سعد تركي
الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:40
المحور:
كتابات ساخرة
كشفت التفجيرات التي هزت العاصمة صبيحة أمس هشاشة الخطة الامنية ولا جدواها وعدم قدرتها على حماية اماكن حساسة كوزارتي المالية والخارجية وأثارت سؤالاً كبيراً ومريراً بات يؤرق المواطن العاري من أي حماية:اذا كانت الاجهزة الأمنية بكل عديدها وعدتها وضجيجها عاجرة عن حماية مؤسسات حساسة فكيف يمكنها أن تقنع المواطن البسيط بأنه آمن في بيته ومحل عمله؟؟
اثبتت هذه التفجيرات الكبيرة والضخمة مرة أخرى هشاشة الامن في العراق وضعف الاجهزة الامنية وأشرت بوضوح لا لبس فيه أن الأمن النسبي الذي تمتعنا فيه خلال الأشهر التي مضت لم يكن غير سحابة صيف وغير استراحة أخذها(الارهابيون والمسلحون)أعادوا خلالها تنظيم أنفسهم ولم يكن لأجهزتنا الامنية أي فضل يذكر فيها بدليل أن هذه الجماعات قادرة على الفعل ساعة تشاء وأنّى تشاء!!
سيخرج علينا الناطقون الرسميون باسم الاجهزة الأمنية ليحاولوا اقناعنا بأن هذه الخروقات(البسيطة)ليست أكثر من محاولة لاثبات الوجود لتنظيمات تشرذمت وفقدت قدرتها على الفعل والتأثير!!وأن أجهزتنا الأمنية(البطلة)تمكنت من ابطال مفعول عشر مفخخات أخرى وأعتقلت العشرات من الارهابيين!!وأن علينا أن نكون مطمئنين فخطة فرض القانون سائرة على الطريق الصحيح ومن يقول عكس ذلك فهو حاقد وناقم على الديمقراطية ويحاول اسقاط (الرموز الوطنية) ليؤثر على الانتخابات القادمة!!
سيخرج علينا أعضاء المجلس النيابي ليعدونا بأنهم سيستجوبون المسؤولين عن الاجهزة الامنية ويحاسبوهم ولكن..بعد انتهاء عطلتهم التي لا تنتهي الا لتبدأ عطلة أخرى وما بين العطلتين فأن جل ما يفعلونه هو تعطيل القوانين والمشاريع التي تخدم المواطن واقرار ما يفيدهم ويزيد من امتيازاتهم على قاعدة(هذا لكل العراقيين وكل هذا لنا)!!
أنجب نظام(القائد الضرورة) صحّافاً واحداً صار انموذجاً للكذب والادعاء..وأنجب النظام الديمقراطي عشرات الصحّافين الذين يجمعون(على الرغم من كل مصائبنا ومحننا وكوارثنا)أن الدنيا ربيع والجو بديع وأننا(متعافين) وعميان لا نرى ذلك!!
#سعد_تركي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟