سوزان خواتمي
الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 11:25
المحور:
الادب والفن
مساء جئنا
مساء انتهينا
…………
على أهبة جمر لايعرف الا اللوم
أو كدمع نافر، أو كرمل تبدد
نكتب اختلافاتنا عناوين جديدة
في الموت انتصارنا على الحياة.. أمضي إلى غدي
كان يمكن أن يصبح غيره، وكان يمكن أن يعتذر، لكنه مضى في جثته بهياً، وماالتفت.
…………….
لنتحدث ياصديقتي عن مسالك الريح، عن خطوات جسورة، ورسائل لم يحمها الحظ من الضياع، وعن الخوف من الضياع..
لنتحدث ياصديقتي عن إسراف النوايا، عن أصابعه حين تحب، عن نافذة تعبت في صمت، عن ضفتي نهر، عن ابتسامة تشاكس الغصة زرعناها عند السياج .. وعن سياج يحلم بالحرية.
ثقي؛ ولن نتحدث عنه .
لنتحدث ياصديقتي عن شرود الطرقات الجانبية، وجسر يعبر بنا إلى مواسم الصيف، حيث الشمس والبراري والطائرات الورقية وحكمة الريح تمتثل لهبوبك.
لم يكن لغرفتنا جدران، ولم نعرف أين ندق المسمار، كي نعود
وكما قلت لك ياصديقتي كان عذرا لنفرط في الوداع، ولنبتكر من لون البنفسج قصيدة حب جميلة لم تتسع لها حقائبنا، وأرغفة خبز ساخنة للجائعين بعدنا، ومرآة كسيحة.
كنا هناك، وكنت انسج للبرد ذاكرة طيبة.
…………..
ها نحن ..
أسقط منك، وتسقط مني.. مثقلين بثمارنا. هرمتُ ياحبيبي. غداً بعيد جداً على الوعود، سأتذكر قلبا نام على زندك..
هكذا تنعس عيون الظباء
رويداً.. رويداً وعلى خجل.
نتسرب من الأماكن . نخلف ظلالا تقضم أظافرها، ورائحة حزن معطوبة، وصدى سقط للتو، وضحكة على هامش من غبار..
لنمضي دون تنبؤ، ودون اسم، وبما بقي من هشاشتنا.هكذا ينسحب الكبار.
......................
ممتنة لقلبك في مواسمه، لنداء كانت له فتنة الغريب وقامة الهذيان، لأنفاس تزفرها خفيفاً كي لاأصحو، لطعمي في فمك، لعروقي في دمك، لقواف سفحتها حتى أيقظت ليل العشاق، لست سيئة الظن لكننا نتبدد، ونورث الفقد لنسلنا المجنون، نطعن أيامنا ونبكي، نطعن آثارنا ونبكي، نطعن الهواء والبياض والعناق ونبكي، نطعن سلالم صعدناها لاأكثر، ونطعن حماما هدل في آذاننا، ونطعن مطرا على أجسادنا لم يجف، ونطعن مصادفات اخترعناها كي تصادفنا، ونبكي.
تعالي ياصديقتي نخمن نزف الأوردة ،أو نجرب الاختناق شهقات وحشرجة، أو تعالي كما البؤساء نطوح أقدامنا في الهواء، تخرخر الروح مقسومة إلى نصفين..
سبع دقائق اضافية ، وأخسر لاعبا كان جديرا بكل الوقت الذي مضى..
لهذا فقط خلقت المفاتيح التي نعيدها لأصحابها.. والأسهم التي تدل على جهة الخروج.
أفتحي كفي ياصديقتي، وأجهشي معي في النسيان ..
كان من حقي أن أموت، وكان من حق القبور ان تستريح .
#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟