أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عودة الله - من هو قاتلك يا أبا عمار؟















المزيد.....

من هو قاتلك يا أبا عمار؟


صلاح عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 2711 - 2009 / 7 / 18 - 08:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


ان تصريحات السيد فاروق القدومي"أبو اللطف" الأخيرة والتي يتهم بها وبصورة مباشرة رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس والقيادي في حركة فتح محمد دحلان بالوقوف وراء اغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات لهي تصريحات في منتهى الخطورة, خاصة وانها تصدر عن شخصية قيادية رفيعة المستوى, ففاروق القدومي هو رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سرها, ومن قدامى المناضلين الفلسطينيين. نقر ونعترف بوجود خلافات شاسعة بين قياديين من فتح في الداخل وفي الشتات وخاصة بين فاروق القدومي ومحمود عباس, ولكن أن يصل حد هذه الخلافات الى اتهام مباشر من قبل أبو اللطف لقياديين فتحاويين بالوقوف وراء اغتيال أبو عمار, فهذا يعني قراءة الفاتحة على روح أكبر حركة فلسطينية كان لها الباع الأكبر في انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة. كثيرة هي الاستنتاجات والتفسيرات التي سمعناها وقرأناها حول أسباب رحيل القائد الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات, وكان من أبرزها تورط بعض القادة الفلسطينيين المقربين منه في مقتله بدس السم الصهيوني الى جسمه..ومن أهم التصريحات في هذا الخصوص هي تصريحات الدكتور أشرف الكردي الطبيب الخاص لعرفات وبسام أبو شريف مستشاره الشخصي. قضية وفاة الرئيس عرفات وملابساتها تعتبر قضية شائكة جدا وما تزال هكذا حتى يومنا هذا, ولا يتسع المجال هنا للخوض فيها, ومما لا شك فيه أن عامل الوقت هو سيد الأحكام فهو الذي سيكشف الحقيقة..فان كانت أقوال وتصريحات أبو اللطف وغيره صادقة فالويل كل الويل لمن تورط من أبناء شعبنا الفلسطيني في مقتل قائدهم التاريخي, هذا القائد الذي اختلفنا معه في كثير من الأمور والمواقف ولكننا لم نختلف عليه, وهنا أستذكر مقولة حكيم الثورة الفلسطينية وضميرها الراحل د. جورج حبش عندما قال واصفا الراحل ياسر عرفات: لقد اختلفنا معه ولكن لم نختلف عليه..!. نذكر تماما أن الصهيوني شارون أراد تصفية الراحل أبو عمار في عام 2000 بعد أن صرح عرفات أنه لا يمكنه التنازل عن حق العودة واللاجئين والقدس, فتم حصاره في المقاطعة وكانت تصفيته الجسدية أمرا سهلا, الا أن مجرم الحرب العالمي بوش الابن حذر شارون من أن يقوم بذلك تاركا الأمر للرب ليقوم بدوره الالهي الطبيعي, الا أن شارون قال له:ان الرب بحاجة لمساعدة في بعض الأحيان..ومن هنا بدأ الاعداد لتصفية عرفات حتى رحل عنا في شهر تشرين الثاني عام 2004 م. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد, فقد اتهم أبو اللطف محمود عباس ومحمد دحلان بالتخطيط لاغتيال القيادي الحمساوي عبد العزيز الرنتيسي وغيره من القيادات الفلسطينية الوطنية والاسلامية وذلك من خلال التنسيق مع القيادات الصهيونية وعلى رأسها شاؤول موفاز وزير حرب الكيان الصهيوني في ذلك الوقت, انها فعلا اتهامات غاية في الخطورة وقد تؤثر سلبيا على الحوار المتأزم أصلا بين حركتي فتح وحماس. لا أحد ينكر أن دحلان كان يحلم دوما بالاستيلاء على الرئاسة الفلسطينية ابان حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات وبدعم أمريكي واضح وخاصة من جانب الرؤساء كلنتون وبوش الابن, وكذلك من المعروف أن عداء دحلان لحماس يتجاوز عداء الصهاينة لها وبدون مبالغة.."يبدو أن تقدم القدومي بالسن وراء هذا الكلام", هذا ما صرح به دحلان تعقيبا على أقوال وتصريحات القدومي, وهذا التعقيب بحد ذاته يعتبر ادانة للمتهمين وليس دفاعا عنهم, فالقدومي وان تقدم بالسن فانه لا يزال واعيا وفي كامل قواه العقلية وهو أمر يعرفه القاصي والداني. ان تصريحات فاروق القدومي هذه ومن عمان خلال زيارته الأخيرة لها جعلت هذه الزيارة تحمل طابعا سياسيا, فلا يمكن أن نفهم أن القدومي قد أطلق تصريحاته النارية دون موافقة وعلم المسئولين الأردنيين, وهذا ما أثار غضب السلطة الفلسطينية, مما سيؤدي الى زيادة حدة توتر العلاقات بين الحكومة الأردنية وسلطة رام الله المتوترة أصلا في الفترة الأخيرة في أعقاب اعلان رئيس الوزراء في السلطة سلام فياض بأنه سيلجأ للقضاء الدولي، لإعاقة مشروع قناة البحرين الذي يعتبره الأردنيون من أهم مشروعاتهم الإستراتيجية مستقبلا.وقد رأى الجانب الرسمي الأردني في تهديدات فياض"قفزة" جديدة ضد المصالح الأردنية مرسومة على مقاس المصالح المصرية التي ترفض مشروع قناة البحرين الأردني, اضافة الى الدور التهميشي للأردن الذي تلعبه سلطة رام الله نتيجة لجعل مصر الراعي الأول والأخير للمفاوضات الفلسطينية-الفلسطينية. باختصار شديد بامكاننا القول بأن فاروق القدومي فجر قنبلة من العيار الثقيل, ومن المؤكد أنه يخفي في جعبته الكثير من الأسرار..لا نفهم لماذا أطلق القدومي تصريحاته هذه الان ولم يقم بفعل ذلك قبل خمسة أعوام, الأمر الذي يجعلنا نسأل: ماذا يريد قوله من وراء اطلاقها في هذه الظروف المأساوية التي تعصف بالقضية الفلسطينية؟.."فتح" من جانبها اتهمته بأنه يحاول عرقلة انعقاد مؤتمرها السادس في الشهر المقبل في بيت لحم واعتبرت تصريحاته أنها لا تتعدى كونها من نسج الخيال واعدة بعقابه التنظيمي وملاحقته القانونية والقضائية..ونحن بدورنا نقول من المفروض أن يحمل هذا المؤتمر المزمع عقده الرقم"أربعة وأربعون", فأي تنظيم يسمح لنفسه بعدم مقدرته على انعقاد مؤتمراته في موعدها الا اذا كان هنالك خللا في تركيبته وبنيته. وللأمانة نقول, ان تصريحات القدومي هذه حتى تعطي صدى جيد في الجسم الفتحاوي يجب أن تكون قد خرجت في حينه، وليس عندما أختلف مع محمود عباس لمحاصصة أو لتغييرات معينة أن يقوم باخراج ورقته على الطاولة، فأصحاب المبادىء والمواقف لا يتغيرون بتغير الظروف والأوقات والمناسبات..وهذا الأمر يجعلنا نفكر ونشك بأن هنالك"طبخة" قد تكون بين الرجل الأول في حركة فتح محمود عباس والرجل الثاني فاروق القدومي, فدروب السياسة وسخة وغامضة, هكذا علمنا التاريخ. لقد مل شعبنا الفلسطيني الذي دفع وضحى بالغالي والنفيس من أجل الحرية والاستقلال من قياداته المتتابعة وحان الأوان لاظهار الحقيقة وكشفها, فمن أحداث أيلول الدامية عام 1970 ومرورا بالحرب الأهلية اللبنانية وتدخل القيادة الفلسطينية بالشؤون الداخلية اللبنانية, وانتهاء بالاقتتال الفلسطيني الدامي الداخلي, من حقنا أن نطالب هذه القيادات بالتعلم من أخطاء الماضي, ونقول, هذا ما في جعبة القدومي وان جاءت تصريحاته متأخرة خمسة أعوام ولا ندري لماذا؟, فماذا في جعبة من اتهموا بالضلوع في مقتل القائد التاريخي والأب الروحي للشعب الفلسطيني وقضيته..الشعب يريد الحقيقة ولا شيء غيرها, ومن هنا نطالب المعنيين بالقيام بتفنيد تصريحات أبو اللطف واثبات عدم مصداقيتها ان كان بامكانهم ذلك, فالقاعدة تقول بأن البينة على من ادعى و"اثبات البراءة بالحقائق والوثائق على من أنكر", وان بقي الأمر على ما هو عليه الان, فنقول حان الوقت لقراءة الفاتحة على روح أكبر وأقدم تنظيم فلسطيني"فتح" والذي ضربته الكثير من العواصف والصواعق في السنوات الأخيرة, وها هو في طريقه الى وحدة العناية المركزة, وقد يؤثر هذا الأمر على المشروع الوطني الفلسطيني برمته والمتأزم أصلا..وان غدا لناظره قريب..!.



#صلاح_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يصلح الأسود ما أفسده الأبيض..!
- ما بين حكومتهم وحكومتنا..!
- من أطفال غزة الى رئيس مصر..!
- انها النكبة يا شعب فلسطين
- في ذكرى استشهاد مهندس الانتفاضة الأولى الباسلة..!
- دير ياسين..تتمرد على النسيان..!
- فاستريحوا كي لا تطير البقية..!
- عندما تفقد-الكرامة-..كرامتها..!
- فلسطين بين أجراس العودة واللاعودة..!
- وداعا-حورية-..وداعا..!
- أمة خجلت من جهلها الأمم..!
- ما هكذا تورد الابل يا خالد مشعل..!
- حكيم الثورة الفلسطينية..عام على رحيله..!
- في ذكرى مجزرة-كفر قاسم-..ما زال الجرح مفتوحا..!
- ردا على مقالة ابراهيم علاء الدين-الدكتور صلاح عودة الله يسار ...
- لا, لن أفقد الأمل..!
- و-يا أخا لم تلده أمي-..!
- سجل أيها التاريخ..انها مجزرة العصر..!
- عندما يتكلم شيخ الأزهر بنصف لسان..!
- من وحي مأساة..اكتب لكم..!


المزيد.....




- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عودة الله - من هو قاتلك يا أبا عمار؟