ما هكذا يا سعادة الوزير
سعيد نعمه
2009 / 6 / 22 - 05:03
في البداية نشكر سعادة وزير الصناعة و المعادن الأستاذ فوزي حريري لزيارته الأولى , للشركة العامة للصناعات الميكانيكية والتي هي من اعرق الشركات الصناعية في العراق حيث تأسست عام 1959 . منذ تسلمه مهام الوزارة و الذي قام بها يوم الأحد المصادف 14|6|2009 كنا منذ أسابيع ننتظر هذه الزيارة عسى أن نلتقي السيد الوزير و نطلعه على معاناتنا و همومنا و معوقات عملنا . لكن للأسف نفس (الطاس و نفس الحمام) , ونفس الأساليب القديمة لأنه من شب على شيء شاب عليه. فلم تتغير هذه الأساليب رغم التغيير الذي حصل بالعراق .
لماذا خدعتك الإدارة و لم تضع في برنامج زيارتكم زيارة المعامل و الأقسام ؟
كان بودنا أن يزور سعادة الوزير اماكن العمل الأخرى , لا كما حدد للزيارة من قبل الادارة والذي قام بعض مدرائها بكيل المديح لولي نعمته المديرالعام , كان بودنا أن يطلع السيد الوزير بنفسه على واقع العمل . و ما نفذ من عملية تأهيل الشركة التي أنفقت عليها المليارات دون أي اثر ايجابي يذكر على وسائل الإنتاج .
في الشركة عدة معامل و لكل معمل عدة شعب، و ما شعبة الساحبات إلا شعبة من شعب هذه المعامل. ان زيارة شعبة واحدة تعد من أفضل شعب الشركة رغم أنها تفتقر لأجهزة التكييف حيث لا يوجد فيها اجهزة تبريد أو تدفئة. فما حال المعامل و الأقسام الأخرى التي تعاني من نقص حاد في الصحة و السلامة المهنية و كذلك البيئة الملائمة. حيث إن بعض الأقسام ومنها الطرق و الكبس و الذي يعرفه (الدكتور وليد و الأستاذ طه) , لا يوجد فيه حتى صحيات مما اضطر العاملين باستخدام كابينة كهرباء متروكة كمرافق صحية خارج بناية القسم مقابل معمل السباكة أما التهوية و الإنارة و تأهيل البناية من الداخل ومستلزمات العمل الأخرى فإنها بأسوأ حال معظم المكائن بحاجة للتأهيل و التحديث . إذن أين التأهيل الذي أنفقت عليه هذه المبالغ الطائلة . أليس تأهيل المعامل و الأقسام و الاهتمام بأماكن العمل من الضروريات أم إن المظهر الخارجي هو المهم لقد بنينا آمال على هذه الزيارة و التي هي الأولى من نوعها لكن لأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .إن عتبنا على سعادتكم كبير و لا يوصف نحن لا نعتب على إدارة الشركة لأننا نعرف سياستها و منهجها حيث لا يهمها مصالح المنتسبين بقدر ما يهمها مصالحها الذاتية و خير دليل إنفاق المليارات على الأرصفة و ترك المعامل و الأقسام خربة حتى إن بعض المكاتب لا يوجد فيها مروحة سقفية مما اضطر الموظفين الشاغرين لهذه المكاتب بجمع مبالغ و شراء مراوح سقفية , بعد إن عجزوا من كتابة الطلبات . اعتقد الذي يهتم بالإدارة و مكتبه الذي أصبح يضاهي مكتب سعادتكم عليه أن يهتم بأماكن العمل الأخرى , و مثلما يريد راحته أثناء الدوام عليه أن يحرص على راحة المنتسبين و هذا واجب أنساني إن كان يؤمن بالإنسانية و حريص على راحة و سلامة و صحة 6000 منتسب تقريبا . لذا فان السيد الوزير مطالب بزيارة أخرى له أو لمن ينوب عنه ولكن على أن يلتقي بعدد من المنتسبين من كل قسم و معمل و زيارة مواقع العمل للاطلاع عليها عن قرب و ليس كما محدد و مبرمج للزيارة . لقد سلم سعادتكم إخواني بعض مطالبهم التي أوضحوا بعض معاناتهم ومنها السؤال الذي لا يفارقنا هل نحن موظفين حكوميين أم لا ؟ إن كنا موظفين فلماذا رواتبنا قرض أو منحة لمدة ثلاثة سنوات و بعدها لا يعلم بحالنا إلا الله و الراسخون بالعلم . و لماذا لم يتم شمولنا بالقانون رقم 22 لسنة 2008 أسوة بباقي موظفي الوزارات أو حتى موظفي مقر وزارتنا اعتبارا من 1|1|2008 . إن الاهتمام بموظفي شركات الوزارة و الدفاع عنهم هي مسؤوليتكم مثلما هو الحال لموظفي مقر الوزارة . ان الشركة تحتاج الى تغيير شامل و ان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب وما تراجع الشركة و عدم النهوض بها الا بسبب عدم كفاءة بعض المدراء .
*سعيد نعمه
نائب رئيس الاتحاد العام
للمجالس والنقابات العمالية في العراق
16|6|2009