نبيل قرياقوس
الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في بلد غني بأهله ونفطه وأنهاره وسهوله وجباله وآثاره الحضارية والدينية حينما يخطط وينشأ ويدار فيه :
مقهى ذو نمط خاص في مكان جميل ,
أو مطعم ذو أكلات خاصة أو خدمة متميزة ,
أو فندق ضخم بملاحقه وملاعبه ,
أو بيت استضافة قرب المواقع الطبيعية والشلالات والاهوار ,
أو منتجع قرب الاثار ,
فتلك هي أحدى السلع الروتينية لصناعة السياحة , وعلى القائمين عليها اطعام اهل البلد منها أولا, فان تذوقوها وشبعوا منها دعوا أهل المعمورة لوليمتهم !
أما اذا كان البلد ذا صناعة سياحية جيدة جدا , بينما هو فقير بموارده ومايزال في حرب مستمرة منذ أكثر من ستين عاما مع الجارة الملاصقة ( اسرائيل ) كـ ( لبنان وسوريا والاردن ) , اضافة الى الحروب الداخلية , فذلك يدعونا الى الانحناء احتراما وتقديرا لقدرة القائمين على صناعة السياحة هناك !
أما حينما يكون البلد فاقدا للآثار الحضارية أو الدينية وكذا المواقع الطبيعية الخلابة , بلد جفاف وصحراء , كـ ( الامارات ) , بلد ليس فيه سوى الجمال وماء البحر المالح , بينما تنتج فيه سلع السياحة لتغطي استهلاك أهل البلد وتجعل الاجانب يتلهفون ويتبارون لاستهلاكها , فتلك أعجوبة السياحة وتاج رأسها , وسر تلك الاعجوبة هو العلم بـ ( الف باء ) صناعة السياحة , هذه الابجدية السهلة على اهل السياحة ومتذويقيها والصعبة جدا , بل المستحيلة على دماغ غربائها , فوضع سياحة الامارات أقرب الى وضع صناعة اليابان التي تنتج للعالم كل شيء وهي تفتقد أهم مقومات وشروط الصناعة : المواد الاولية والطاقة !
فيا لعبقرية القائمين على الصناعتين الاماراتية واليابانية !
#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟