أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شوقي العيسه - الأشهب يفتتح طريق الألف ميل بكتابه















المزيد.....

الأشهب يفتتح طريق الألف ميل بكتابه


شوقي العيسه

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 05:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(دروب الألم ..دروب الأمل)

من الثابت أن من لا يقيم عمله وتجاربه تقييما حقيقيا وعلميا ويستفيد من هذا التقييم، لا يستطيع التقدم في عمله الحاضر والمستقبلي ، وبالتالي لا يستطيع تحقيق اهدافه التي يضعها ، هذا ينطبق على الافراد وكذلك على الجماعات والأحزاب والحركات السياسية وحتى الايديولوجية ، في هذا السياق قرأت كتاب المناضل نعيم الاشهب .
اتسمت الاحزاب الشيوعية العربية ويبدو لي كل الاحزاب العربية بما فيها الفلسطينية وبتنوعاتها بعدم تقييم تاريخها وأعمالها ، وبالكلاسيكية في العمل ، والجمود في البرامج والابتعاد عن الديناميكية ، وهذا في اعتقادي احد اسباب الفشل المتتالي .
لقد وجدت فيما كتبه نعيم الاشهب في هذا الكتاب بعد كتابه حول تجربة عصبة التحرر الوطني في الاربعينيات اولى المحاولات الجدية لتقييم عمل الحزب الشيوعي الفلسطيني -الأردني ، عمله السياسي والأيديولوجي والتنظيمي ، حيث ان ما سبق وكتبه د. ماهر الشريف كان تأريخا التزم فيه بالنهج العلمي الصحيح في كتابة التاريخ وهو لم يدعي انه يكتب تقييما للتجربة.
بعيدا عن ما ورد في الكتاب حول الاحداث الشخصية والعمل الحزبي اليومي ، والتضحيات الجسام والظروف التي عايشوها في السجون وفي اماكن الاختفاء عن اجهزة القمع ، ومدى صلابتهم وإيمانهم اللاهوتي شبه الديني بمبادئهم ، كل هذا الذي لا يستطيع القارئ أيا كان إلا أن يقف احتراما وتقديرا عاليا أمامه ، فان الأشهب يقدم لنا تقييما فيه الكثير من الموضوعية والذكاء السياسي ، ولأول مرة فيه الكثير من الصراحة والجرأة .
ولكون القضية الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي على الاقل شكلت محورا اساسيا في حركة التاريخ السياسي والاجتماعي في العالم العربي ، فان مثل هذا التقييم يكتسب اهمية على المستوى الفلسطيني والعربي العام اكثر من كونه تقييما لحزب ، وذلك ايضا لان عمل هذا الحزب وسماته يشترك فيها مع الكثير من الاحزاب العربية .
من قراءتي لمادة الكتاب ولما بين الاسطر ، ولما ورد فيه من تصريح وتلميح ، ونقاشات سابقة مع الكثيرين والتجربة الشخصية تكونت لدي الاستنتاجات التالية:
1- التبعية للاتحاد السوفياتي في معظم المراحل الزمنية.
2- غياب الديمقراطية في الحياة الحزبية في العمل وفي التفكير.
3- العمل في السياسة دون فهم قواعد وتكتيكات وخبث العمل السياسي.
4- غياب فهم عميق للمجتمع الفلسطيني والعربي والعوامل المؤثرة في تفاعلاته ومحاولات إسقاط التجربة السوفياتيه قسرا.
5- التخندق في داخل النهج السوفياتي وعدم التفاعل مع والتأثر والتأثير بنجاح في ومع الايديولجيات والفكر القومي والديني والكلاسيكي المحيط .
لا أريد الخوض كثيرا في تفاصيل هذه الاستنتاجات لأنني لست بصدد كتابة بحث أو دراسة تقييمية لتجربة الحركة الشيوعية العربية ، بل لطرح عناوين وتساؤلات تهدف إلى استفزاز المعنيين للبحث عن إجابات وتقييم علمي يهدف إلى تطوير وتفعيل النهج الاشتراكي والشيوعي العربي.
ربما يمكننا القول أن أهم المفاصل والقرارات التاريخية للشيوعيين الفلسطينيين كانت في أهم مرحلة وهي قبيل وبعيد وأثناء النكبة واقصد بها الموقف السياسي قبيل قرار التقسيم والموقف من قرار التقسيم ولاحقا التعامل من نتائج النكبة والتشتت الجغرافي، في اعتقادي من الخطأ تحليل الموقف من قرار التقسيم بهدف معرفة سبب اتخاذه بمعزل عن القرارات والتصرفات التي سبقته ولحقته، إذا نظرنا الآن بتجرد لموقف الشيوعيين الذي دعم ذلك القرار سنجد انه كان قرارا سياسيا ذكيا وفيه بعد نظر وحنكة وجاء بناء على اطلاع وفهم لموازين القوى في تلك المرحلة والتعامل مع هذه الموازين وانسجاما مع تكتيك له ما يتبعه ، فهل كان كذلك ؟! لا اعتقد ، الشيوعيون في تلك الفترة وحتى قبيل الاجتماع الذي اتخذ القرار كانت قناعاتهم وتصرفاتهم تدلل على موقف آخر، وتصرفاتهم وقراراتهم اللاحقة تدلل على غياب بعد النظر السياسي وغياب الإستراتيجية ، بل إن قرارهم بتأسيس الحزب الشيوعي الأردني بديلا للفلسطيني جاء مناقضا تماما لجوهر قرار التقسيم ومساهمة في عدم تطبيقه ، ويدل على عدم فهم لأبعاد المؤامرة وأهداف الحركة الصهيونية ، أنا أرجح أن ذلك القرار جاء في سياق التبعية للموقف السوفياتي والشيوعي العربي التابع للسوفيات والذي مثله في تلك الفترة السيد خالد بكداش الأمين العام للحزب الشيوعي السوري وقتها ، والاهم من ذلك أن الموقف السوفياتي نفسه في تلك الفترة والذي أدركه الآن من خلال اطلاعي على الوثائق التي عمل عليها وترجمها ونشرها السيد انطوان شلحت وعلى غيرها الكثير، كان سبب دعمه لهدف الحركة الصهيونية بإقامة إسرائيل عائدا إما لعدم فهم طبيعة الحركة والفكر الصهيوني ودورها العالمي المعادي للشيوعية وللشعوب، أو لتغلغل كثير من الصهاينة في القيادة السوفياتية . اعتقد أن المسؤولية التاريخية للبحث والتحليل الجريء في هذا الموضوع تقع على عاتق الشيوعيين الفلسطينيين قبل غيرهم.
وهذا الاجتهاد يقودني إلى غيره فكما أصبح معروفا أن الاتحاد السوفياتي عمليا منع الشيوعيين من إعادة تأسيس حزب شيوعي فلسطيني في أواسط السبعينيات ، فهل كان له دورا أيضا في قضية عدم انخراطهم في المقاومة المسلحة للاحتلال ، في الوقت الذي قامت بذلك كل الأحزاب الشيوعية الأخرى، خاصة وانه لا يمكن أن يكون جبنا فقد قدموا تضحيات تفوق في أحيان كثيرة غيرهم ، وحتى لو كان هناك سبب شخصي لبعض الأفراد فلا اعتقد انه كان السبب الحقيقي.
الشيوعيون الفلسطينيون والشيوعيون العرب بشكل عام عملوا ليلا نهارا لخدمة الفقراء والمضطهدين وضد الأنظمة العربية الدكتاتورية بمختلف أنواعها وقدموا خلال ذلك تضحيات تفوق التصور. ولكن (رغم القليل من الاستثناءات) هل كانت آليات عملهم منتجة؟ هل كانوا ديناميكيين؟ هل كانوا مستقلين؟ هل كان لديهم إبداع فكري؟ هل كانوا خلاقين؟ هل كان هناك فكر شيوعي عربي ؟ أنا اعرف أن الأيديولوجية الشيوعية أممية عالمية ، والأيديولوجيات بشكل عام هي كذلك، ولكن حين وضع ماركس أفكاره كان دقيقا بان كل مجتمع له سماته ويجب أن يضع برامج عمل تصلح له لا أن يقلد غيره ، لان هذه السمات مختلفة من مجتمع لآخر وعوامل التطور في مجتمع معين تختلف عنها لدى غيره، والاهم أن حرق المراحل التاريخية ثبت خطأه، وماركس ظن أن الاشتراكية ستنتصر أولا في مجتمع متطور وليس في الاتحاد السوفياتي، يمكن تسريع الانتقال ولكن ليس حرق المرحلة ، فهل يمكن صياغة السؤال، هل كان لدينا شيوعية عربية؟ أم شيوعيون عرب كلاسيكيون متأثرون بانتصار الحزب الشيوعي السوفياتي دون دراسة هذا الانتصار وفهمه في سياقه ومدى صحة ما تبعه .
أنا لا ألوم أحدا ولا احمل مسؤوليات ، فلا شك لدي أن ظروفا موضوعية كان لها دورا كبيرا إضافة لظروف شخصية لدى البعض ، فانا نفسي لو لم اذهب إلى الاتحاد السوفياتي ولم اعش فيه سبع سنوات وخاصة أنها كانت في مرحلة هامة جدا (الثمانينيات) ولو لم تتسنى لي حرية القراءة والاحتكاك بمجتمعات غربية وفي دول مختلفة متطورة ونامية والعيش فيها، لما استوعبت الكثير من الأمور التي تجعلني اكتب ما اكتبه الآن ولا اسلم بما اعتبر مسلمات، وربما بقيت مثل كثيرين غيري غارق في تكرار ما أقوم به، خاصة وأنني انتميت لهذا الفكر بالوراثة منذ كنت طفلا .
ماركس حين وضع نظريته العبقرية طالب باستخدام الديالكتيك في التحليل والفهم والعمل فقد كان المنهج الديالكتيكي بحق يشكل الضابط للقيام بما هو صحيح ولعدم حصول ما حصل في مختلف الأحزاب الشيوعية ، ماركس لم يفعل مثل غيره من الامميين، لم يخترع رمزا غيبيا للترهيب والترغيب حيث ذلك أسهل للانتشار بناء على فهم النفس البشرية، بل وضع الحياة البشرية بمكوناتها وقوانينها وتفاعلاتها وصعوبة التعامل معها وتغييرها وتطويرها عارية أمام الجميع ببشاعتها، أي اختار الطريق الصعب والطويل ، ولكن مع الأسف من جاء بعده مقتنعا بفكره لم يطبقه كما كان يجب أن يطبق ولم يتعامل معه كفكر حي ينمو ويتطور ويتعامل مع المستجدات ومع ظروف كل مجتمع على حده ، بل وبالتراكم حولوه إلى فكر جامد دكتاتوري يقاد من مركز واحد والذي زاد في الأمور سوءا أن هذا المركز الواحد كان على خطأ.
سيسجل لنعيم الأشهب، بسبب هذا الكتاب، انه فتح الباب المغلق على مشراعيه خاصة وانه من أهل البيت، لنقاش وبحث جدي في كل موقف وكل مرحلة بعيدا عن الحساسيات والشخصنة، نقاشا فكريا وعمليا هدفه الاستفادة في رسم المستقبل لأصحاب هذا الفكر، وفيما يتعلق بنا كفلسطينيين من اجل التخلص من الأكليشيهات الجاهزة والبرامج المتكررة ، ومن اجل أن نفهم جيدا بداية أنفسنا ، ثم طبيعة وتركيبة وأهداف الحركة الصهيونية ، واليات مواجهتها ومقاومتها لتحصيل وحماية حقوق شعبنا ، وكذلك فهم كيفية التعامل مع الحركات الفلسطينية بمدى خدمتها أو ضررها بمصالح شعبنا بعيدا عن المهادنة أو السكوت أحيانا ، والعمل على بناء أوسع جبهة يسارية ديمقراطية قادرة على التفكير والتحليل والفعل والقيادة لتكون موضع ثقة الشعب .
نعيم الأشهب أمضى حياته كلها منذ طفولته وحتى الآن مكافحا ومناضلا من اجل قناعاته ومن اجل شعبه ، اخطأ وأصاب ولكنه بالتأكيد لم يبع أو يتنازل عن رأيه وقناعته بغض النظر عن اتفاق أو اختلاف البعض معه ولم يتلون مثل أولئك الذين باعوا أنفسهم بباخس الأثمان ، وبكتابته لهذا الكتاب (دروب الألم دروب الأمل ) وقبله (اليسار العربي الفلسطيني 43-1948 ) قدم لشعبنا شيئا ثمينا يمكن البناء عليه والاستفادة منه.
وللحقيقة والتاريخ يجب على الجميع الإقرار أن الشيوعيين الفلسطينيين والعرب قدموا لشعوبهم الكثير الكثير، وساهموا في بناء أجيال قادرة الآن أكثر من السابق على التخلص من نمط التفكير الكلاسيكي الذي يحوي محرمات والانطلاق إلى نمط التفكير الخلاق بعيدا عن الاملاءات والقوالب الجاهزة لتخليص شعوبنا من الوضع المزري الذي تعيشه.



#شوقي_العيسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شوقي العيسه - الأشهب يفتتح طريق الألف ميل بكتابه