|
الثقافة الوطنية ....والجهل السياسي
عماد بني حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 07:51
المحور:
القضية الفلسطينية
يلتبس التعميم الثقافي الوطني ...بين أصالتة وتطورة وتشكلة الحضاري .. ومعناه الوطني بالبعد السياسي .. وتتداخل قضية الفعل الثقافي بأصالتة وخطوطة الحمراء امام السياسي وبين انعكاس الأداء السياسي بكل هـفـواته وبكل أسقاطاته ومنا وراته فإذا صح مفهوم الوعي الوطني من الأصول التاريخية لوطن مثل فلسطين بتدرجاته التاريخية ومجمل حركاته الأيدوليوجية التي عبرت مع التاريخ الى اليوم فأن هذا الوعي هو حقيقي يحمل في طياتة وكل معطاياتة وعيه الثقافي اصولاً ثقافية لا تتغير او تتبدل او احداث طارىء عليها ... بمعنى اخر أن تكون فلسطين التاريخية أساسا في وعي العامة محصنة بفعل الذخ الثقافي الذي يخلقه المفكرون والمبدعون في تسجيل وتنشيط رواية الفلسطيني البطل لوطنه التاريخي وهذه أولى خطوات التأسيس لوطن يسكن الفكر والوعي أما وان ينعكس الوعي مع الزمن من مسلمات واقعية بالمفاهيم السياسية التي تتحرك مع المتغيرات وتتبدل فأن في ذلك خطرا على الذاكرة وعلى الاجيال المتوارثة للقراءات والخطب السياسية المرحلية قراءات للصراع السياسي الذي يقوده فكر السياسي لخلق خطوات تحل في وسائل السياسي اغراقا لاقناع الاخرين بخطواتة لدرجة اخفاء الاساسي وجعل التكتيك هو الهدف وهوما يحص اليوم .. وماحصل سابقا __ فقرار التقسيم مثلا ... كان صاعقا على الفلسطيني في حينها ولم يجرأ على قبولة بشكل رسمي فصائلي ... او بشكل تجمعات ... لكن العمل المضاد ثقافيا ... وهو ذخ اعلامي للحركة السياسية من بعض العرب مع تحقيق معطيات اخرى على الارض تبعد المسافة الاولى ... يصبح الحلم الاستراتيجي .... هو ما يمكن الحصول علية .. بالطبع هناك ظروف كثيرة لايتسع المقال لشرحها ولاسبابها وما دفع القوى للترحم على القرارات السابقة وبات الحصول عليها حلما حقيقيا وبطولة كاد الرئيس الراحل ياسر عرفات ان يحققها ومعه النسبة الكبيرة من الفلسطينيين الذي يثقون برؤية القائد ... اما المطلوب هو ان يترك هذا السياسي للحلم مساحتة الثقافية التي يجب ان لاتمس وهذا لايعني تبريرا لخطوات سياسية خاطئة .. لكن بالحد الممكن والدور الاصيل لتكامل الهدف من الصراع .. ان لايؤمن السياسي وصاحب القرار بأبعد من أن ما يخوضة هو مرحلي .. واي تفاوض بالبعد الاستراتيجي هو اعتداء على التكوين الثقافي للهوية التاريخية الفلسطينية ... وهذا يحتاج الى قيادات ثقافية وفكرية تتحمل مسؤوليتها بوجه اي اعتداء على الثوابت من السياسي وبرنامجة المرحلى . وفي القضية الفلسطينية يحتدم الصراع ببعدة التاريخي من قبل العدو البديل .. بحيث يقدم خطوات تكتيتكية مقابل تنازلات تاريخية هي بالحقيقة تصرف بالوقف التاريخي للفلسطينيين ... والخوف هنا يكون حاضرا أكثر اذا وجد السياسي مجتمعا ليس مجرد مؤيدا له ولبرنامجة أنما مقتنعا في ان الهدف هو الوصول لما يمكن الوصول الية .. تحت تأثير المبررات التي تشكل جزء من أستسلاب التكوين الثقافي الوطني للفلسطيني ... مثل الحروب التي تقع علية وعلى تجمعاتة الى التهجير زالضغط الاقتصادي الى العنصرية التي تجعهلة مميزا بدرجة منبوذ في التعامل لحلق انعكاس في الوعي ان السبب في كل هذا الطلم يعود لفقدانة الهوية والدولة .. وبالتالي يرتد من أبعاد الحلم الى الحل ... الخلاص .... وهذا هو المطلوب كما خطط ثقافيا وفكريا ونفسيا لهزيمة الوعي ولتخريب ثقافة التمسك بالثوابت كذاكرة ومخزون للمستقبل ولمتغيرات الظروف والتحولات .. ولكي تبقى الاجيال على مخزونها تطالب بكل ما سلب منها وأعتباره حقها التاريخي لايمكن ازالتة بشعار او بصك تعويض بدبل الثقافة تعتمد بالأصل على الموروثات التارييخية بحيث تشكل أفعال الجماعة هوية تراثية يتم تسجيلها في الذاكرة من خلال ديموتها في العادات والتقاليد وبالتأكيد تشكل هوية قد تتفاوت علاقتها بالصورة الوطنية حسب إبرازها بحيث تصبح جزء من مسلوبات الوطن في ما يحصل للهوية الثقافية الفلسطينية لأنها ليست مجرد ذاكرة لشجرة غرست ذات يوم في رأس جبل سرعان ما يمكن إزالتها أو حرقها كما يتم اليوم بل أصبحت المعركة المحتدمة على المعنى العام وبكل جوانبه للحال الفلسطينية التي يتم أستهدافها من قبل من يحمل ثقافة الوجود البديل للشعب الفلسطيني وهذا البديل لايقوم فقط باقتلاع الشجرة بل تحويلها إلى ارث يحمل هويته هو ... وهي حرب مفتوحة لاتواجه الا بالتمسك بها والحفاظ فالمأكولات الفلسطينية جزء من الاستهداف والزي وكل شىء والى كل مناحي الحياة والشواهد حاضرة على سرقة الزي الفلسطيني و المطبخ الخ...وتحويلها الى خصوصية له .. فهو يحتاجها لتدميرها من ملكيتها الاصلية .. والبديل لذلك ان يكون هو البديل الاصيل وفق رؤيتة منذ القدم الذي هو قدم وتاريخ الفلسطيني ببعدة العربي والجزء الأهم فيحربة فرض وقائع بالقوة على الأرض وعلى الانسان ومن ثم يصبح سهلاً عليه إستقدام ما يقربه من انتماءات لاعلاقة لها بالاصل.. الفلسطيني وهي صناعة مزيفة تصنع لتشكل ثقافة من وعي بديل للاصل تؤسس لوعي عام يخدم مع الزمن لعبته البديلة ... فأنه الخطر ايضاً ان نقرأ هذا التزييف في إعلامنا العربي عن قصد او غير قصد او تماشيا مع الاعلام الصهيوني المبرمج على أيقاع أستبدال المعاني وتغيير المفاهيم من خلال تمرير الكلمات القاتلة ثقافيا لوعينا والزمن خير كفيل لاعتبارها حقيقة ... والاخطر أن يصبح الفلسطيني جزء من مستهلكي الكذبة وبشكل خاص السياسي وصاحب القرار لان من خلفة في تمرير هذه الاكاذيب جيوش من العالم من سيردد بلا تردد ما يصدر عنه أن تقف كفلسطيني في متحف يعرض فيه الإسرائيلي حذوة حصان أو بغل أو حجر استخدم من قبل أجداده هذه الأدوات حسب زيفه قبل آلاف السنين؟! الأخطر من هذا هنا نصل إلى بيت القصيد فالموضوع يحتاج للكثير وما ورد هو مجرد سرد إستددلالي لوضع الحالة الراهنة في الواقع الفلسطيني والمقصود هو سقوط الأداء الثقافي بقرار سياسي في اللعبة التي تؤسس عن قصد أو غير قصد لمفاهيم تستبدل المورثات الثقافية الاصيلة والتي هي جبهة وعلينا ان نتمسك بها بمعزل عن الاداء السياسي للحركة السياسية الفلسطينية وبين إسقاط المخطط البديل وفق نظرية دقيقة يعمل عليها البديل (إسرائيل) من خلال بث ثقافة مزيفة ليؤسس وعياً عالمياً واحيانا بالقوة ليصبح حقيقة ينفي كل تاريخنا هنا تصبح معركة المثقف معركة بلا هوادة وهنا يصبح دور القيادات السياسية تجاه المثقف هوأعطاء المساحة الكاملة لتمكينه من الدفاع عن الثقافة الأصل آلا ان الواقع يفرض مفاهيم أساسها ومنبعها الكيان الدخيل والبديل المصطنع ويدعم ترويجها لتكون احياناً هي الاقوى وينحدر المثقف الفلسطيني في حالات كثيرة لان يتحول جزء من القرار السياسي الفلسطيني الذي يوغل احياناً في التطرف فيصنع لوحة سوداء لثقافة عدمية لا ترتقي إلى الخطابة المقروءة بل مجرد خطاب للذات وللغريزة ويستغلها العدوبشكل جيد أي صانع البديل الثقافي ليعيدها سهام إلى صدورنا أو أن يكون هذا المثقف هو سياسي يبرمج الثقافة وفق خطابه ما يتناسب والتكتيك المرحلي الذي أسسه اوالخضوع للتفاسير والتبريرات التي تقول يجب ان نقرأ الواقع من حولنا والظروف الدولية وما يمكن ان نحصل عليه من حقنا وان كان هذا الكلام هو جزء من الخط السياسي الذي يقود معركة إنتزاع بعض الحقوق فأنه المثقف غير معني بكل هذا فهو حارس للثوابت حارس للموروث للتاريخ الذي يجب ان يبقى هوية ثقافية لا يسمح للسياسي ان يتصرف بها وبالمقابل وفي ساحة حسن النوايا السياسية او المنطق التكتيكي للسياسي فأنه على السياسي الوطني ان يبقى الموقع الثقافي للقضية الوطنية قلعة محصنة لا يقترب منها ولايسمح للعدو من الاقتراب من اسوارها ولا يجالس العدو البديل الذي وصل مرحلة الألغاء على مائدة التفاوض التي تشكل توطئة لهذا البديل المزيف .. وهو ما حصل منذ كامب ديفيد الى اليوم ... فالعدو البديل لا يخفي اعتماد البدائل الثقافية في حربة ولا يتوانى في ان يقول للطيار وهو يغادر ليلقي اطنان الحديد على الفلسطينيين انك تساهم ببناء الدولة لان العدد الاكبر من القتلى هو حياة لعدد مثيل لهم من اليهود وقد تحدث الجنود في حرب غزة عن الفرق العسكرية التي تمتلك ثقافة تعاليم الحاخامات الخاصة والتي تتملك ثقافة نفي الاخر .. من خلال نفي كل ما هو اخر ... من بشر وجماد وشجر وحيوانات وكانت الصورة واضحة على القتل لهذه الاشياء وباعتراف بعض جنود الفرق التلموذية هذه وقد حصل ان قتلت الحيوانات من الطيور والكلاب في حقول الفلسطينيين ليس صدفة بل هي اداء ثقافي كما قتل الاطفال ببرودة أعصاب من قبلهؤلاء الجنود هذه الصورة ليست نبيلة ونموذجية لتؤسس بديل ولسنا بصدد التعلم من هذه الحقيقة التي تستخدم منذ الاربعينات بحق الشعب الفلسطيني والمجازر هي جزء من حرب البديل الذي يريد التهجير لأصحاب الارض ويريدون افراغ التاريخ من المضمون الحقيقي وهي ايضاً لعبة الزمن لأن تصبح الدولة المصطنعة جزء من حكيات القصص ومن والتاريخ نحن هنا في موقع اخر يقود الصراع الميداني عقلية المقاوم الذي يريد الدفاع عن ارضه والفدائي الذي يريد اسرتجاع حقه والسياسي الذي له رؤية في التعامل مع هذا الصراع ومجمل هذه المقومات وهذا الأداء هو نتاج إفتراضي لثقافة لا يجب التنكرلها والتنازل عنها فهناك من يتعامل بالاداء السياسي من خلال اقناع الجمهور الفلسطيني بالبحث عن الممكن وهو ذاته الخط السياسي الذي جاء من ثقافة تأكيد الحق التاريخي وهناك من يطالب المثقف في ان تصبح الرواية الفلسطينية مجرد صورة لأمراة حزينة تبكي جوعها وخوفها ومن هم من حولها مهزومون ويمكن ان نجعل من هذه السيدة انسان يأكل ويشرب ويلهث خلف الدواء وهنا تصبح فرصة الباحثين عن حلول خارج المنطق التاريخي الذي هو مصلحة الشعب الفلسطيني أي ان يحول اتجاه الوعي الثقافي كمدلول وطني الى اتجهات إنسانية اسست عليها الجهات التي تريد للدولة البديل البقاء باي ثمن ظلما طبيعيا للاخر وهنا نرى محاصرة الفلسطيني من كل حدب صوب ... فتدهور الوضع التعليمي هو جزء من مخطط التجهيل ... كما أن ترك التجمعات الفلسطينية بلا مرجعية سياسية فاعلة يحولها تدريجيا الى مرتع لكل صنوف السقوط الاجتماعي الذي يحتاجه الفلسطيني ليبقى محافظا على روايتة وتشكيلة الانساني الذي يخدم تاريخه .. ويحافظ على ذاكرتة جيل بعد جيل ... أما وأن يستمر التجهيل فأن قساوة الواقع سوف تسهل تدهور الحصانة الثقافية وأبرازها بشكل يبقي الهوية مؤسسة في التراث والمقال والرسم والدبكة وكل معطيات المجتمع التي هي جزء من الارث .. الذي يحتاجه الفلسطيني لانه لايقيم على أرضة ليعيش ثقافات مختلفة تبعده عن تكوينه الاساس .. والذي يحتاجه التاريخ الفلسطيني والحق الفلسطيني .. وهذا لايعني ان تكون الفلسطينية مميزة وغير قابلة للتطور او الانسجام مع الاخر تحت شعار ومخاوف الضياع ... بل على العكس يجب ان تتبادل مع الاخر في كل مناحي وفروع ثقافتة وحضارتة وتكوينة مما يعزز الهوية الفردية والشخصية التي يخشى عليها ....
وهنا لابد من أن نشير الى الدور الاضافي الاكبر لكل قائد واعي في المجتمع الفلسطيني أن يحافظ ويمتن من اساسات تاريخه وان يحصن الذاكرة ولايتساوق من تبديل التراث والمعنى الاصيل لفلسطين بكل تفاصيلها التاريخية وهو أيضا دور يجب ان لايتجاهل السياسي هذه الحقيقة ويزيد أكثر في الاغراق بالمرحلي على حساب التاريخ الذي يشكل في الحلم أستراتيجية البقاء .. الى اخر الزمن والى لقاء عماد بني حسن
#عماد_بني_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة كمال مدحت تفتح لاحقا ؟
-
مخيم تحت الطلب
-
العشاء الأخير بين بن لادن وبوش ؟
-
تسويات صغيرة مؤقتة :
-
صرخة أمير قطر مدويه في الفراغ العربي
-
من يبرم صفقة لاقتتال في المخيمات ومن ينفذها؟
-
القيادة الفلسطينية الجديدة والعاصمتين
-
ما هي خطوات الارهاب البوشارونية الانتخابية؟
-
الاخلاق الاميركية يمثلها شارون ؟...
-
لماذا يأمر شارون موفاز بقمع المتطرفين؟!
-
عين الحلوة حقل النفط الاحتياطي
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|