا أتباعه لكي يُرهبوا عدوه وعدوهم؟
وما معنى عدو الله؟ هل ذلك الشخص الذي لا يؤمن بتفسيرات "إله الدين" هذا؟ كيف يوصيني هذا الإله بمحاربته؟ ألا يستطيع هذا الإله أن يُقنع عقلياً المختلف مع عقيدتي في قبولها؟ أم أن هذا الإله لا يَمْلُك إلا الرعب والإرهاب الذي يقود ويوصي أتباعه الإرهابيين أن يوجهوه إلى المختلفين معهم؟
مَن قال أن المختلفين معي في الفكر أو العقيدة هم أعدائي؟
ما معنى الحرية في الإيمان، بلا أي ضغوط، أو إرهاب، أو رعب؟
ماذا يعني لهذه الألهه أن أؤمن بإيمانها وبمعتقداتها مَرعوباً؟
مَن هي هذه "الألهة" التي تجلس بعيداً عن مخلوقاتها في تجبرٍ وكبرياءٍ وتعالٍ ليستمتعوا بعبادتهم مرعوبين رافضين لأي حوار مع الآخرين قد يكون أكثر قيمة وتحررا وحضارة؟ ألا يعتبروا هؤلاء المتكبرين أنانيين في فرضهم لعقائدهم بالقوة ونشرها برفع القضايا في المحاكم وارهاب المختلف فكرياً؟

أي إنسان هذا الذي لا تُعطى له فرصة للتفكير والمقارنة بين عقائد مختلفة، ويختار منها ما يستحسنه بدون الخوف مِن عصى الحاكم أو سجونه، أو تكفيره ثم قتله لأنه اختار طريقاً آخر غير طريق القطيع؟

كيف يكون الإنسان إنساناً وهو مُصّير وراء "مدعيّ ألوهية" فاسقين يفرضون عليه الفتاوى والأحكام عن طريق تعليمات المعيشة اليومية: افعل هذا مأموراً ولا تفعل ذاك مجبراً؟

لكي يحترمنا العالم الراقي الخارجي يجب إعطاء الحرية للمؤمنين بغير تعاليم "ألهة الأديان" لكي يمارسوا حياتهم الطبيعة وحصولهم على حقوق المواطنة كمواطنين طبيعيين يتمتعون بكل حقوق المواطنة. كل إنسان حُر في أن يختار إلهه الحقيقي، بعيداً عن "مدعيّ الألوهية"!!!

إنني أرى أن الله الحقيقي ذات غيب منيع لا تدركه الأبصار، ولا تحده الأسماء، ونحن الذين صنعنا صورة لإله آخر جبار لكي نعبده، وكل مَن لا يعبد الصورة التي صنعناها فهو الكافر بإيماننا هذا وهو المستحق عقابنا. لقد اصبحنا آلهة لأدياننا.

متى يترك "ألهة الأديان" الآخرين يؤمنوا كما يشأوا، دونما رعبٍ أو اضطهاد أو تمييز؟ متى نترك كل إنسان يَعبد إلهه بطريقته؟ كيف لا نجبر الآخرين على إتباع مَذهبنا وعقيدتنا مِن خلال اجبار المُختلفين معنا في العقيدة؟

إن الحل الذي تطبقه الدول الراقية المتقدمة هو فصل الدين عن الدولة. ليكن لكل فرد ديانته. ليكن كل إنسان حراً فيمن يعبده. ليكن الدين علاقة فردية شخصية بين الإنسان وإلهه. ليكن المجتمع للجميع، لا فرق بين هذا وذاك إلا بالعمل والإنتاج.

احترموا يا "ألهة الأديان" أنفسكم مِن خلال إعطاء الحرية للآخرين المختلفين معكم في الدين والعقيدة لكي يتعبدوا كيفما شاؤوا، ويكون لهم كل الحقوق في أن يكونوا مواطنين لهم كل حقوق المواطنة.

لماذا كتبت هذه المقالة؟
• بدأت فكرة هذه المقالة بعد مشاهدتي لمجموعة حلقات تليفزيونية للشيوخ المحتسبين الجُدد وهم يُرهبوا ويتوعدوا مجموعة بهائيين بملاحقتهم قضائياً. واستمرار الملاحقات القضائية على العائدين للمسيحية والعقلاء الخارجين مِن عباءة الإرهاب والحكم باسم الدين إلى حرية وعظمة الحياة الأفضل.إنني أدافع عن حق أي شخص آخر لا يؤمن بدين الجماعة ولا يسير مثل القطيع المُغيّب وراء شيوخ وفقهاء النقل مِن تراث الماضي دونما ادراك.
• وتواصل مجموعة أخرى من الشيوخ الذين رفعوا قضية ضد شاعر كتب قصيدة هنا أو هناك مثل قضية الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، والقضية المنظورة ضد الدكتورة نوال السعداوي، وغيرها من قضايا التكفير والتهجير.
• زاد الكيل بالشعور بالتمييز بل والاضطهاد عندما اختطفت مجموعة تَدعي التدين نقابة الصحفيين ومنعت مؤتمر "مصريون ضد التمييز الديني"، والسبب أن هناك سيدة بهائية سوف تتحدث خمس دقائق في المؤتمر! يا لهذا الذعر على كراسي ومعتقدات آلهة الأديان ـ كما قال بعض المتحدثين في المؤتمر ـ مِن مجرد سيدة بهائية!!!
• تعبير "ألهة الأديان" (شيوخ الإرهاب) مستوحى مِن المفكر الدكتور أحمد صبحي منصور الذي طُرد مِن أجل آرائه التنويرية التي كانت ولا تزال لها صدى واسع، ومازالت قضايا المطاردة له ولاتباعه. وإن كنت أتفق معه ومعهم في حرية التفكير وتنقية تعاليم "ألهة الأديان" مِن خزعبلات التراث العفنة وعبادة الأشخاص والتفكير الإرهابي الدامي، لكن أختلف معه في بعض الأفكار التي يطرحها. وبالرغم مِن هذا فإنني أقف مع وجوب أن يكون حراً على طول الخط هو وجماعة القرآنيين وأدافع عن ضرورة أن يكونوا آمنين في عبادتهم وحياتهم.
• لا أدافع عن أي عقيدة إلا عقيدة الحرية والإنسانية. غايتي أن يكون الإنسان حراً في علاقته الشخصية بينه وبين إلهه، حتى لو كان هذا الإله حجراً.
• عقيدتي الحرية والإنسانية لكل إنسان.
• كتبت هذه المقالة منذ شهور طويلة، لكن لم أشأ نشرها إلا بعد الهجمة الشرسة على الدكتور سيد القمني لحصوله على جائزة الدولة التقديرية، دون قراءة كتبه ومقالاته، ودون مناقشة الفكر بالفكر.

مع خالص تحياتي لكل إنسان يريد أن يعيش إنسانيته ويترك الآخرين يتنفسون إنسانيتهم.




#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الدولة الدينية الأموية والعباسية عند فرج فودة.
- قراءة في أول دولة دينية عند فرج فودة.
- الإيمان ونظافة القاهرة
- سرطان الجسد الفلسطيني
- كان أبي مسلماً.
- الإرهاب والإصلاح الكنسي.
- الكنيسة وفكر الخرافة
- ماذا لو اصبح البابا القادم من النساء؟
- كنتُ وزيراً للأديان المصرية.
- حوار مع الرسام المسيء للرسول بعد إيمانه.
- الكنيسة والمسجد والعمال.
- الإرهاب الفكري ضد البهائيين.
- الحجاب والكنيسة والحريق.
- احترام الكتب المقدسة للبهائيين.
- البهائية في المحكمة
- شيوخ يهينوا رسول الإسلام.
- رأي لا شريك له في المُلك.
- إنشاء عاصمة لمصر في غزة
- خمور ومسليات وجنس مقابل ضرب غزة
- تدين ظاهري ونجاح وهمي


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - ألهة الأديان.