أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناصر اسماعيل جربوع - من الذاكرة الفلسطينية :قرية أم خالد باقية في قلوبنا - ونتانيا سحابة صيف














المزيد.....

من الذاكرة الفلسطينية :قرية أم خالد باقية في قلوبنا - ونتانيا سحابة صيف


ناصر اسماعيل جربوع

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 07:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


ذاكرة الأجيال لن تمحى ، وقرانا لا زالت شامخة بمسمياتها، وآثارها الكنعانية وحضارتها النطوفية الضاربة في جذورها منذ العصور الحجرية بل وما قبلها ، ومهما أطلق الصهاينة من أسماء غير مقبولة على لغة الضاد العربية ، إلا أن أسماء أجدادنا لقرانا ومدنه تبقى هي الأنقى ، حديثنا اليوم ضمن سلسلة القرى الفلسطينية المدمرة عن قرية أم خالد ، التي سميت نسبة إلى امرأة صالحة تدعى أم خالد عاشت ودفنت بها لتدل على صلاح المرأة الفلسطينية عبر العصور، واحترام الفلسطينيين للمرأة وتقديرها في ظل عصور كانت غارقة في غيابت الظلمات 00 كانت القرية تنهض على تل من الحجر الرملي ، يبعد اقل من كيلومترين عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكان طريقطولكم العام يمر إلى الجنوب منها. ودلت الحفريات الأثرية التي اكتشفت أدوات صوانيه أن قرية أم خالد كانت آهلة منذ العصور الحجرية، هذا واكتشف علماء الآثار في موقعالقرية على حصن (روجر اللومباردي) الذي بناه الصليبيون أثناء الغزو الصليبي واحتلال فلسطين 1099 م ، وبعد كنس الصليبين إلا أنها بقيت شامخة بسكانها وعطائها وأشجارها ، ويبدو أن أحفاد الحملات الصليبية أرادوا الانتقام من طرد أجدادهم من حصن اللومباردى الغاصب لأراضى أم خالد ، فقد محيت قرية أم خالد محوا من قبل جنود نابليون بونابرت أثناء عودتهم سنة 1799 إلى مصر، بعد أن أخفقوا في احتلال عكا واقتحام أسوارها، وبسالة أهلها وأهل قراها المجاورة ،وفي القرن التاسع عشر كانت القرية تبدو بأرع حلتها حيث كانت على شكل مستطيل جميل يدل على روعة جمال فنون العمارة الفلسطينية يمتد من الشمال إلى الجنوب ،و منازلها مبنية بالحجارة الجبلية والطين تتجمهر ببعضها قرب بعض تفصل بنهما أزقة ضيقة، وقد تميزت بتربتها الخصبة ووفرة مياهها الجوفية.ويكمن جمال أم خالد انها بين الطنطورة (قضاء حيفا). وراسالعين الرائعتين بزينتهما وخضرتهما التي تأخذ البصر من سحرها وجمالها ، والزائر لقرية أم خالد قبل العدوان الآثم كان يشتم رائحة بساتين الشمام الفلسطيني المعطر يخترق الأنوف الطاهرة ليعبر عن جمال المكان والزمان ، قرية أم خالد كانت تحمل معاني الرقي ومعاني الحضارة بشقيها المادي والمعنوي، حيث كان يتوسط القرية مسجد ومدرسة ابتدائية للبنين وأربعمحلات سمانة والأقمشة، كان سكانها معظمهم منالمسلمين وقد أتى كثيرون منهم من قرى القضاء الأخرى طلبا للعمل في الزراعة التي كانت عماد اقتصاد القرية القائمةعلى البطيخ والحمضيات والخضروات والحبوب.في 1944/ 1945 كان ما مجموعه (47) دونما مخصصاللحمضيات والموز و(1830) دونما مزروع بالحبوب، وكانسكان القرية يهتمون أيضا بتربية المواشي ويصنعون الألبانوالأجبان ، وكشفت الآثار حول القرية عن بقاياأبراج وحصون وآبار وصهاريج وخزانات وخزفيات. سقوط قرية أم خالد وتشتت سكانها :في بداية مارس عام 1948 بدأت عصابات الهاجاناة وسكان المستوطنات المحاذية لقرية أم خالد بشن هجمات ليليلة مثل الخفافيش ،وترويع النساء والأطفال الآمنين، وخاصة في وقت كان رجال القرية يتمترسون بالجبال ويوجهون ضربات المقاومة ، ويزعم المؤرخ الصهيوني بنى موريس أن( قرية أم خالد أخليت في 20 مارس 1948 جراء شعور عام بالخوف، ويذكر إن جملة من القرى العربية وفي المنطقة واجهت المصير نفسه بعد أن تزايدت الهجمات الأولى من الحرب ،و كانت هذه المنطقة الساحلية تغص بالمستعمرات اليهودية وكانت القيادة الصهيونية تعتبرها بمثابة القلب من الدولة اليهوديةالمستقبلية لذلك كان من المرغوب فيه- بحسب رأي قادة الصهاينة-أن يطرد السكان الفلسطينيون الأصليون قبل 15 مايو من عام 1948 0

نتانيا أسم اختاره الصهاينة بدلاً لام خالد !! : بعد تشريد السكان الآمنين، وقتل وذبح الأطفال والشيوخ وبقر بطون النساء،بني الصهاينة على أراضي قرية أم خالد ما تسمى اليوم بـ (نتانيا) التي بدأ الاحتلال في تأسيسها سنة 1929م ،بالإضافة لذلك دمجت مغتصبتا (غان – حيفر) التي أسستا لتشكلان في سنة 1953 مغتصبة واحدة كبرى هي (شاعر حيفر) وتغطي هذه المغتصبة جزءا من أراضي قرية أم خالد 0000واليوم بات موقع القرية جزءا من ما تسمى مدينة (نتانيا). وقد بقيبعض المنازل العربية الحجرية المنحوتة من أحجار الجبال ، وتستعمل للسكن أو لأغراض تجارية أو مستودعات لشركات الاحتلال الإسرائيلية أما الأراضي المجاورة فقد غرست بأشجار الحمضيات التي ارتوت بدماء شهداء أم خالد لتبقى شاهدة على كنعانية وعروبة وإسلامية فلسطين رغم انف الصهاينة ، ومن يشكك فليسأل شجر البرتقال الحزين المشتاق إلى معاول البناء والعطاء ،وأيدي فلسطينية تتخندق وراء هدف واحد للرجوع إلى بيارات وحقول أم خالد وتربتها المملوءة بخليط من عرق ودم الشهداء ، فهل سيأتي يوم للشهيد في أم خالد ليرتاح ويسقى أطفالنا الورود وشقائق النعمان على قبره ؟وهل سبقى أسم أم خالد فى ذاكرة أجيالنا وستزول نتانيا وتختفى عن سماءنا مثل زوال سحابة الصيف ؟أم لازلت أحلم يا قادة ؟

* موجه التاريخ والقضايا المعاصرة بوزارة التعليم الفلسطينية



#ناصر_اسماعيل_جربوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطور التاريخي لحلويات رمضان ( الكنافة والقطايف )وأخواتها
- العم صابر كحيان الغزاوي يستقبل موسم (رمضان والمدارس والعيد)
- من الذاكرة الفلسطينية - مذبحة قرية منصور الخيط
- قرية الصبيح الفلسطينية وسجل الشرف الفلسطينيى
- في ذكري النكبة طوابير الذل وانعدام الدواء في عيادات وكالة ال ...
- في غزة الناس تتساقط كأوراق الأشجار
- سالة الى الاموات ( في غزة لم أجد طوباً لدفن أختي )
- رسالة غزة إلي العالم في عيد الأضحى
- الوفاق الوطني بين الصراعات الحزبية والأماني الداخلية
- يافا في مواجهة التهويد (الحلقة الثالثة)
- مدينة يافا في مواجهة التهويد
- ستي أم خميس وعالم السياسة
- العيدية - تكافل اجتماعي أم خازوق اقتصادي
- يا هدهد سليمان هل تتقبل منا العزاء ؟!
- غزة في الأول من أيار يوم عمال أم يوم متسولين
- قضية الباص 300
- إغتيال رياض حماد 00 وعودة امراء الموساد
- من غوانتنامو غزة نحتفل بيوم الاسير
- شهداء دير ياسين لمن نقدم العزاء!!؟؟
- دعوة لزيارة غزة علي باص رقم 11


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناصر اسماعيل جربوع - من الذاكرة الفلسطينية :قرية أم خالد باقية في قلوبنا - ونتانيا سحابة صيف