أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - الرحمة الواسعة المفتوحة.. لا مُمْسكَ لها..














المزيد.....

الرحمة الواسعة المفتوحة.. لا مُمْسكَ لها..


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ..)
يقول الإمام أحمد بن حنبل: "كنت أسير في طريقي، فإذا بقاطع طريق يسرق الناس، وبعدها بأيام رأيت نفس الشخص يصلّي في المسجد، فذهبت إليه وقلت: هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك أعمالك، فقال السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة، فأحببت أن أترك باباً واحداً مفتوحاً ... وبعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافي رأيت رجلاً متعلّقاً بأستار الكعبة يتوب من معاصيه ويعد الله بعدم العودة إليها، فتأملت هذا الأوّاه المنيب الذي يناجي ربّه، فوجدتُه لصّ الأمس، فقلت في نفسي: ترك باباً مفتوحاً ففتح الله له كلّ الأبواب".

عندما نحاول أن نصوّر "الله" للآخرين بحسب اعتقاداتنا المغلوطة، وثقافتنا الضيّقة، وتجاربنا القاصرة، فإننا بذلك نرسم صورة مشوّهة عن "الله" لدى الخلق بعد تحجيمه – سبحانه - بمستوى عقولنا البشرية، وحساباتنا المادّية، ومعاييرنا الظاهر-دينيّة، فنَتوه ونُتوّه، ونُسيء إلى جمال عزّته، ونوصد أبواب رحمته، في حين أنه يتعامل مع عياله بما "هو" لا بالصورة التي تشكّلت في أذهاننا، فتعاملْنا مع سرّ أسرار الوجود.. بمحض مادّيتنا البشريّة، وأطّرنا علاقتنا الروحية بأطر دنيّة، ونسينا أنّ الله كما تصفه -مُقربةً للأذهان- بعضُ الروايات: "يبسط كفّه في الليل ليتوب مُسيء النهار، ويبسط كفّه في النهار ليتوب مُسيء الليل".

وقد كان رسول الله (ص) مصداقاً للرحمة الإلهية، فقد آمن كثيرٌ من المشركين بالله بعدما لمسوا جمال خُلقه (ص) معهم، فأسلم الأسير اليهودي السخي عندما أعلمه (ص) بأنّ الله أوحى إليه أن يعفو عنه لأنّ الله يحبّ خصلة سخائه، وأحبّ الصلاة وانتظم على أدائها ذاك الشاب الحديث العهد بالإسلام الذي طلب من رسول الله (ص) إعفاءه من الصلوات الخمس لأنه لا يطيق الالتزام إلاّ بصلاة واحدة فقبل منه، واطمأنّ قلبُ المؤمن الذي هرع إلى رسول الله (ص) يشكو غزو إبليس الخبيث لذهنه بالتساؤلات: مَن خَلَق الله؟ ليزلزل إيمانه، فأخبره (ص) أنّ هذا هو محض الإيمان، وغيرها الكثير...

فوجئت برسم بياني على أحد المواقع الالكترونية المعادية للأديان، يحاول إثبات أنّ عدد الذين سيدخلون الجنة حسب عقيدة المسلمين لا يزيد عن واحد في المائة من سكّان العالم، مستشهداً بحديث ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنّ النبي (ص) قال: "أوّل من يُدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعْث جهنّم من ذريتك، فيقول: ياربّ، كم أُخرج؟ فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين، فقالوا: يا رسول الله، إذا أخذ منا من كلّ مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منّا؟ قال: إنّ أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود"، ليتمّ الطعن بعرض مثل هذه الروايات المنسوبة بسعة رحمة الله وعدالته!

لقد نُسب إلى حبيبنا المصطفى(ص) عددٌ هائل من الأحاديث، ولكن بعد تطبيق آلية الجرح والتعديل لفرزها لم يُقبل منها إلا نسبة قليلة، فقد جمع الإمام مالك في الموطأ تسعمائة حديث تقريباً انتقاهم من مئة ألف حديث، وجمع الإمام أحمد في مسنده قريباً من ثلاثين ألف حديث اختارهم من سبعمائة وخمسين ألف، واختار البخاري في صحيحه ثلاثة آلاف حديث من ستمائة ألف تقريباً، وانتقى مسلم في صحيحه أربعة آلاف من مجموع ثلاثمائة ألف حديث!! ورغم ما بُذلت من جهود للتحقّق من صحّة النصوص النبوية الشريفة، إلاّ أن تلك الجهود لم تؤدِّ بعد إلى غربلة التراث بصورة صحيحة ومؤكّدة لتعيد للدين يسره وللمتدينين سماحتهم.

يحكى أنّ أحد العرفاء فرّ من بطش السلطان فلجأ إلى البرّية يبحث عن مأوى، فالتقى براعٍ فرجاه أن يمضي الليل عنده، فاستضافه الراعي مسروراً، وعند المساء أخذ الراعي إناء وملأه باللبن، وسار بعيداً حتى غاب عن الأنظار، ثم عاد بعد فترة من دون الإناء، وجلس يسامر ضيفه، فسأله عما فعل، فأجاب: "إني أقدّم لله يومياً إناء مملوءً باللبن لأشكر له ما أنعم به عليّ طوال النهار، فضلاً عن حمايته لي أثناء الليل، وهو يقبل مني هذه الهدية، لأني أجد الإناء فارغاً كل صباح"، فتعجب الضيف من هذا الكلام، وأخبر الراعي بأنّ الله ليس بشراً يأكل ويشرب مثله، وأنّ الاعتقاد بالله على هذا النحو ليس صحيحاً .. ولكي يؤكد صحة كلامه طلب من الراعي أن يقوده إلى حيث وضع الإناء، فذهبا إلى المكان واختبآ خلف صخرة، وبعد برهة، أقبل ذئب وشرب اللبن، فعاد الراعي حزيناً، والضيف فرحاً لأنه قوّم إيمان هذا العبد، فأوحى الله إليه: ماذا فعلت بعبدي، ومن قال أني غير راضٍ عن الطريقة التي يعبّر فيها الراعي عن شكره لي؟!
رحمة الله يا إخوتي أوسع من ضيق عقولنا، وحتماً هي أوسع من ضيق صدورنا.. (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا)..



#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصلاة لكبح جماح المادية المطلقة من عقالها
- ألوانكم، وورودكم، ومخملكم .. هل تستر عورتكم؟
- مبرّدات لصيفنا الساخن
- طرق على أبواب حصن التعليم المنيع
- إلى عدوٍّ ملّكته أمري!
- أرأيت من ينصب العداء لنفسه؟
- شرنقة الغش تخنق أنفاس الإصلاح
- المرأة والرجل .. عدالة أو تماثل
- الخوف من البوح بالحقيقة أو من ضياعها؟
- دروس النيروز والأم وزهرة النرجس البرّي
- وليذهب الفقراء إلى الجحيم
- المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
- الوثب العالي على التاريخ والجغرافيا
- شفاه أطفال غزّة ترتّل مزامير الرجولة
- الملك العضوض حين يُعضّ عليه بالنواجذ
- إعلان حقوق الإنسان في عامه الستين
- القانون نصير الحقوق أو سوط الاستبداد
- عيد التضحية عيد التحرّر من الموبقات
- الحبّ الزوجي .. كاستحواذ وكعنفٍ مخملي
- رحيل بوش .. فرْحةٌ في ذاتها


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - الرحمة الواسعة المفتوحة.. لا مُمْسكَ لها..