|
امريكا والفتح الاسلامي
شلال الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد التغييرالذي حدث عام 2003م في العراق شن الإسلام السياسي بكل مذاهبه هجوم كاسح على التجمعات السكنية للكاولية (الغجر) في بغداد والمحافظات الذين يقدر عددهم مابين 150 – 200 الف نسمة تعيش الكاولية على أطراف المدن وبعيد عنها وبشكل معزول باستثناء بغداد ، وقد تعرضوا أثناء هذه الهجمة إلى القتل والتهجير والتسليب والتهديم لمجمعاتهم السكنية وتسويتها بالأرض كما حصل في أبي غريب وهذه العملية معالجة خارج الأطر الدينية والإنسانية والاجتماعية ، جدير بالذكر أن هذه النكبة جاءت بعد العزِّ والرعاية والحماية التي كان يوليها لهم النظام السابق لأنهم كانوا يمثلون له ذروة الذائقة الفنية ، واثر ذلك طفح الكاولية مهاجرين إلى البادية السورية والأردنية وباتجاه دول الخليج وإقليم كردستان ومنهم من آثر البقاء متخفيا متسولا لتأمين قوت يومه . ونظراً لامتهانهم العزف والغناء والمتعة! تمَّ توظيفهم ضمن الحملة القومجية المسعورة للإساءة لسمعة العراق وللمرأة العراقية خصوصا وجيروا لصالح أجندات سياسية معادية ، وبهذا قدم الإسلام السياسي إشكالية دسمة قابلة للتوظيف في مختلف الاتجاهات ، وتجنب الأمريكان توفير الحماية للكاولية لأن هذه الموضوعة تعتبر فاتحة الأخطاء التي استهلها الإسلام السياسي والتي حصل عليها الأمريكان مجانا ، كما أن فنون الكاولية لاتُعبِّر عن الذوق العام بالشكل الذي يدعو إلى توظيفها وتسويقها ضمن قوالب العولمة الوافدة حديثا ، بل هي تستهوي وتلبي حاجة شرائح متخلفة ، ذات ذوق فني هابط ، والتحرر الذي يمتاز به الكاولية هو تحلل أخلاقي وليس حرية بشكلها المسؤول والملتزم ، والآن وبعد مرور ست سنوات ، من حقنا أن نقارب بين نار الكاولية وجنة الإسلام السياسي . استذكرنا سفر الكاولية هذا لأمر له علاقة بالخطب العصماء والغيرة والحمية وتدخين الأكتاف الذي انتاب نواب الإسلام السياسي بسبب عدد من البارات التي وجدت لها متنفسا بين ركام الطائفية ، والتي هي ضمن بنود الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية غير المكتوبة وغير المعلنة وغير المنطوقة (متفق عليها) بارا سيكولوجيا من خلال التخاطر . أيها السادة النواب لم تأتِ أمريكا إلى العراق لكي تعيد الفتح الإسلامي وتقضي على الجاهلية فبالإضافة إلى أجندتها الاقتصادية لها أجندة ثقافية ، البارات أولى مفاتيحها وإذا خسرتم تأثير منابركم فبسبب ما جنت أيديكم من الطائفية والإرهاب والمحاصصة واستباحة المال العام فلا تحملوا البارات مسؤولية فشلكم وبدلا من ذلك والأجدى أن تعملوا على تأهيل مشروعكم الذي استنفد رصيدكم من خلال تأهيل قيادات جديدة وتبني برامج ترقى إلى مستوى وعي المواطن ، وفتح آفاق مستقبلية جديدة ولا تجعلوا من موضوعة البارات فرصة لاستعادة أمجادكم واستعراض بلاغتكم وإعادة تأهيل ما أفسده الدهر ، لاتخافوا البارات ليست برلمان لسن القوانين أو للرقابة ولا منبرا إعلاميا وليس فيها خطباء ، الكل يشرب وهو صامت على صوت (عوض دوخي) ويخرج وهو نصف نائم لايجبر الآخرين على صحبته ولا يملي عليهم قناعاته ولا يحبذ فتح موضوعات في السياسة . إن منزلق الفوضى الخلاقة الأمريكي استثمر كافة المتناقضات لأطراف الصراع والتي انتم جزء فاعل منها لكي يزيح الشعب عن إيمانه ، وفي الوقت الذي نجح الجهد الأمريكي بتكفير الشعب بالإسلام السياسي وقياداته لم يستطع أن يزعزعه عن إيمانه وتمسكه بثوابته وثقافته العربية والإسلامية. إن المزايدات تطيل من زمن الاحتلال والتعنت الأمريكي وتنهك شعبنا وتعرضنا إلى انتكاسات وتنازلات شديدة الانحدار تنسحب خطورتها إلى خرق الدفاعات والسواتر الأخيرة للحمة والنسيج الاجتماعي والبنية القيمية . وبدلا من ذلك لنعمل على استثمار الفسحة الديمقراطية والاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لإدارة الصراع مع الأمريكان ، وعلى الذي يحاول إعادة الاعتبار والثقة للإسلام السياسي الذي تعرض للتشويه على أيدي أبنائه أكثر من أعدائه ، إذ أعطوا المبررات والسلاح لأمريكا ولأعدائهم الآخرين لطعنه وتحجيمه ، يجب أن لايكون على حساب الدم العراقي والمال والوحدة العراقية والزمن العراقي . إن الاحتجاج على البارات لايصلح أن يكون معالجة صحيحة ولا يكفي للتكفير عن الخطايا وهو محاولة بائسة لتسويق الفضيلة ومزايدات تفشي الفاحشة أكثر مما تطوقها وتأخر خروج المحتل وتبقي البلد في حالة (الأمن الكاذب) وتعلق استتباب الأمن إلى ماشاء الله وتبقيه يراوح على نسبة الـ(90-95%) والكل يعلم ويتغافل لماذا تبقى هذه الـ(5-10%) من الإرهاب معلقة؟ ولصالح من تدار؟ وضد من؟ وبيد من؟ اخرجوا منها فإن للبيت رب يحميه.
#شلال_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيوعي العراقي - بين الوعي الريادي والوعي المزيف
-
-بين حانة ومانة خلصت لحانا-
-
-الديمقراطية في العراق- تضخم في الكمية وسوء في النوعية
-
المثقف العراقي.. وعي المرحلة
-
الليبرالية .. المفهوم الأصعب
-
نموذج لأخلاقيات اللعبة الديمقراطية
-
إشكاليات التيار الديني في العراق
-
تصادم القوى.. العراق بين السندان الأمريكي ومطرقة التيار الدي
...
-
التيار الليبرالي .. بين منصة الإحتياط وتثوير العملية السياسي
...
المزيد.....
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|