|
نَفس عراقي أصيل يتهاوى أمامه الرقعاء
صادق إطيمش
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 11:04
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
إحتضنت مدينة فرايبورغ في منطقة جنوب بادن في الجنوب الغربي من ألمانيا يوم أمس الثلاثاء ، الحادي والعشرين من تموز الجاري الشخصية العراقية المرموقة الأسقف جيان سليمان ، أسقف بغداد للكنيسة الكاثوليكية ، حيث حلَّ ضيفاً على المنظمة الكنسية الإجتماعية الألمانية " كاريتاس ". وقد إستغلت صحيفة " بادشه تسايتوىغ " الواسعة الإنتشار في منطقة جنوب بادن هذه الزيارة وأجرت معه المقابلة الصحفية التالية التي أنقل نصوص ألأسئلة والأجوبة التي طُرحت فيها قبل التعليق عليها . ومن يرغب بالإطلاع على النص الأصلي لهذه المقابلة باللغة الألمانية ، يمكنه فتح الرابط التالي لهذا الغرض : http://www.badische-zeitung.de/nachrichten/ausland/bagdads-erzbischof-nur-iraker-koennen-den-irak-retten لقد كان عنوان المانشيت الكبير الذي تصدر الصفحة الخامسة من الجريدة ، صفحة السياسة الدولية ، هو النص الذي طرحه الأسقف سليمان خلال المقابلة والذي قال فيه : " العراقيون فقط هم الذين ينقذون العراق " وقبل البدء بالمقابلة قدمت الصحيفة لها بذكر الهجوم الذي تعرضت له سبع كنائس في العراق خلال 24 ساعة في منتصغ هذا الشهر . وقد توفي أربعة أشخاص في واحد من هذه الهجمات بينما جُرح فيها ثلاثون شخصاً . وحول وضع المسيحين تحدثت الصحفية أناماري رويش مع أسقف كنيسة الروم الكاثوليك في بغداد جيان سليمان الذي زار " كارِتاس " يوم الثلاثاء . الجريدة: سيادة الأسقف ، هل هناك للمسيحيين أي مستقبل في العراق ؟ سليمان: يجب علينا أن لا نرى وضع المسيحيين في العراق بمعزل عن وضع العراقيين الآخرين . لحد الآن لم يشف العراق من العنف ، بالرغم من أن الوضع قد تحسن بشكل ملحوظ . كثير من الناس يعانون من صعوبة الحياة ، ثلاثة ملايين طفل يعانون من نقص وسوء التغذية . الهجمات الموجَهة ضد الكنائس يُراد منها بث الرعب بين المسيحيين ، وربما دفعهم للذهاب إلى الشمال الآمن أو لمغادرة البلد. ولكن هناك أيضاً هجمات ضد الجوامع السنية والشيعية أو على ألأسواق ، الهدف منها نشر الرعب . الجريدة: ما هو الهدف من ذلك ، ومن يقف خلف ذلك ؟ سليمان: إنه من الصعوبة بمكان القول ، من يقف خلف ذلك ، حيث لم تعلن أية جهة لحد الآن عن مسؤوليتها عن ذلك . إلا أنه من الثابت بأن هناك في العراق صراعات كبيرة وتوترات بين الأديان المختلفة والتجمعات الأثنية . وهناك بالتاكيد مَن يريد الإستمرار بدفع هذا النهج ولذلك يقوم هذا البعض بتكرار الهجمات دوماً ضد الكنائس ، ولكن أيضاً ضد الجوامع . الجريدة: تحت هذه الظروف ، ما هي إمكانيات العيش سوية بين المسلمين والمسيحيين ؟ سليمان: هناك اربع حالات مختلفة (ما ورد في النص أربعة سيناريو: ص.إ.). ففي المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون ، تجري هناك ملاحقة للمسيحيين . فمنظمة الكاريتاس أُُجبرت بعد التهديدات على غلق ثلاثة من مراكزها ، إثنان منها في بغداد وواحد في الموصل . الإستقطاب الآخر يمثله شمال العراق الذي يتمتع بالأمان والحرية . وبين هذين هناك حالتين أُخريين . في بعض المناطق تخضع الأقليات لضغوط مستمرة . وهناك أيضاً حالات التعايش السلمي . وعلى سبيل المثال فمما يؤثر بي في بغداد بصورة دائمية متكررة هو وجود مسلمون بين زوار الكنيسة في مناسبات الزواج والتأبين . وهذا يعني وجود صداقات تتسامى فوق الأديان . الصحيفة: هل تعمل منظمة الكاريتاس من أجل المسلمين أيضاً ؟ سليمان: لدينا على سبيل المثال برنامج لتغذية الأطفال . 70% من هؤلاء الأطفال هم مسلمون . نحن لا نفرق ، مَن هو بحاجة يتلقى المساعدة منا . وهذا يشمل مستشفياتنا أيضاً . منظمة الكاريتاس تعمل أيضاً سوية بشكل جيد مع منظمة الهلال الأحمر . فحينما تكون هناك حاجة إلى أدوية فإننا نساعد بعضنا البعض . نحن نعمل سوية على التعايش بين الأديان . الصحيفة: كيف تُقيمون عَرض الإتحاد الأوربي باستضافة 10000 مسيحي عراقي ؟ سليمان: نحن نُحيي مساعدة الإتحاد الأوربي للمسيحيين في العراق ، ولكننا نعتبر الطريقة غير ملائمة . لقد تم فهم هذا العرض من قبل المسيحيين على انه دعوة للمجيئ إلى أوربا . وهذا مما يؤدي إلى زعزعة المجتمع . ومن ال 1,2 مليون مسيحي سابقاً في العراق هناك اليوم ربما النصف تقريباً . المسيحيون في العراق متواجدون منذ 2000 سنة . وهم يُغنون الفكر والحضارة هناك . وسيكون شيئاً جميلاً لو تحققت إمكانية الإحتفاظ بهم في العراق . إن ما نفضله هو مساعدة العراقيين في العراق . ومع ذلك فهناك بالتأكيد عراقيون أيضاً مهددون بشكل يحتم عليهم مغادرة البلد . ومثال آخر يتعلق بالناس المرضاء جداً الذين لا يستطيعون الحصول على العلاج الطبي الكافي . الصحيفة: كيف يستطيع الإتحاد الأوربي أن يقدم مساعدة أفضل للعراق ؟ سليمان: الإتحاد الأوربي يضم بلداناً قوية كألمانيا وفرنسا وإنكلترا تستطيع ان تزيد من ضغطها على الحكومة بدفعها إلى تحسين الوضع الأمني . وهناك مثال حي يرينا بأن ذلك ممكناً . لقد هاجر كثير من المسيحيين من مدينة الموصل لأنهم لم يشعروا بالأمان هناك . الإتحاد ألأوربي طلب من الحكومة أن ترسل قوات أمنية إضافية أخرى إلى هناك . والحكومة نفذت هذا الطلب فعلاً . وكثير من المسيحيين إستطاعوا العودة ثانية . والأوربيون ينبغي أن يعملوا أيضاً على أيجاد فرص عمل في العراق . البطالة منتشرة بنسبة 40% . ويمكن مساعدتنا على احسن وجه حينما تتم المساعدة على إعادة بناء العراق . لا يوجد هناك مَن يستطيع إنقاذ العراق غير العراقيين أنفسهم . بهذه الكلمات الرائعة أنهى هذا العراقي الأصيل هذه المقابلة التي لم يطالب بها جني ما يقدر عليه له او للمسيحيين العراقيين فقط ، او لفئة دون أخرى ، بل أن جل إجاباته وتوجهاته إنصبت على العراق وكانت وجهتها العراق واهل العراق جميعاً . هذا الإنسان الذي لا يريد إخلاء العراق من أهله الأصلاء الذين يحتلون مساحة واسعة من تاريخه الطويل الممتد لآلاف السنين ، في الوقت الذي إنطلقت فيه بعض الأصوات الداعية لذلك والتي أثبتت فيما بعد بإنها بنداءاتها هذه لا تريد سوى دعم كنائسها ومجموعاتها الدينية في أوربا ، أما الوطن فلم يدخل في حساباتهم ولم يشكل لهم هماً كذلك الهم الذي يحمله للعراق واهل العراق الأسقف سليمان . فإليك يا سليمان النبيل حب كل مَن أحبوا الوطن مثلك . وليتعظ بك تجار المحاصصات الطائفية وسماسرة القومية الشوفينية وعبيد العشائرية القبلية الجاهلية وكل من لا يضع الوطن اولاً نصب عينيه ، كما تفعل أنت أيها الأسقف الجليل .
#صادق_إطيمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقاب ، ورقة خاسرة أخرى يلعبها الإسلام السياسي
-
مِن هالمال....حَمل إجمال
-
تخبط ملالي ولاية الفقيه
-
أولُ غيث أكاذيب ولاية الفقيه
-
مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الثالث
-
مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الثاني
-
مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الأول
-
ديمقراطية الإختيار بين الأرنب والغزال في ولاية الفقيه
-
- أشو ياهو التكضه صار صدام.......وأكو صدام بس لابس إعمامه -
-
خطابان في الميزان
-
الدولة الوهابية وولاية الفقيه نظامان لدكتاتورية واحدة
-
حذاري من تشويه جوهر القضية الكوردية من خلال تصرفات بعض الكور
...
-
تحقيق السلام في الشرق ألأوسط رهين بوحدة قوى السلام العالمية
-
إبداوا بإصلاح أنفسكم أولاً....يا فرسان الحملة الإيمانية الجد
...
-
شرف آخر للشيوعين العراقيين
-
مفهوم الثابت والمتغير في خطاب الإسلام السياسي
-
تعريف الأطفال بالأول من آيار في ألمانيا
-
رجوع الشيوخ إلى صِباهم
-
التاسع من نيسان......ما له وما عليه القسم الثاني
-
التاسع من نيسان......ما له وما عليه القسم الأول
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|