|
حوار للطرشان..حلقة بصلاحية منتهية !
أزهر بتي
الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 06:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ سقوط النظام السابق بدأت القنوات الفضائية وخاصة العراقية منها ،بالأسم وليس بالإنتماء الوطني ،بالتزايد يوما بعد يوم لدرجة أصبح فيها العراق الجديد يحتل مرتبة متقدمة بين دول العالم في عدد القنوات الفضائية والتي أغلبها غيرمعلومة التمويل . وأنا أكتب هذا المقال كنت قد إنتهيت من مشاهدة حلقة من برنامج (حوارالطرشان) من على قناة البغدادية التي تبث برامجها من مصر، ولقد إستوقفتني الحلقة التي بثت بتاريخ 02/03/2009 مساء يوم الإثنين، لما كانت تحمله من سموم وحقد تجاه ما سماه مقدم البرنامج بالمسؤولين الأكراد والذين هم جزء من الشعب الكردي الذي هو في الوقت نفسه جزء أصيل من الشعب العراقي شاء معد ومقدم البرنامج أم أبى، لقد كانت حلقة لا تنوي ولا تهدف سوى بث السموم والأحقاد في شارع عراقي لا يعد يتحمل المزيد من هذه البضائع الفاسدة والتي أصبحت صلاحياتها منتهية بالنسبة للمواطن العراقي سواءً كان كردياً أم عربياً. تطرق مقدم البرنامج إلى تفوق العراق وإحتلاله المرتبة الأولى في العدد من الأشياء منها ما يعتبر مفيداً النظر إليه والتمعن فيه وخاصة مسألة العطل في العراق الجديد ولا أستطيع القول وكذلك لن يسمح لي ضميري بالقول عن هذه النقطة إنها غير جيدة وجديرة بالنقاش ولكن طريقة الطرح التي إعتمدها البرنامج لم تكن لائقة بتناول العراق والمواضيع التي تخصه بطريقة يفوح منها عطريزكم الأنوف من رائحته الغير طيبة، بل يمكن القول عنها رائحة نتنة لأفار هدامة للإسس التي يبنى عليها العراق الجديد ، ومن الأمور الأخرى التي تعرض لها هي عدد القنوات الفضائية ومن يقف وراء تمويلها وهذا السؤال أصبح متداولاً بشكل كبير خلال الفترة السابقة سواءً على مستوى السادة المسؤولين أو الأوساط المختلفة في الشارع العراقي . تطرق موضوع الحلقة بشكل كبير الى موضوع العلاقة العربية – الكردية ولكن الذي دفعني لكتابة هذه الكلمات هو تطرق البرنامج والقائمين عليه إلى الجوانب السلبية (من وجهة نظرتهم للموضوع) والتي قد لا تقرأ من قبل المواطن العراقي بالطريقة التي طرحت بها من قبل المسؤولين على القناة والبرنامج خاصة إذا كان هذا المواطن يهمه نجاح التجربة العراقية الجديدة . لا أريد الدخول في تفاصيل الحلقة وكل ما طرح فيها ولكن في الوقت نفسه وجدت أن من واجبي كمواطن عراقي أولاً وأخيراً يهمه نجاح التجربة العراقية الجديدة أن أقف لحظات وأن أوجه رسالة واضحة للسادة القيمين على القناة والبرنامج ومن لف لفيفهم من الفضائيات الأخرى وأن اقول لهم كفى سموماً وأفكاراً هدامة ولنطرح رؤى جديدة جادة وهادفه لبناء الإنسان العراقي قبل كل شيء لأنه الأساس الذي يعتمد عليه العراق الجديد، عراق الحريات التي تعتبر حرية الإعلام من أهمها ولكن على شرط أن تكون هذه الحريات عامل أساسي لبناء أسس متينة وقوية تكون قادرة على تحمل البناء الجديد الذي نسعى جميعا ليكون شامخاً وذو صورة جميلة ورائعة نفتخر فها بين دول الجوار والعالم أجمع. من بعض ما طرح في حلقة (حوار الطرشان) هو إعتراض ورفض المسؤولين الأكراد لجميع القرارات للشعب العراقي الغير مهمة قبل المهمة منها وبطريقة غير لائقة إعلامياَ، وأستند في فقرة منه على كاتب كردي معارض (وأعتقد إنه كاتب كردي سوري) في رأيه لسياسة الكرد وحكومة الأقليم في كردستان العراق وطرح شكل غير لائق للسيد وزير خارجية العراق بشكل كاريكاتير وما سيفعله في حال إنسحاب القوات الإمريكية، وتناسى البرنامج كون السيد هوشيار زيباري هو وزيراً عراقياً لوزارة تعد الأهم، ولماذا تناسى معد ومقدم البرنامج المواقف الإيجابية للساسة الأكراد مواقفهم العراقية الخالصة وهل يحتاج القائمين على القناة إلى تذكيرهم ببعض هذه المواقف التي لعب فيها الساسة الأكراد دورا مهماً في تصفية الأجواء وتهدئة الأمور هنا أو هناك بين هذا الطرف أو ذاك، أو بعض الطروحات والحلول التي قدمت من قبل سادة برلمانيون أو حكوميون أكراد عراقيين في حكومة المركز لحل هذه المشكلة أو تلك والأمثلة كثيرة في هذا الجانب والموضوع. أما عن موضوع الفساد الإداري والمالي المنتشر في الأقليم (حسب ما طرحه البرنامج) فأنا لن أقول أن الأقليم هو مثالاً للأقاليم أو للحكومات ، نعم هناك فساد مالي وإداري وهذا ما يتناوله ويطرحه الأكراد أنفسهم في أقليم كردستان العراق والحكومة الإقليمية هي حكومة في طور النمو وهي تمر بمرحلة حركية حرجة ولا يمكن أن تكون حكمة نموذجية ولكن يجب أن لا ننسى أن حكومة إقليم كردستان وكردستان نفسها هي جزء من العراق الذي يحتل المرتبة الإولى في الفساد على مستوى العالم،ومن باب الرد بالمثل لبرنامج حوار الطرشان هل تسطتيع أن تقنع المشاهدين بالتمويل الذي تعتمد عليه قناة البغدادية؟ طرحت هذا السؤال من باب السؤال لا غير، لأنه نفس السؤال الذي طرحه مقدم البرنامج للفضائيات الإخرى والأجدر أن يبدأو هم بالجواب قبل غيرهم على سؤالهم. أخيراً وليس أخرا كل ما نتمناه كعراقيين أن تكون برامجنا هادفة وخلاقة وتسعى إلى تقوية أواصر المحبة والتعاون بين جميع فئات الشعب العراقي وخاصة كرده وعربه الذين يمكن تشبيهما بدجلة والفرات وليكن لقائهما في شط العرب لقاء المحبة والأخوة والتعاون البناء الهادف لبناء الأساس المتين لمستقبل زاهر ومشرق للأجيال القادمة تحت الخيمة العراقية التي تتسع للجميع بعون الله ومحبة أبناءه ، وهنا أتمنى أن تكون قناة البغدادية قناة لبغداد في عصرها وحلتها الجديدة ولتعمل من أجل تهيئة الفرد العراقي ليسقبل عراقه الجديد بالبسمة والمحبة وعمل الخير بعيدا كل البعد عن الطائفية والقومية ولتكن الحلقات القادمة من برنامج حوار الطرشان بصلاحية غير منتهية ...
*أكاديمي وكاتب مهتم بالشأن العراق
#أزهر_بتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفساد المالي والإداري...حديث المجالس العامة قبل الخاصة
المزيد.....
-
-لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر
...
-
نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
-
لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا
...
-
أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض
...
-
عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا
...
-
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
-
حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
-
من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
-
بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
-
اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|