أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب














المزيد.....

المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 10:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أقامت الدولة المصرية جنازة رسمية لمن يلقبونها بضحية أو شهيدة الحجاب وليست شهيدة الإسلام فى ألمانيا وتصدرها الكثير من المسئولين المصريين فى محافظة الأسكندرية وبعض الوزراء ومسئولى الدين الإسلامى والمسيحى ، وتعالت أصوات الغضب التى تطالب بالموت لألمانيا وتسقط ألمانيا وبدلاً من التعامل مع القضية بأعتبارها حدثاً فردياً أصبح الجميع يريد محاكمة دولة بأكملها وتحميلها جريمة أرتكبها فرد واحد .
وتعالت أصوات التنظيمات الإسلامية فى مصر وألمانيا وبقية الدول لتكبير حجم القضية لتأخذ أهتماماً محلياً وعالمياً أكبر من حجمها الطبيعى ، بل ورأينا والد القتيلة فى حديث تلفزيونى يطلب من الحكومات العربية والجامعة العربية بأتخاذ خطوات جادة لحماية المحجبات فى أوربا وأمريكا ، وعاتب والد القتيلة رئاسة الجمهورية لأنهم لم يرسلوا له برقية عزاء وعاتب الأزهر لأنهم لم يرسلوا مندوب للعزاء على عكس البابا شنودة الذى أرسل أثنين من كبار رجال الدين لحضور الجنازة وأثنين آخرين لتقديم العزاء .. يعنى الكلام أصبح بكل وضوح أن الجميع أستغل القضية لأغراض سياسية بدءاً من والد القتيلة ومروراً بالدولة والتنظيمات الإسلامية واليهودية والمسيحية .
وأصبحت أخبار القتيلة وصورها تتصدر كل المواقع العربية بل وحسب تعليق أحد المواقع : " أن أخبارها تغزو الفضائيات " وتصدرت قضيتها كل البرامج الأخبارية وبرامج التوك شو بتلك الفضائيات العربية وتناسى المواطن المصرى والعربى مع هذه القضية كل مشاكله وأصبحت مشكلته الجوهرية هى مشكلة القتيلة وتفرغ لها وترك أعماله ليتفرغ لمتابعة تطورات القضية الحيوية ونقلت غالبية القنوات الفضائية جنازة القتيلة وتنافس الكثيرين للتعليق على الحدث الجلل للحجاب الإسلامى .
وتوالت الإدانات من القيادات الدينية والسياسية المحلية والعالمية حتى المركز اليهودى بألمانيا أدان الحادث .. وهى كلها علامات تدل على مدى قوة تلك التنظيمات الإسلامية والسياسية التى لها منافع كبيرة وكثيرة من وراء شغل الرأى العام المصرى بهذه القضية الحجابية ، وتكاثرت الأتهامات التى تنسب إلى الغرب التعصب الشديد الذى يمارسه ضد المسلمين ، وأن الحادث يظهر مدى التطرف والعنف والعنصرية ضد الآخر فى المجتمعات الغربية التى لا تتسامح مع الآخر .
وعندما نقرأ تلك الأتهامات يخيل لنا من الوهلة الأولى أن الغرب كذلك وأنهم أعداء الله وأعداء البشرية أما مجتمعات المسلمين فهى قمة فى التسامح ومحبة الآخر، لكن تلك الأتهامات لأن هناك إنسان ألمانى منحرف قتل مواطنة مسلمة محجبة وينسى القارئ ما فعله الإرهابيين المسلمين من جرائم تقشعر لها الأبدان فى مصر والعراق وفلسطين واليمن وبقية الدول العربية وفى الدول الغربية وقتل فيها المئات والغريب فى تلك الجرائم والمذابح التى أرتكبها مسلمين أن هؤلاء الجناة المسلمين أحرار وطلقاء فى مصر والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول يتمتعون بالحرية وحماية الأنظمة السياسية.
وأتفق الجميع على أن العرب والمسلمين فى ألمانيا يعانون من العنصرية !! كل ذلك لمقتل مواطنة مصرية لأنها محجبة ، وتجاهل المسلمين ما يفعلونه مع غير المسلمين فى بلادهم العربية فى مصر والعراق واليمن كمثال حى وعدد القتلى الذين يقتلون ولم يحدث ان تصاعدت الحملات الإعلامية بهذه الصورة الإنفعالية التى يشعل نارها كل مسلم لا يؤمن بالآخر ولا يؤمن بحريته فى بلاده !! لا يتذكر المسلم كيف يخرج المسلمين بعد صلاة الجمعة فى مدن مصر ليهاجموا منازل المسيحيين لأنهم أرادوا أن يقيموا مكان للعبادة ويقتلوا من يقتلوا بالعشرات ، ونفس الأمر حدث مع البهائيين الذين لجأوا للفرار بحياتهم من الهجوم الذى نالهم من جيرانهم المسلمين ، والقائمة تطول للحديث عن عدد تلك الحوادث فى مصر وغير مصر وبالرغم من ذلك إلا تلك الحوادث لم يتكلم عنها أحد سواء من المتطرفين أو المعتدلين أو الهيئات الدينية او السياسية وماتت تلك الحوادث كما مات أصحابها ولم يقل عنهم أحد أنهم شهداء الحجاب أو شهداء المسيحية !!
ليس هذا المجال لأسترجاع الجرائم والمذابح التى أرتكبها الإرهابيين المسلمين فى مصر والعراق ولندن ومدريد ونيويورك ، وكم من البشر تم ذبحهم أو قتلهم او تفجيرهم وإنما أذكر فقط آخر جريمة أرتكبها الإرهابيين الإسلاميين بأسم الدين فى العراق يوم السبت والأحد الثانى عشر والثالث عشر من يوليو وأستهدف ستة كنائس وأسفر عن مقتل خمسة مسيحيين عراقيين بينهم موظف حكومى عراقى مسيحى وتدمير كبير لتلك الكنائس .
بالطبع تلك الحوادث يعرف الجميع أهدافها وهى إجبار المسيحيين على الهروب والخروج من العراق ولم نسمع أو نقرأ شجب أو إدانة من التنظيمات الإسلامية لتلك الجرائم لأنهم سعداء بإنجازاتهم الجبارة فى تحجيم أخبار مقتل المسيحيين فى الوقت الذى نجحوا فى جعل قتل مواطنة محجبة يحظى بالإهتمام العربى والعالمى وأصبح الإعلام الأوربى والأمريكى يتحدث عنها بأعتبارها قضية الساعة التى تؤرق عقول وقلوب المسلمين بل أصبحت قضية حياة وموت للمصريين الذين يعانون من الفساد ونقص الأغذية ورغيف العيش الشهير الذى يباع ب " البونات " ، أصبح حجاب القتيلة هو شغلهم الشاغل ويستميت الجميع فى الدفاع عنه فى إنقياد أعمى .
أترك للقارئ قراءة ما بين السطور .




#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم مايكل جاكسون وعالم المسلمين
- دولة الإسلام ترشو سيد القمنى
- أوباما بين أيمن الظواهرى وبن لادن
- الثورة الإعجازية والبلاغة الكتابية
- نصير الشيطان فى بلاد العرب
- أنصار الله فى بلاد العرب
- متى يصبح الإسلام خالياً من الإرهاب ؟
- حزب الله المصرى الأيرانى
- أين علماء المسلمين من إمام المسلمين
- يوم الحب والإرهاب عند العرب
- واحسرتاه على الهزيمة وغزة الجريحة
- أوباما ومسلمين لله يا محسنين
- ماذا تريد حماس من حربها الخاسرة ؟
- المساجد فى يوم النصرة والغضب
- متاجرة الإرهابيون بأطفال غزة
- هل يُحاكم الأسد بتهمة الإبادة الجماعية؟
- صكوك الغفران الإسلامية
- حزب الله عميل الشيطان
- الإسلام والعنصرية الإلهية
- الجهاد بالأحذية يا خلفاء صدام


المزيد.....




- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب