أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رابحة الزيرة - أرأيت من ينصب العداء لنفسه؟














المزيد.....

أرأيت من ينصب العداء لنفسه؟


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 08:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أبدعت – كدأبها – جمعية البحرين النسائية في عرضها الافتتاحي لأولى حلقاتها النقاشية بعنوان (المرأة .. نظرة تجديدية) حين تحدّثت بتوازن واتّزان عن أدوار المرأة والرجل ودورهما الاستخلافي في الأرض، وابتعدت عن التهويش والتحريض التي تتّسم بها عادة الفعاليات التي تسعى للمطالبة بحقوق النساء لتجعل من الرجل عدّواً مناكفاً، لا شريكاً ومعيناً على حمل مسئولية الخلاقة الربّانية، فتُشحن الأجواء والنفوس عاطفياً وتنحرف الدفّة إلى كيل التهم، وإلى حرب مفتعلة مع النصف الآخر المكمّل والمساند عوضاً عن كسب مؤآزرته في المطالبة بحقوقها الإنسانية وتحصيلها.

كنت آمل أن يكون الحضور لهذه الحلقة النقاشية، التي كانت الدعوة لها عامة، شعبياً وكثيفاً لعلمي بأن ثمة مئات بل آلاف النساء يعانين من سوء معاملة أزواجهن وظلمهم لهن، وثمة مئات من النساء الموظفات والناشطات السياسيات المتضرّرات من الفهم الخاطئ المتداول عن معنى القوامة، فتوقّعت حضور هذه الشرائح للاستماع إلى آراء جديدة في قضايا تهمّهن بصورة مباشرة لعلّهن يستمعن إلى رأي أكثر اتزاناً وإنصافاً لهن فيحتموا ويحتجّوا به على من يحاول تعنيفهن أو تغليفهنّ وتحجيم أدوارهن باسم القرآن والدين، ولكن اتّسم الحضور بنخبويته واقتصر على المهتمّين بهذا الشأن، مع تمثيل أصحاب رأي من الفريقين السلفي التقليدي والتجدّيدي، وتلك حسنة تُحسب للقائمات على الحلقة النقاشية بعدم تهميش المخالف لهنّ في الرأي، لتتحقق جدلية الحوار بين الرأي والرأي الآخر عوضاً عن الاكتفاء بأن يتحدّث كل طرف مع نفسه ومع من يؤيّده فقط.

هذه الملتقيات والفعاليات تكشف أنّ جذور المشكلة ثقافية أوّلاً، وتبيّن أن أعراف المجتمع عُلّبت في مجموعة من المفاهيم والتفسيرات الخاطئة لكمّ هائل من الآيات القرآنية الكريمة وخُتم عليها ثم حُرّم مناقشتها أو مراجعتها، ففيما يخص قضايا المرأة، ما من شاب أو شابة إلاّ ويعرف أنّ هناك آية (قوامة) في القرآن والكثير يحفظها عن ظهر قلب، ويعتقدون أنّ معناها (أفضلية الرجال على النساء)، كما أنّ الجميع يعرف آية نشوز المرأة وضربها، ولكن قليل منّا من يعرف أنّ هناك آية تتحدّث عن نشوز الرجل "وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً ..."، فغُيّبت عن وعينا وذاكرتنا، مع أنها موجودة في نفس سورة النساء التي فيها آية القوامة ونشوز المرأة! وربما لم يلتفت أكثرنا إلى قوله تعالى بشأن المرأة المطلّقة "وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ" حيث ينسب بيت الزوجية إليهن لا إلى الرجال، بينما المتعارف عليه في مجتمعاتنا أنّ المرأة وأطفالها يُلقى بهم على قارعة الطريق إذا قرّر الزوج (القوّام!) أن يطلّقها في لحظة غضب وانفعال، ولن تجد من يأخذ لها بحقها في محاكمنا الموقرة استناداً إلى هذه الآية أو غيرها من حلول حكيمة ورحمانية فُرضت لمنع وقوع الظلم على أي من الأطراف في مؤسسة الشراكة الأسرية، ولتضييق مساحة الأذى الذي يصيب الأبناء جرّاء عدم توافق الزوجين ورغبتهما في الانفصال، كقوله تعالى: "فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ".

المرأة عدوّة نفسها، وستبقى كذلك إذا لم تأخذ بزمام المبادرة لإعادة برمجة لاوعيها وتصحيح النظرة الخاطئة عن نفسها لنفسها وبنفسها، فتبدأ بغربلة كل ما يصل إليها من معلومات وتفسيرات ومقترحات ترمي لإبقائها في كهف جهلها وقلّة وعيها بأصل مشكلة شعورها بدونيتها، فطالما أنّ المرأة تعتقد اعتقاداً راسخاً بأنها هي التي أغوت آدم وأخرجته من الجنة رغم أنها تقرأ صريح قوله تعالى: "وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى"، ومادامت تُعمّم بمحض إرادتها، وتتهم نفسها، وتردّد بلاوعي "إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" وتقبل أن يكرّرها الآخرون على مسامعها وكأنها شهادة أبدية ضدّها دون أن تلتفت إلى أن هذه العبارة ليست حكمَ الله بل مقولة عزيز مصر عندما رأى أنّ قميص يوسف (ع) قُدّ من دُبر كبرهان على تورّط زوجته في الكيد ليوسف، ولا علاقة له بخصال النساء لكي توصم به أبد الدهر.

المحاولات مستمرّة في العبث بوعي المجتمع بالضرب على أوتار المرأة العاطفية، فيحاول المتفلسفون تزيين الباطل بلباس مزخرف ناعم الملمس، ليقنعوا المرأة بأهمية خلقها من ضلع آدم الأعوج ثم يفسّروه علمياً، فقيل أنها خلقت من الضلع الذي يحمي القلب، لأنها ستتعامل مع القلب (!) بينما الرجل خلق من تراب لأنه سيتعامل مع الأرض بنّاء أو مزارعاً، وادّعوا أنّ "الطب" أثبت حكمة خلقها من ضلع أعوج، فلولا ذاك الضلع لكانت أقل ضربة على القلب تسبّب له نزيفاً فكان أعوجاً لحماية القلب، ليختموا أحدوثتهم الطريفة بنصيحة ذهبية للمرأة بأن تفتخر لأنها خلقت من ضلع أعوج، وعلى الرجل أن لا يحاول إصلاح ذاك الاعوجاج كما أمر النبي (ص) - بحسب ادّعائهم - لأنه إذا حاول ذلك كسرها!! مع أنه لا علاقة لهذا الكلام بتاتاً بحقيقة خلق آدم الذي "خُلق من نفس واحدة مخلّقة بمواصفات خاصة لينتهض لدوره (الذكر الآدمي) وجعل منْ نفس النسخة تماماً زوجها (الأنثى الآدميّة "حوّاء")، فصارت النفس الإنسانية (ذكراً وأنثى)، لتنبثق الإنسانية وتنسل منهما، ويكون دائماً أبٌ وأمّ، أيْ إنسانان معاً، ليقوما شراكةً بتعاهد المشروع الإنسانيّ الإلهيّ المتولّد، جُعلا من نفس الشفرة وذات المكوّن ليسكن الزوج إلى زوجه، الواحد إلى الآخر، من جميع الجهات فكرياً ونفسياً وروحيّاً فيقع الانسجام، لتأتي الذرّية صالحةً في هذا الجوّ الطيّب المنبت المُتناغم السويّ" .. كما جاء في بحث "الخلق الأول" من سلسلة عندما نطق السراة لجمعيّة التجديد.

فهل تملك المرأة الشجاعة لتقبل هذه الآراء التي تنسف أسّ الثقافة المغلوطة التي غُرست فيها أم تكون هي أوّل الناصبين العداء لنفسها؟
[email protected]



#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرنقة الغش تخنق أنفاس الإصلاح
- المرأة والرجل .. عدالة أو تماثل
- الخوف من البوح بالحقيقة أو من ضياعها؟
- دروس النيروز والأم وزهرة النرجس البرّي
- وليذهب الفقراء إلى الجحيم
- المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
- الوثب العالي على التاريخ والجغرافيا
- شفاه أطفال غزّة ترتّل مزامير الرجولة
- الملك العضوض حين يُعضّ عليه بالنواجذ
- إعلان حقوق الإنسان في عامه الستين
- القانون نصير الحقوق أو سوط الاستبداد
- عيد التضحية عيد التحرّر من الموبقات
- الحبّ الزوجي .. كاستحواذ وكعنفٍ مخملي
- رحيل بوش .. فرْحةٌ في ذاتها
- التسامح والسلام ثقافة وممارسة
- فتاوى نوادر لكن للنوادر!
- في ذكرى استشهاد أبي اليتامى والمساكين
- تنويم غير مغناطيسي لسرقة الجيوب
- الارتقاء بمستوى الوعي


المزيد.....




- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رابحة الزيرة - أرأيت من ينصب العداء لنفسه؟