|
الإجهاض ولو قبل ساعات من الولادة حق محفوظ من حقوق الإنسان في القرآن
محمد فادي الحفار
كاتب وباحث في العقائد والأديان
(Mohammed Fadi Al Haffar)
الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 08:29
المحور:
حقوق الانسان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعني اليوم موضوع عن التشوهات الخلقية التي تحدث في الكثير من حالات الولادة مع بعض الصور المؤلمة ليقول بعدها صاحب المقال التالي : إذا كان الله يعلم مافي الأرحام فالماذا يسمح بولادة مشوهة كهذه ليعاني أصحابها الأمرين من نظرة الشفقة تلك أو وربما نظرة الإستهزاء والإنتقاص من أدميتهم أيضا !!!! وأين عدل الله هذا إذا كان يخلق أناس غاية في الجمال كيوسف ومشهوين كأحدب نتوردام ؟؟؟ فجاء ردي عليه على النحو التالي : إن موضوع الخلق هذا يختلف كثير عما تصفه لنا من أن الله سبحانه وتعالى هو المسؤل عنه مما يؤكد بأنه غير عادل وعلى الرغم من أن هذه الصور التي عرضتها علينا تدمي القلوب .. فالله سبحانه وتعالى قال عن نفسه بأنه احسن الخالقين :
((( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشاناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين ))) المؤمنين 14
أي أنه يوجد خالقين غير الله سبحانه وتعالى ليكون هو احسنهم ..... وعليه من هم هؤلاء الخالقين هنا ليكون الله أحسنهم في الخلق ؟؟؟ أليس هم الإنسان والذي قال عنه المولى سبحانه وتعالى في القرآن لكريم أنه خلق من روح الله وليقول عنه في الكتاب المقدس أيضا بأنه على صورة الله خلق الإنسان ؟؟؟ إذا ماهو دور الإنسان في ماهو عليه واقع الحال من هذه الحالات البائسة ؟؟؟ وهل يحق للمرءة الإجهاض وهي في شهرها الخامس والسادس واذا ماإكتشف الإطباء أن الجنين سيولد معاق أو فيه تشوهات خلقية ؟؟؟ وعليه تمتاز خيرة الله سبحانه وتعالى والذي هو أحسن الخالقين عن باقي الخالقين بالتالي : كأن تكون أنت قد تعلمت العلم كله ثم أحببت أن تورثه لأولادك .... فقمت على هذا الأساس بشرح علمك بروية وصبر مع الأيام والسنين كما هو حالنا من العلم .. والأن هل تكون أنت المخطئ إذا ماكان أبنائك قاصري فهم وبحيث قامو بتجربة معينة كان ناتجها الفشل الذريع بسب الخطأ في المقادير أو المعاير ؟؟؟ وعليه لقد علم الله سبحانه وتعالى الإنسان مالم يعلم ..... وهذا العلم مازال قائم فينا حتى يومنا هذا .... ومن ضمن ماتعلمه الإنسان موضوع الخلق والإبداع والتناسل من بينها ..... أي أن أدام يستطيع الخلق بما تعلمه من الله سبحانه وتعالى حيث أن الخلق علم من علوم الله ... والأن وعندما ينتج تشوهات من التجربة التي يقوم بها الإنسان في الخلق ( التزاوج ) فهل يكون الله سبحانه وتعالى هو المسؤل عن ناتج هذه التجربة ... لقد خلق الله سبحانه وتعالى الأصل الأول من الإنسان في أحسن صورة , ثم قال له أنت خليفتي على الأرض وعلمك من علمي الذي ستتعلمه مع الإيام فإذهب وعافر وحدك وستجدني عندما تطلبني للعون .... وعليه لماذا نضع دائما اللوم على الله سبحانه وتعالى بعد كل هذه النعم التي أنعم بها علينا بأن جعلنا خلفائه في الأرض في القرآن الكريم وصورة عنه في التوراة والإنجيل الكريمين !!!!! ألآ نستحي أن نلوم من أعطانا كل هذا ورفع مرتبتنا لتقارب مرتبته بأن أسجد لنا ملائكته وقال لهم بأنه نفخ فينا من روحه !!!!! ألم يقل المولى سبحانه وتعالى بأنه هو من يعلم مافي الأرحام ؟؟؟ ألم يتوصل الإنسان – والذي هو روح الله - في الأمس القريب إلى معرفة مافي الأرحام ؟؟؟ أليس هذا دليل على أن هذا الشبل من ذاك الأسد ؟؟؟ أليس هذا دليل على الإنسان خالق كما هو الله خالق ليكون الله أحسن الخالقين ؟؟؟ اذا فإن الخطأ كله في حالات التشواهات الخلقية يعود على الخالقين ( الإنسان ) وخاصة بعدما توصلو لمعرفة مافي الأرحام إن كان سليم معافى أم معاق دون إتخاذ القرار المناسب . وماكان ليكون أبد على أحسن الخالقين ( الرحمان ) فالله تبارك وتعالى لايخطئ لأن العلم كله له ..... وأما الإنسان فيخطئ دوما لأنه مازال يتعلم من علم الله سبحانه وتعالى حيث أن مرحلة دراسته ليصل للخلود لم تنتهي بعد ... وعليه فإن الأمر عائد لك ولرحمتك أيها الإنسان في هذا الوليد الجديد الذي سيولد للحياة مشوها .... وأما إن قال لك أحدهم بأن هذا الإجهاض يعتبر قتل لنفس حية فقل له عن لساني بأن هذا القول سلفي المصدر ولاأساس له من الصحة في القرآن الكريم ... فأبائنا وأجدادنا الأوائل وبحسب معطيات عصرهم من قلة العلم كان يعتقدون بأن النفس مخلوق غير مادي كما هي الروح وأن الإنسان عبارة جسد ونفس وروح ..... غير أن القرآن الكريم لم يتركنا هكذا دون أن يوضح الصورة ... وعليه : ماهي النفس في القرآن الكريم ؟؟؟ يقول الذكر الحكيم التالي : ((( واذ قتلتم نفسا فاداراتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون ))) البقرة 72 فكيف تقتل النفس هنا إذا كانت شيئ غير مادي أومحسوس وملموس ؟؟؟ اذا فإن معنى النفس في القرآن الكريم يأتي بمعنى الذات والشخصية الكلية لصاحبها أو الجسد الحي الذي يحمل ضمنه كل الأعضاء اللازمة للحياة من قلب وعقل وغيره , ولك أن تراجع جميع الآيات الكريمة التي جائت على ذكر النفس في القرآن الكريم لتتأكد من ذالك بنفسك .... ولزيادة في التأكيد فإنني أدرج لك هذه الآية الكريمة التي تقول : ((( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ))) الأنبياء 35 أي أن كل نفس حية مكتوب عليها الموت .... ويندرج تحت هذا القول جميع المخلوقات الحية من إنسان وحيوان ونبات وحشرات وغيره ..... فكل حي له نفس يحيى بها سوف يموت .... وبقول أخر نقول : بأن كل من يموت هو نفس حية معرضة للموت . فالنفس هي الجسد والجسد هو النفس ... فمن غير المنطقي أن يخاطبنا رب الحكمة والبيان ليقول لنا مثلا ( كل جسد ذائق الموت ). أو أن أقول لك أنا مثلا : أنت جسدك قلت لي هذا بالأمس ... عوضا عن أقول ... أنت نفسك قلت لي هذا بالأمس . فكلمة النفس في القرآن الكريم واضحة تماما من أنها تخاطب كل مخاطب بصفته الشخصية .. فالعصور نفس والكلب نفس والقطة نفس وهكذا ........... أي أنني أستطيع أن أقول ( هذا هو نفس العصور الذي غرد بالأمس على هذا الشجرة ) وأستطيع أن أقول أيضا ( هذا هو ذات العصفور الذي غرد بالأمس على هذه الشجرة ) ولاأستطيع أن أقول ( هذا هو جسد العصفور الذي غرد بالأمس على هذه الشجرة ) رغم أن المصطلحات الثلاثة من نفس وذات وجسد هي معنى واحد في واقع الأمر .. وعليه فالنفس هي ( الذات الكلية للمخلوق الحي ) . وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلآ بالحق عائد على الحيوانات والنباتات أيضا مما يجعلنا نموت جوعا بعدم أكلنا لآي نفس حية !!!!! إذا ففهمنا لمعنى النفس ضروري جدا قبل أن نخوض في آيات الله ونشرع ونحرم على هوانا بشرائع ومحرمات ماأنزل الله بها من سلطان .... فالإنسان هو جسد ( نفس ) ترتديها روح الله المنفوخة بنا .... وبهذه الروح الحية التي ترتدي من النفس – الجسد – رداء لها نصبح نحن الخالقين ليكون الله سبحانه وتعالى هو أحسننا , وموضوع التعامل مع الحالة الخطأ التي أنتجت ناتج خطأ - جنين مشوها - بأيدينا نحن هنا كوننا نحن الخالقين هنا .... والتراجع عن هذا الخطأ قبل أن يستفحل ويصبح نفس كاملة مدركة لما حولها - كون الإدراك مكتسب للنفس بما يكتسبه العقل والذي هو جزء من النفس من تجربة - عائد لنا نحن الخالقين من التراجع عن أخطائنا وتجاربنا في الخلق إذا ماكنت النتائج غير مرضية . ولاحساب علينا من الله سبحانه وتعالى ولاغضب منه على مثل هذا الفعل , وإنما هو الثواب والرضى كله منه تبارك وتعالى علينا لأنه أرحم الراحمين بما علمنا من علمه وأطلق يدنا لنكون نحن الإنسان خلفائه في الأرض والخالقين من بعده ومن تراجع عن الخطأ كفضيلة نحن مأمورين بها .
كل الود والإحترام للجميع
#محمد_فادي_الحفار (هاشتاغ)
Mohammed_Fadi_Al_Haffar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنت رجل مسلم ؟؟؟ اذا فإضرب زوجتك فهذا حقك !!!!
-
العلة في ملكات اليمين
المزيد.....
-
آلاف من طالبي اللجوء غادروا ألمانيا طوعا بمقابل دعم مالي
-
إردوغان يعلق على مذكرة اعتقال نتانياهو من الجنائية الدولية
-
هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم
...
-
4 ملايين عائلة مهددة بالتفكك في الولايات المتحدة بسبب خطط تر
...
-
أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانيا
...
-
الرئيس التركي اردوغان يؤكد دعمه لقرار الجنائية الدولية باعتق
...
-
كندا وكولومبيا تتعهدان باعتقال نتنياهو
-
هآرتس: نتنياهو جلب مذكرة الاعتقال على نفسه والآن يتباكى بدعو
...
-
هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم
...
-
مقتل واعتقال اكثر من 70 ارهابيا جنوب شرقي ايران
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|