سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 04:09
المحور:
المجتمع المدني
ومنذ ذلك الحين ... سَجَنت كلماتي بين دفتي دفتر قديم وألقتيت جسدي في قبر حفرته إضحوكة أسمها الحياة ... وأنالا زلت أعرف أن ثمة رياح كانت تأتي وهي تحمل أوجاع لتقليها على من كانوا بقربي ، تتشابة في تقلها وتختلف في طريقة وقوعها على النفس .
رياح صرصر على أجساد خاوية تعيش معي ومن حولي ، وأنا ومن معي لا حول لهم ولا قوة .
فجسدي وأجسادهم أتعبها الزمن ، تنهض وما أسرع سقوطها على الأرض ، لا لشي سوى إنها فقدت القدرة على رؤية الغد ، أو أن الغد أصبح هو المجهول فيما مضى كان الحلم مقيد باغلال ، لذلك ليس مهماً أن يأتي الحزن مسرعاً ويمنع تحقيق الحلم ، لأن حزن كبير كان يغلف النفوس ، فيبعد الم كبرياء الذات بعيداً ويشل تأنيب الضمير لو لم نتمكن من تحقيق الحلم ، فالجميع قد تعايش مع الحزن .
الكلام في مفردات الفرح أصبح مستهجن ، ولا يدخل ضمن لغة الحوارات الدارجة ، وقد ظن الجميع ممن سمعوا عن(نبوخذ نصر ) أن زمنه كان بداية لميلاد الحزن ، حين فكّر ذات ليلة ليكون أول الغزاة في التاريخ ، ولكن ماذا عسانا أن نفعل الآن - وقد تراءت للنفس طرق الخلاص في زمن يكاد يقترب من زمن( تفسير الأحزان )- حين تأتي رياح غريبة محملة ( بأعفان فكر) تجرد من معاني الإنسانية ، تلك الرياح وهي تحاول أن تقذف بنا بعيداً وهي تمر لتترك خلفها اشياء وأشياء مبهمة ومتنكرة المعنى لمن يحاول الإقتراب منها .
ما الشيء الذي يجعل النفس تخشى الإجابة على تساؤل تعرف إجابته ؟ أظن إنه الأمان المفقود في النفس، وعقدة الخوف الأبدية المتولدة فيها من فعل شراكة غير شرعية لأوهام متعددة المصادر قادمة من الجهات الأربعة .
ثالوث كان قد وِلِد ، لوهم ٍ قادم من مكان ما ، وخوف متولد عن هذا الوهم ، ونتيجة متوقعة عن هذا الخوف لك ان تسميها بما شئت من الأسماء ، ولكن جميعها تعني الإنهيار .
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟