أدونيس
الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 05:53
المحور:
الادب والفن
(وأقبلتِ الخيل فصاحوا علينا من الشط: ارجعا لا
بأس عليكما، فسبحْتُ، وسبَحَ الغلامُ أخي، فالتفتُّ
إليه لأقوّي من قلبه, فلم يسمعْني واغترَّ بأمانهم
وخشيَ الغرق, فاستعجل الانقلابَ نحوهم, وقطعتُ
أنا الفرات, ثم قدّموا الصبيَّ أخي الذي صار إليهم
بالأمان فضربوا عنقَه ومضَوْا برأسه, وأنا أنظر إليه
وهو ابنُ ثلاثَ عشرةَ سنة, ومضيتُ إلى وجهي:
أحسبُ أنّي طائر وأنا ساعٍ على قدمي).
عبد الرحمن الداخل
(صقر قريش)
هَدأَتْ فوق وَجْهِيَ بينَ الفريسةِ والفارسِ الرِّماحُ
جَسَدي يَتدحْرَجُ والموتُ حُوذيُّهُ والرّياحُ
جُثَثٌ تتدَلّى ومَرْثيّةٌ, -
وكأنَّ النّهارْ
حجَرٌ يثقبُ الحياةْ
وكأنّ النَهارْ
عَرَباتٌ من الدّمعِ,
غَيِّرْ رنينَكَ يا صوتُ,
أسمعُ صوتَ الفراتْ:
- (قُرَيْش...
قافلةٌ تُبْحرُ صوبَ الهِنْدْ
تحملُ نارَ المجدْ.)
... والسَّماء على الجُرح مَمْدودَةٌ, والضِّفافْ
تتهامَسُ, تَمْتَدُّ:
بيني وبين الضفَّافْ
لُغةٌ, بيننا حِوارْ
حَضنَتْهُ الْكَراكِيُّ, طافَتْ به كالشّراعْ
بيننا, -
(وافُراتاهُ, كنْ ليَ جسْرًا, وكن لي قِناعْ)
وتَرَسَّبْتُ,
غَيِّرْ رَنِينَكَ يا صوتُ, أسمع صوتَ الفراتْ:
- (قُريشْ...
لُؤْلْؤَةٌ تشعُّ من دِمشْقْ
يُخْبِئها الصّندلُ واللُّبَانْ
أرَقُّ ما رقَّ له لبنانْ
أجملُ ما حَدَّثَ عنه الشّْرْقْ...)
افتَحي يا بَراري مصاريعَ أبوابكِ الصَّدِئاتِ:
مَلكٌ والفضاءُ خراجي ومملكتي خُطواتي
في الشّقوقِ تَفّيأت
كنْتُ أجسُّ الدَقائقَ
أَمْخضُ ثَدْيَ القِفارْ
سرتُ أمضى من السّهْم أمْضى
عَقَرْتُ الحصَى والغُبارْ
كانتِ الأرضُ أضيقَ من ظلِّ رُمْحيَ - مُتُّ
سمعتُ العقاربَ كيف تَصيىءُ, هديتُ القَطَا في المجاهلِ -
مُتُّ, انْحنيتُ على الأرض أكثرَ صبرًا من الأرض - مُتُّ
انْكَببْتُ على كاهل الريحِ
#أدونيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟