أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الانتفاضة الايرانية اسطع برهان على افول عصر الايديولوجيا














المزيد.....

الانتفاضة الايرانية اسطع برهان على افول عصر الايديولوجيا


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعبت الايديولوجيا بتطورها عبر عصور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وانقسام المجتمعات الى طبقات دورا رائدا في الصراع الطبقي وبالتالي في تطور البشرية عبر انتقالها من نظام اقتصادي اجتماعي الى اخر ارقى عبر ثورات اجتماعية كانت الايديولوجيا امضى اسلحتها في التوعية والتعبئة واجتراح البطولات والمآثر التاريخية .واذ بلغت البشرية من التطور من خلال تطور قوى الانتاج وقدرتها على تلبية جميع حاجات البشرية دون الحاجة الى الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، بل وتحول هذه الملكية الخاصة الى عائق بل ومدمر لقوى الانتاج طرحت امام البشرية مهمة وحدتها وانهاء عصر الملكية الخاصة لوسائل الانتاج والانقسام الطبقي ومستلزماته وفي مقدمتها الايديولوجيا.
وجاء الامتحان الاول ايران وكان الاجدر ان تكون السعودية او اسرائيل . فاذا كانت ايران والسعودية البلدين الكبيرين مساحة وسكانا والاكثر ثراء وتاثيرا، عالميا، من خلال عرقلة تطور منطقة الشرق الاوسط. وذلك بفضل احتفاظهما بهيمنة ايديولوجية متخلفة لاكثر من عصر الى الوراء، الدين الاسلامي، فان اسرائيل ورغم افتعالها وصغر مساحتها فهي تستغل الدين اليهودي كسلاح لتبرير سياستها العدوانية التوسعية بل وحولته اخيرا الى هوية عنصرية في محاولة للتغطية على عجزه في مواجهة ازمة وجودها ولتقوية معنويات اعداء البشرية وهم يمرون باقسى ازمة عامة وشاملة ولتبرير سياستها الفاشية والعدوانية التوسعية . فقد لعبت الاديان الثلاث الرئيسية اليهودية والمسيحية والاسلام، كسلاح ايديولوجي لتحرير الشعوب من العبودية وسايرت الاقطاع، فقد اصبح الدين عائقا امام تطور الراسمالية المنتجة . واستطاعت شعوب اوربا وامريكا التحرر من قيوده بفصل الدين عن الدولة في حين استغلت الاقطاعية و الراسمالية الطفيلية استغلال الدين لخدمة مصالحها الاقطاعية والالراسمالية الطفيلية في اسيا. فحافظت عليه بل وشوهته بما يتناسب ومصالحها في تضليل الجماهير وادامة استعبادها، بل وتعاونت مع الانظمة الاستعمارية في قهر شعوبها وادامة استعبادهم .
واذ تخلت الراسمالية عن الدين كايديولوجيا وابتكرت مختلف التيارات الفكرية فقد وجدت الطبقة العاملة في الماركسية السلاح الايديولوجي الفعال في النضال من اجل نيل حقوقها وصولا الى تحررها من الاستغلال الطبقي من خلال تحرير البشرية عموما من استغلال الانسان لاخيه الانسان.. واثبتت الماركسية جدارتها في النضال من اجل تحقيق الكثير من الحقوق المهضومة للطبقة العاملة وفي تحرير الكثير من الشعوب من الاستعباد الاستعماري بل ومن القيام بتجارب لبناء مجتمع خال من الاستغلال الطبقي، المجتمع الاشتراكي، ولكنها فشلت جميعها لانها جاءت كتمارين سبقت نضوج الاساس المادي لها وهو تطور قوى الانتاج الى الحد الذي يضمن من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته.
واذ تشهد البشرية اليوم تفجرا لعصر المعلوماتية الذي اصبحت علاقات الانتاج الراسمالية معرقلة له، يقتضي اكتساحها مع ما تمتلكه من قيود واسلحة وفي مقدمتها الايديولوجيا ولاسيما ايديولوجيا العصور السالفة التي لا تزال تتمسك بها في بعض مناطق العالم لادامة الهيمنة عليها.وتفرض الثورة المعلوماتية فكرا ونهجا ماديا ديالكتيكيا يضمن توحيد البشرية لمواجهة مخلفات الانظمة السابقة واسلحتها ولاسيما الايديولوجيا باعتبارها تجسيد للصراع الطبقي وتعبير عن من مصالح طبقة ضد طبقة اخرى او معسكر ضد معسكر اخر والانطلاق الى عالم المعرفة والمشاركة والرفاه
ولذلك فان النظر الى العمليات التاريخية المعاصرة يفرض تجاوز الانطلاق من الايديولوجيا الطبقية، والنظر اليها من موقعها من التطور العالمي . فالانتفاضة الايرانية الحالية هي تعبير عن طموح الشعب الايراني للتحرر من النظام الايراني الرجعي المتخلف اقتصاديا واجتماعيا والمتجلبب بالدين لتغطية طموحاته بالتوسع والهيمنة . وتعالت الصيحات والنصائح من المتمسكين بالايديولوجيا بادانة الانتفاضة لانها جاءت ضد نظام معاد للامبريالية!! كبعض الحركات المناهضة للامبريالية وبعض الدول التقدمية مثل فنزويلا!! فهل حقا ايران حاليا معادية للامبريالية الامريكية ؟
لقد دعمت ايران وفقا لتصريح نجاد نفسه امريكا في حربها ضد افغانستان والعراق وتتقاسم النفوذ معها في العراق وتتنافس معها في الهيمنة على الشرق الاوسط من خلال تغلغلها في لبنان وسوريا وافغانستان. وتتصارع معها كما تتصارع وتختلف مع امريكا سائر الاقطاب الراسمالية على مناطق النفوذ، وتتسابق معها في امتلاك اسلحة الدمار الشامل المهددة لحياة البشرية . وتستفاد امريكا من سلاح ايران الايديولوجي في تضليل الشعب العراقي وشعوب المنطقة وتمزيق وحدتها، فضلا عن ابقاء الملايين من الشعب الايراني تحت خط الفقر مكبلي العقل والارادة بالافيون الحقيقي الذي تدير تجارته، والايديولوجي الدين، دون النهوض بدوره في العملية التاريخية التي تمر بها البشرية . ولا شك بان تحرر الشعب الايراني من الحكم الرجعي سيطلق طاقاته في مقاومة الهيمنة الامبريالية على بلاده وعلى العالم.
نعم تشكل ايران والسعودية اليوم اكبر العوائق واولها امام البشرية لاختراق واقعها وتحقيق انطلاقتها. والشعب الايراني اليوم يثبت جدارته بالدور الطليعي، ويستحق كل الدعم من كل الشعوب وعموم البشرية. واذ سيتمكن جبروت النظام الرجعي من قهر الانتفاضة الحالية بما يملك من اسلحة فتك وتشجيع من بعض المؤدلجين وتغاضي من اقطاب الرجعية العالمية عن جرائمه ولاسيما الادارة الامريكية الجديدة وتحت شعاراتها المضللة بالديموقراطية، فقد نهضت الانتفاضة بمهمتها الرئيسية باعلان نهاية عصر الايديولوجيا عموما والاقدم خصوصا. وللشعوب اليوم وسائل واساليب كفاح جبارة جديدة تعجز كل اسلحة العصور السابقة عن مقاومتها، اسلحة المعلوماتية ووحدة مصالح البشرية وافقها المشرق.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يقتلوا السليقة الثورية للشعب العراقي وضميره الحي بقتل حار ...
- تحت شعار الحرب ضد الارهاب لبوش وغصن زيتون اوباما نفقات التسل ...
- استرشاد رئيس القطب الاكبر للعولمة الراسمالية بحكمة خادم الحر ...
- في يوم الطفل العالمي يباد ملايين الاطفال في العالم رغم القوا ...
- كيسي يدق طبول الحرب ويعلن العراق قاعدة متقدمة لها في محاولة ...
- نوارس دجلة تعزز الثقة بقدرة المرأة العراقية على تحدي ظلام ال ...
- الغاء المادة 41 من الدستور العراقي والالتزام بقانون الاحوال ...
- في اليوم العالمي للطفل صرخة لانقاذ اطفال العراق ضحايا جرائم ...
- الشعب العراقي رغم الكوارث والافساداحبط امكانية تحويله منطلقا ...
- اصطناع اسرائيل اداة للهيمنة الامبريالية سلاح ذو حدين 61 عاما ...
- في الذكرى 64 للنصر على الفاشية والبشرية ترزح تحت اخطر اشكاله ...
- انهاء الاحتلال الامريكي للعراق رهن بتصعيد جميع اشكال مقاومته ...
- ويبقى الشعب العراقي يذهل البشرية بانجازات نوابغه رغم سدل الظ ...
- مؤتمر دربن مسرحية فاشلة لتيئيس البشرية واشغالها عن مكافحة جر ...
- تحية لعمال العراق في يومهم العالمي يوم وحدة كفاحهم الطبقي وا ...
- تطوير الطبقة العاملة ليومها العالمي انقاذ للبشرية من مخاطر ا ...
- الاحتفال بذكرى ميلاد زكي خيري في 12/4 تجسيد لاعتزاز العراقيي ...
- احتلال العراق وادامته افضع جرائم العصر تجريم الادارة الامريك ...
- رغم مناهضة ملايين البشر للعولمة الراسمالية تبقى الحركة الشيو ...
- تظافر جهود الشعبين العراقي والامريكي لتجريم ادارة الحروب وال ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الانتفاضة الايرانية اسطع برهان على افول عصر الايديولوجيا