|
يوم الارض بعيون -وفا-
محمد باسل سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 09:29
المحور:
الصحافة والاعلام
الى روح الصحافي القبرصي بانيوتيس بسخاليس
دأبت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا على الاهتمام بتغطية أخبار وقائع وأحداث حياة الفلسطينيين في إسرائيل، في كل مناطق تواجدهم (الجليل، حيفا، المثلث، يافا، اللد، الرملة في المنطقة الوسطى، منطقة النقب)، وتعريف المهتمين بمعاناة نسبة هامة من الشعب الفلسطيني استطاعت التشبث بالأرض وعدم الهجرة على أثر نكبة سنة 1948، كذلك بموقف هؤلاء العرب الفلسطينيين من سياسة إسرائيل العنصرية العدوانية والتوسعية ليس ضدهم فحسب وإنما ضد هذه الشعوب وتطلعاتها نحو إنجاز استقلالها الوطني وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي وحريتها في اختيار موقع اصطفافها في معادلة العلاقات الدولية. ويستدل من نشرات أخبار وكالة وفا اليومية على إمتداد سنوات 1972-1975م أن اهتمام وكالة “وفا” وتغطياتها لم يقتصر على الجوانب السياسية في حياة الفلسطينيين فحسب، وإنما تطال مختلف الجوانب الأخرى، بما في ذلك التعليمية والاجتماعية والثقافية. وأن موضوع مصادرة أراضيهم من قبل السلطات الحكومية تتم بموجب حجج ذرائعية واهية حتى عندما تتغطى أحياناً بالاعتبارات الأمنية. كما أن مقاومتهم الكفاحية لسياسة سلب الأراضي، والدفاع عنها، ظلت في أولوية تغطية وكالة وفا باعتبارها مهمة إستراتيجية في وظائف الوكالة المهنية والسياسية. وعندما أقدمت السلطات الإسرائيلية في صيف 1975م على مصادرة نحو (21) ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل، لتخصيصها لإقامة المزيد من التجمعات اليهودية في نطاق مخطط تهويد الجليل، الذي كان الشغل الشاغل للحكومة وللأحزاب الإسرائيلية، توجهت الاهتمامات نحو تأطير جماعات، وفرق النشطاء في فضح سياسة المصادرة الإسرائيلية للأرض العربية، في بنية تنظيمية شعبية؛ فكانت لجنة الدفاع عن الأرض التي شكلت من الأحزاب والقوى والشخصيات الاعتبارية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ورؤساء المجالس البلدية والمجالس المحلية ورجال الدين وغيرهم. وقد أدركت قيادة الإعلام الموحد (خصوصاً الأخوين ماجد أبو شرار وأحمد عبد الرحمن) أهمية الدلالات المستقبلية لتشكيل هذا الإطار في تصعيد حركة الاحتجاج الجماهيري ومواجهة غول الاستيطان السلطوي. كما أنها استشرفت من جانب آخر أن نقلة نوعية في البرنامج الكفاحي للجماهير العربية في إسرائيل هي في طريقها إلى التحقق. وهذا يستوجب تعزيز مندوبية التنسيق الإعلامي في المكتب التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في قبرص وتقديم كل ما يلزمها لتتمكن من القيام بنقل أخبارنضالات هذه الجماهير يومياً إلى مركز وكالة “وفا” في بيروت، وكذلك نقل أخبار ومتابعة أحداث فعاليات النضال اليومي في الضفة (بما فيها القدس) والقطاع، والاستمرار في مزاولة المهام الإعلامية الأخرى كتوصيل الصحف والمطبوعات والكتب بواسطة البريد الرسمي من بيروت إلى قبرص ثم حيفا والقدس وبالعكس. ويذكر على صعيد جدية الاهتمام بنجاح هذا التوجه أن الأخ ماجد أبو شرار مسؤول الإعلام الموحد آنئذ توافق مع الرفيق إميل جيبي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكح) ورئيس تحرير جريدة الإتحاد الحيفاوية على الآلية لكيفية إرسال واستقبال الأخبار عبر قبرص. وأن هذه الآلية أبلغت تفاصيلها للأخ فايز يونس (ماجد) مندوب الإعلام الموحد في قبرص. وكانت الثمار المباشرة لهذا التنسيق الإعلامي بين منظمة التحرير الفلسطينية وداخل (الداخل) نجاحات باهرة في سرعة وصول الخبر من الجليل والمثلث والنقب، ومن الناصرة وحيفا والرملة إلى بيروت وبث وكالة “وفا” له بعد ساعات من حصوله. وفي هذا السياق لم يكن مستغرباً أن نقرأ في نشرة وكالة “وفا” (15/8/1975) خبر اجتماع لجنة الدفاع عن الأراضي الذي عقد في فندق غراند نيو في مدينة الناصرة ظهر يوم 15/8/1975، وتدارس الاجتماع لدلالات وأهداف تصاعد عمليات مصادرة الأراضي العربية في الجليل، والتنبيه من خطورة هذه السياسة، ودعوة الجماهير العربية لمواجهة هذه السياسة العنصرية والدفاع عن أراضيهم... . ومن جانب آخر كان من الطبيعي أن نقرأ في نشرة وكالة “وفا” (18/10/1975) خبر انعقاد المؤتمر الشعبي في الناصرة يوم 18 تشرين أول (أكتوبر) 1975م الذي دعا إلى إعلان الإضراب العام والتظاهر أمام الكنيست إذا لم تتراجع حكومة إسرائيل عن مخططات المصادرة وتهويد الأراضي . ومنذ أن نشرت وكالة “وفا” (6/3/1976) خبر الإعلان عن تحديد تاريخ يوم الأرض في 30/3/1976م كقرار تاريخي للإجتماع الموسع الذي عقدته لجنة الدفاع عن الأراضي في مدينة الناصرة، وتابعت نشر الأنشطة التحضيرية لإنجاح يوم الأرض، دوّى صوت الإعلان عالياً في العواصم العربية ( بيروت،عدن، القاهرة، دمشق، بغداد، تونس...الخ)، وأصبح حدثاً قومياً، يجري تداول كل ما يتصل به من أخبار ومواقف، وتتلهف الجماهير الفلسطينية في المنافي والشتات، وكذلك الجماهير العربية في كل مكان لمعرفة وقائع يوم حدوثه، واعتمد يوم الأرض في أولويات الأحداث الهامة لوكالة “وفا”. وتزدحم نشرات وكالة “وفا” منذ بداية عام 1976 بأخبار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي العربية والعمل على مصادرتها لصالح مخططات الاستيطان والتهويد، وكذلك أخبار دفاع الجماهير العربية عن هذه الأراضي ومقاومة المخططات العدوانية الحكومية. فمثلاً جاءت الدعوة ليوم الأرض في اجتماع الناصرة الموسع يوم 6/3/1976 للرد على قرار الحكومة الإسرائيلية بإغلاق المنطقة رقم (9) واعتبار أراضي منطقة المل منطقة عسكرية مغلقة، ويحظر على السكان العرب اعتباراً من 13/2/1976م الدخول إلى هذه الأراضي لأي سبب كان... (“وفا” 6/3/1976م) . وكان الإغلاق يهدف تسهيل إقامة بناء مستوطنات يهودية في إطار مشروع تهويد الجليل الذي يقوم على بناء عشرات المستوطنات اليهودية في الجليل لحماية أراضيه من اعتداءات السكان العرب التي تطال بخطرها مساحات واسعة من الأراضي الحكومية في أكثر من منطقة... ويتأكد هذا الأمر من إسراع الحكومة الإسرائيلية على إقرار هذا المشروع يوم 19/3/1976، أي بعد شهر من قرار الحكومة بإغلاق أراضي منطقة المل، وذلك كتأكيد على نية الحكومة الإسرائيلية لوضع المخطط والإستراتيجيات الكفيلة بتنفيذ مضمون الوثيقة التي وضعها إسرائيل كينغ متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية بتاريخ 1/3/1976. وقد عرفت هذه الوثيقة باسم وثيقة كينغ وقد دعا فيها إلى تقليل نسبة السكان الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على أراضيهم ومحاصرتهم اقتصاديا واجتماعيا، وتسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها. ويمكن القول إن وكالة “وفا” أصبحت بالنسبة لوسائل الصحافة والإعلام العربية ولبعض الأجنبية منها (البلدان الاشتراكية وأغلبية الدول الأعضاء في المؤتمر الإسلامي وعدم الانحياز والصحف التقدمية واليسارية في البلدان الغربية) المصدر الرئيس لأخبار الإستيلاءات الإسرائيلية على الأراضي العربية ومصادرتها أو إغلاقها كمناطق عسكرية، ومنع السكان العرب ليس من إشغالها وإستغلالها فحسب وإنما من الدخول إليها. واعتبرت “وفا” كذلك مصدراً رئيساً لمتابعة أخبار أنشطة وتحركات وفعاليات الجماهير العربية النضالية ضد الإجراءات الإسرائيلية وذلك بدءاً من يوم الخميس 25/3/1976 عندما عقد رؤساء السلطات المحلية العربية اجتماعهم الشهير في شفا عمرو الذي أكدوا فيه على أن إضراب يوم الأرض سيجري في موعده المعلن عنه في الثلاثين من آذار. ودعوا الجماهير العربية للمشاركة الواسعة في هذا الإضراب، وفندوا زيف وأكاذيب عملاء السلطة ورجالات أحزابها الصهيونية الذين حاولوا أن يشوشوا بأكاذيبهم على الإضراب والزعم بإلغائه أو تأجيله ... إلخ. ويوم الثلاثاء 30/3/1976 كانت وكالة “وفا” في قطب دائرة مصادر الأخبار، وأحياناً مصدراً لها لدى جميع الوسائل الصحافية والإعلامية التي تهتم بنقل الخبر الفلسطيني. الإضراب الشامل عم المدن والقرى العربية والمدن المختلطة. وتكسرت على صلابة إرادة النضال كل محاولات السلطات الإسرائيلية بمختلف الوسائل والسبل لخلخلة الإضراب، بعد أن فشلت في منعه. وأفرطت السلطة في ذلك اليوم في استعمالها للقوة، مما دعا الجماهير العربية إلى الدفاع عن نفسها. فكانت الصدامات بين العرب والشرطة التي استخدمت العنف والأساليب الإرهابية والدموية ضد المواطنين في قرى سخنين وعرّابة ودير حنا، وكان شهداء يوم الأرض الذين سطروا بدمهم قرار إعلان يوم الأرض) 03 آذار) يوماً من المناسبات الوطنية الفلسطينية إلى الأبد. وظلت أسماء الشهداء خير ياسين (من عرابة البطوف) وخديجة شواهنة (من سخنين) ومحسن طه (من كفر كنا) ورجا أبو ريا (من سخنين) وخضر خلايلة (من سخنين) ورأفت علي زهيري (من مخيم نور شمس طولكرم استشهد في الطيبة) رمز “وفا”ء الأرض الفلسطينية. تعمَد يوم الأرض حدثاً نضالياً، فانشغلت قيادة حركة فتح بترسيخه يوم نضال فلسطيني قبل أن يبرد دم شهداء يوم الأرض. وكان اتجاه السلطة الوطنية في حركة فتح الأكثر إهتماماً في أوساط الحركة بهذا الحدث العظيم، فاعملوا جهداً كبيراً في دراسة ومناقشة المرتكزات النظرية التي اعتمدت عليها القوى الثورية التي وقفت وراء التخطيط لهذا الحدث، وللتحضير له، بما في ذلك الأساليب التي اتبعتها لكيفيات توعية الجماهير وتشجيعها وحشدها للمشاركة في هذا الحدث. وكان أكثر استفادة حركة فتح من تفاعلها مع يوم الأرض الأول (30 آذار 1976)هو قبول بعض المستويات القيادية والكادرية فيها لفكرة أهمية الكفاح الجماهيري في النضال التحرري الفلسطيني، وامكانية المزاوجة بين الكفاح المسلح والكفاح الجماهيري في قضية تحرر وطني بالغة التعقيد مثل القضية الفلسطينية. وأصبح مقبولاً من جانب آخر من مستويات حركة فتح الحديث عن إمكانية التسوية السياسية أو الحل السلمي بعد أن كان تابو المحرمات جميعها قبل ذلك. وتوصلت حركة فتح إلى ضرورة تغيير أساليب تعاملها مع الجماهير الفلسطينية في إسرائيل، والبحث عن أساليب نضالية اخرى يمكن أن يمارسها مناضلو فتح في المناطق ذات الكثافة السكانية العربية في اسرائيل إلى جانب أسلوب عمليات القشرة (من خارج الحدود) و المجموعات العسكرية المتسللة إلى عمق الداخل وغيرها؛ إذا كان لا بد من التمسك باستمرار العمل بهذه الأساليب. لم يكن بلوغ هذا المستوى من تطور الفكر الفتحاوي سهلا وآمنا. وأكثر من ذلك انه لم يكن ممكنا لو توفر له عوامل دعم فاعله. وحقيقة الأمر انه قد حمى مجموعات الوعي الجديد في حركة فتح على تنوع منطلقاتها الأيديولوجية، وشجعها على الاستمرار والتقدم، التوجهات البراغماتية لدى ثالوث القيادة ياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير ويضاف إلى ذلك تبلور يسار رزين متفتح في حركة فتح تطور بسرعة في مستويات وأطر الحركة جميعها، وبزّ في موضوعيته اليسار التقليدي ونقيضه اليسار الطفولي المتطرف والمغامر وتجريبية اليسار القومي (بما في ذلك امتداداته في داخل الحركة). وبقدر ما ألّبت موضوعية يسار فتح الأطراف التي بزّها، عليه؛ وساندت في تأليبها ذلك خصومه من الاتجاه اليميني والمحافظ في داخل الحركة، فإن صدق اليسار الفتحاوي في ممارسة أطروحاته وما أخذ يعكسه من شفافية في وطنية انتمائه الفلسطيني، قد أكسبه احتراماً شديداً بين أوساط الشعب ولدى مواقع التنظيم المختلفة وداخل الجسم العسكري للحركة في قواعد الفدائيين. وقد جاء انتصار الجماهير العربية في يوم الأرض الأول بكفاحها الباسل وبما استمده من دعم من القوى اليهودية الديمقراطية والتقدمية وخصوصاً من حزب راكح الشيوعي، ليعزز الأطروحات التي أخذت تتداولها المستويات المختلفة في حركة فتح بعد موافقة المجلس الوطني في دورته الثانية عشر (1974) على برنامج السلطة الوطنية الفلسطينية، والتي تتصل بضرورة التعاون مع القوى والشخصيات الديمقراطية والتقدمية في إسرائيل وإقامة علاقات لمنظمة التحرير الفلسطينية معها. ويذكر في هذا السياق أن مجلة فلسطين الثورة (الصحفية المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية) أول من بادر لطرح هذا التوجه وبرر ضرورته الوطنية، وكانت وكالة “وفا” تقوم بنشر افتتاحيات فلسطين الثورة على هذا الصعيد، ثم أخذت بعد ذلك تتابع نقل ونشر أخبار النشاطات والاتصالات ذات العلاقة بذلك. وأذكر في هذا السياق أنني دعيت يوم 17/1/1977 إلى اجتماع قيادة الإعلام الموحد في مكتب الأخ ماجد أبو شرار مسؤول الإعلام الموحد، وتحدث في هذا الاجتماع الأخ ماجد عن أهمية قرار الإعلام الموحد بتأسيس مكتب التنسيق الإعلامي في قبرص ضمن مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في نيقوسيا، وعن الدور الذي اضطلع به هذا المكتب سواء لجهة نقل أخبار الداخل وكسر الحصار الإعلامي على نضالات جماهيرنا العربية في إسرائيل وتوصيلها إلى العالمين العربي والخارجي، أم لجهة تعزيز ترابط الإعلام الفلسطيني والحركة الصحافية بين الوطن والشتات، وكذلك تأكيد وكالة “وفا” كمرجعية للوسائل الإعلامية الفلسطينية في تعيين وتحديد المواقف السياسي الرسمي. وذكر الأخ ماجد أبو شرار أن مكتب التنسيق الإعلامي لم يعد محط انتباه وإهتمام المسؤولين في الإعلام الموحد فحسب، وإنما لدى الأخ القائد العام (أبو عمار) والأخوة الآخرين في القيادة وقد ازداد هذا الانتباه إلى درجة الاهتمام عندما أخذت القيادة تزود على الفور بوقائع يوم الأرض النضالية وتداعياتها وكذلك بما أخذ يتصل بهذا اليوم من فعاليات كفاحية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أن القيادة لاحظت أن اسم وكالة “وفا” كان أكثر وكالات الأنباء تردداً كمصدر لأخبار وقائع وفعاليات يوم الأرض. وأبلغ الأخ ماجد أبو شرار أن الاتجاه العام في أوساط القيادة أصبح مقتنعاً بأن علاقة التعاون الكفاحي بين حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية مع حزب راكح الشيوعي الإسرائيلي والشخصيات الديمقراطية والتقدمية اليهودية، والعربية، وأية قوى ديمقراطية وتقدمية أخرى في إسرائيل ضرورة موضوعية للعمل الوطني التحرري الفلسطيني. كما أن هذه العلاقة أحد الشروط الأساسية الرئيسة لاستمرار الثورة الفلسطينية و لتصعيد النضال من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه الوطنية. وقد أثبتت معطيات التعاون الإعلامي بين الإعلام الموحد والصحافة الفلسطينية تحت الاحتلال و جريدة الإتحاد الحيفاوية لسان حال حزب راكح؛ خصوصاً ورشة الأخبار الهاتفية في يوم الأرض الأول، هذه الحقيقة التي تجتمع اليوم من أجل بلورة صيغة تطوير لها لا تقتصر على الدور الإعلامي فحسب وإنما تتجاوزه إلى التأسيس لعلاقة سياسية بين فتح وراكح وبين منظمة التحرير الفلسطينية وراكح أيضا. وقمت بالإجابة في ذلك الاجتماع على أسئلة تتصل بهذا الخصوص وجهها إليَ الأخوة في قيادة الإعلام الموحد، وذلك بناء على ما ورد في تقريري الذي كنت قد قدمته لهم حول رحلة معايشة لعمل مكتب التنسيق الإعلامي في قبرص كنت قد قمت بها قبل إسبوعين للإستفسار عن بعض القضايا وإجراء بعض الاتصالات الإعلامية والسياسية والثقافية مع الداخل. ورأى الأخ أحمد عبد الرحمن نائب مسؤول الإعلام الموحد ورئيس تحرير مجلة فلسطين الثورة في إطار تقييمه لأهمية التعاون الإعلامي مع الداخل وما أنجز على طريقه خلال سنة ونصف تقريبا، وأهمية ذلك على صعيد تطور مهنية الوسائل الإعلامية لمنظمة التحرير الفلسطينية وللواقع الإعلامي الفلسطيني بشكل عام، وحدد النقاط الرئيسية لإطار خطة إعلامية فلسطينية بعيدة المدى وذات وظيفة تؤسس لمفاهيم إستراتيجية في العمل الإعلامي والسياسي الفلسطيني. وفي سياق نقاش هذه النقاط البرنامجية اتخذت قرارات وتوصيات هامة بهذا الخصوص. وكان من بين أهمها دعم مكتب التنسيق الإعلامي في قبرص، وتبنى توجهات تكريس يوم 30 آذار كأحد المناسبات الوطنية الفلسطينية باعتباره يوم الأرض . وتغطيته يوم الأرض الثاني في (30/3/1977) من قبل وكالة “وفا” تغطية ميدانية من موقع، الحدث وإعداد الإجراءات التنظيمية والإدارية اللازمة لمباشرة بدء العمل الفوري وفق ذلك. وقد كلّت بمتابعة هذه المهمة لوجستياً. وصلت إلى نيقوسيا يوم 20/1/1977 والتقيت بالأخ ماجد (فايز يونس، أحد كوادر القسم الدولي في مجلة فلسطين الثورة الذي كلف بمسؤوليته مكتب التنسيق الإعلامي في قبرص، وظل كذلك حتى نهاية عام 1982م، ثم عين سكرتيراً ثانياً وملحقاً إعلامياً في السفارة .وظل يشغل هذه الوظيفة حتى أحيل على التقاعد لبلوغ السن عام 2005) ووضعته في صورة المهمة. وعند نقاش كيفية تنفيذها، وجدنا أن الأنسب لذلك هو الإستفادة من العلاقة المميزة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحزب الشيوعي القبرصي (أكيل) في تنصيب الصحافي القبرصي الذي يمكن تكليفه بهذه المهمة، والطلب منه إبلاغ حزب راكح الشيوعي الإسرائيلي بذلك وفق آلية الاتصال العلاقاتية بين الحزبين الشيوعين. اجتمعنا في صبيحة اليوم التالي مع الزميل أندرياس كناورس عضو المكتب السياسي للحزب ومسؤول الدائرة الإعلامية ورئيس تحرير جريدة خرافقي (لسان حال الحزب) ورئيس إتحاد الصحافيين القبارصة ( مازال يشغل هذا المنصب حتى اليوم، يحدد له بالإجماع في كل مؤتمر عام مع أنه يبلغ من العمر حوالي 78 عاماً،وهو خارج الحزب منذ 18 عاماً) في مكتبه بالجريدة. وقد رحب بالفكرة وتحمس لها كثيراً ورأى أن مثل ذلك هو أقل المساعدات النضالية التي يجب أن يقدمها الحزب لمنظمة التحرير الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني العادل .. ووعد بأن يبلغنا خلال (24) ساعة جواب الحزب على ذلك. وعلى غداء عمل دعانا إليه الزميل كناورس ظهر يوم 22/1/1977 لم يبلغنا الجواب الرسمي فحسب، وإنما قدم إلينا الزميل بنايوتيس بسخاليس الذي سيقوم بالمهمة، وأعلمنا أن إجراءات الاتصال مع حزب راكح قد تمت، وسيوفرون له كل التسهيلات المطلوبة للقيام بالمهمة على أكمل وجه، فور وصوله. عدت إلى بيروت يوم 23/1/1977، وأبلغت قيادة الإعلام بما أنجز في قبرص من ترتيبات ليصار إلى تأهيل الوضع في وكالة “وفا” وفق شروط متطلبات التكاملية الإعلامية في المرحلة الجديدة. وبدءاً من يوم 15 آذار 1977 أخذت وسائل الإعلام والصحف ووكالات الأنباء تنشر أخباراً فورية وتقارير (خارجية) وتحقيقات ولقاءات مباشرة حول التحضيرات الواسعة لإحياء ذكرى يوم الأرض نقلا عن وكالة “وفا” .وأخذت تنشر في الوقت نفسه الأخبار عن نضالات الجماهير الفلسطينية في إسرائيل، وعن مصادرات إسرائيل للأراضي العربية، وعن اعتداءات السلطة الإسرائيلية على المواطنين واجتماعاتهم ونشاطاتهم وفعالياتهم الكفاحية في مجالات الحياة المختلفة السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، في المصادر المختلفة التي من أبرزها وكالة “وفا”. واهتمت وكالات الأنباء المصورة والصحف والمجلات بالحصول على الصور الفوتوغرافية التي كانت قد التقطتها عدسة المصور بسخاليس لوقائع يوم الأرض الثاني وإجراءات التحضير لإنجاحه، التي أخذت توزعها وكالة “وفا” مع نشرتها الإخبارية اليومية. أحاطت تغطيات بنايوتس بسخاليس مندوب وكالة “وفا” إلى يوم الأرض الثاني تبعا لأن جماهير يوم الأرض الثاني، وبلجنة الدفاع عن الأراضي والقيادات الحزبية والشعبية لفعاليات يوم الأرض الثاني، بتفاصيل الأحداث والمواقع والناس. وحفلت نشرات وموضوعات وسائل الإعلام المختلفة: الفلسطينية والعربية والدولية بتعابير معان جديدة لمفاهيم وأماكن وإعلام وأسماء معروفة ولكنها ليست مشهور، مثل اللاجئين من الدامون في شعب، و اللاجئين من البروه في المكر و اللاجئين من حيفا في عكا واللاجئين من حيفا الذين أغلقت بيوتهم وأصبحوا غائبين عن حيفا وهم يعيشون في حيفا ، و عائلة أبو الهيجا سكان قرية عين حوض الذين أغلقت بيوتهم بعد أن طردوا منها وأقاموا في العراء على مشارف القرية. ثم ليقيموا بلصقها عين حوض الجديدة كواحدة من القرى الغير معترف بها على شاكلة الكثيرات ممن يشبهانها من هذه القرى في النقب ؛ و عرب وادي الحمام الذين لا يسمح لهم حتى إقامة عرائش للسكن في أراضيهم ...الخ. واشتهرت أسماء أهل الأرض في الأخبار : القس شحاده رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي، وصليبا خميس سكرتير لجنة الدفاع عن الأراضي، وعرشون لسنبل وعيد عابدي والنصب التذكاري ليوم الأرض الخالد. كانت تغطية وكالة “وفا” ليوم الأرض الثالثة 30/3/1977 شاملة ونوعية، وحصرية في أحايين كثيرة لأحداث كبرى في هذه المناسبة نقلت أخبارها، التي خطها وزينها بصوره الفوتوغرافية الصحافي بسخاليس إلى أربعة أركان الأرض. كان بسخاليس يطير من موقع إلى آخر ليغطي حدثاً بعد آخر وهاجسه أن لا يفوت على وكالة “وفا” أي خبر. وقد استفاد كثيراً في أداء مهمته من المساعدات اللوجستية التي قدمها له حزب راكح، أفرز لمعاونته الصحافي هانس ليبرنجت محرر صحيفة زوهاديرخ لسان حال الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكح) باللغة يجيد اللغتين :الإنجليزية والألمانية كما هو حال بسخاليس ويراسل إضافة إلى عمله جريدة نويس دوتشلاند الألمانية الديمقراطية، كما كان يفعل بسخاليس في بلاده حيث يراسل وكالة أنباء (أ.د.ن) A.D.N الألمانية الديمقراطية أيضاً. ملأت الدنيا أخبار يوم الأرض الثاني، واقتحم اسم وكالة “وفا” مؤسسات وسائل الإعلام، والصحف والمجلات ووكالات الأنباء في العالم كله، مرجعية متميزة لأخبار وقائع وأحداث يوم الأرض. وأكدت وكالة “وفا” أن يوم الأرض (30 آذار) نقطة تحول في مفهوم دفاع المواطنين الفلسطينين في إسرائيل عن أرضهم وممتلكاتهم، أثبتت أن التكاتف الجماهيري والشعبي هو السلاح الفعّال لرفض ومواجهة سياسة الخنق والمصادرة السلطوية ضد الجماهير العربية. وجذرت وكالة “وفا” هذا الفهم برهاناً على أن ممارسة هذه المواجهة التكاتفية الواعية لمنظومة الحقوق بأفق ديمقراطي مسؤول، هي الوسيلة الأفضل لمنع مداومة السلطات على التخطيط للاعتداء على هذه الحقوق، والاعتراف بالبعض القليل منها بمنطق غير عنصر تمييزي عن سكان إسرائيل الآخرين. وبنجاح يوم الأرض الثاني العظيم تدشن يوم (30/3/1977) واحداً من أيام رزنامتة المناسبات الفلسطينية الخالدة. وقد ملأت صوره التي التقطتها عدسة بسخاليس ووزعتها وكالة “وفا” منشورات ومطبوعات كثيرة في مختلف أنحاء العالم. وزينت الملصقات الجميلة التي استخدمت فيها هذه الصور، وتوالى الإعلام الموحد على إصدارها في كل عام، بيوت الفلسطينيين في أماكن تواجدهم المختلفة. كما تجملت بها على مدى عقدين قاعات معارض الصور والمعارض الثقافية الأخرى التي أقيمت في العواصم العربية وعواصم العالم الأخرى. وكان من بين صور بسخاليس الجميلة واحدة لفلاح فلسطيني يحرث الأرض بمحراث بدائي يدوي تجره دابة. وقد اختارها الأخ مؤيد الراوي (فنان تشكيلي ومصمم وأديب عراقي كان يشغل وظيفة رئيس القسم الفني في فلسطين الثورة) كملصق، واختار لها الأخ أحمد عبد الرحمن جملة الأرض لنا مكوناً كتابياً له، فكان ملصقاً جميلاً ومعبراً. وقد عرض مع صور وملصقات أخرى في جناح فلسطين في معرض الكتاب العربي في بيروت 1977، فاسترعى انتباه زوار الجناح أكثر من غيره. وأذكر أن الأخوين أحمد عبد الرحمن وماجد أبو شرار كانا يرافقان السيد رشيد الصلح رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في تجواله في الجناح، وقد استوقفه الملصق اللوحة؛ فتمعن كثيراً وظهرت ملامح الدهشة والإعجاب على وجهه، فالتفت إلى أحمد عبد الرحمن وقال باللغة المحكية: وبتستحقوا السما كمان . استمر انتصار الجماهير العربية يتوالى كتجليات تعبيرية ليوم الأرض الثاني تجاوزت تداعياته مدى أفق مساحة نشاطاته المكانية إلى الضفة الغربية وغزة والقدس والنقب؛ حيث تصاعدت فعاليات مقاومة الإحتلال الإسرائيلي واتسعت؛ فاستدعى ذلك عودة بنايوتيس بسخاليس مرة وأخرى إلى فلسطين، ومع السيدة مارولا زوجته لمساعدته، موفداً لوكالة “وفا” لتغطية أخبار النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي ميدانياً من على أرض الحدث. واكتسبت وكالة “وفا” مصداقية مهنية أوصلتها إلى ذرى شهرة عالية تستحق. وتألق اسم بسخاليس في إشاعات هذه الذرى التي جعلت شهرته قيمة نضالية فلسطينية كمراسل منتدب لوكالة “وفا”، ولكنه دفع مقابل ذلك كثيراً وغالياً. دفع ثمن ذلك حريته، إذ ألقت المخابرات الإسرائيلية القبض عليه بتاريخ 17/11/1977 وأودعته السجن بناء على قرار محكمة إسرائيلية رأت أن الخبر والصورة لوكالة “وفا” ومجلة فلسطين الثورة فعل عمالة وتآمر لصالح المنظمات التخريبية الفلسطينية . أستقبل اعتقال بنايوتيس بسخاليس باستنكار وإدانة واسعة في قبرص وفلسطين ولدى الاتحادات والنقابات والمنظمات الصحفية والإعلامية في بلدان العالم المختلفة. وأرسلت إلى الحكومة الإسرائيلية سيولاً من برقيات التنديد بسجنه والمطالبة بالإفراج عنه. وداومت السيدة مارولا بسخاليس احتجاجها على سجن زوجها ورفيقها وزميلها بنايوتيس بأشكال مختلفة ولأيام طويلة في المناسبات المختلفة؛ كان من أشهرها رفع يافطة كبيرة ومجموعة صور وشعار الحرية لبنايوتيس بسخاليس من سجون إسرائيل والاعتصام قربها في قلب العاصمة نيقوسيا. وظلت وكالة “وفا” تغطي ذلك الاعتصام، وظلت مارولا تداوم عليه حتى أصبح أحد معالم نيقوسيا، وظل كذلك بعد أن خرج بسخاليس من السجن بتاريخ 8/5/1980. كانت أتعاب بسخاليس، وسجنه ومعاناته وعائلته طيلة أيام السجن، طقوس طريقه إلى خيار الفلسطينية؛ إنتماءاً اعتز به وافتخر بعد أن تحققت عمادته كمناضل فلسطيني باستقبال الرئيس أبو عمار له ولمارولا زوجته في بيروت بتاريخ 10/6/1980. وتمتع بنايوتيس بسخاليس بصدق انتماء فلسطيني غير محدود، كان السجن أحد ضرائبه. وكان من تعبيراته الفارقة دعمه ومساعداته الجليلة لمؤسسات إعلام م.ت.ف بعد الخروج من بيروت والانتقال إلى قبرص بدءاً من تاريخ 19/9/1982، فقد تبرع لأن يكون المحرر المسؤول لأكثر من مجلة ومطبوعة فلسطينية أمام السلطات القبرصية عندما يقتضي الأمر ذلك بموجب أحكام القانون القبرصي. وبعد العودة إلى أرض الوطن في نهاية عام 1994 ظل على استمرار صلاته الإعلامية مع كافة المستويات الفلسطينية، وسعى إلى توسيعها وتطويرها أيضاً. زار رام الله وغزة عام 1998، وكان سعيداً وطامحا بفرح التفاؤل بمستقبل باهر لفلسطين، ورأى أن ما أنجز خلال فترة قصيرة قد فاق التوقعات. وأرسل يومها ولأكثر من مرة انطباعاته لجريدته (خرافقي) في نيقوسيا كاقتباس من نشرة وكالة “وفا” ..وكالته. قابله الرئيس أبو عمار في 18/3/1998، واستقبله الرئيس استثنائياً بشكل أدهش مساعديه وموظفي مكتبه، وكذلك الحضور، وقدمه لهم على أنه من أبطال يوم الأرض .. سجين حرية فلسطين .. صحافي “وفا” الميداني.. وهو من قبرص وفلسطين . هنأ بسخاليس أبو عمار بالعودة وبالإنجازات وقال له: حضرت أمارس حق العودة ... ولأكتب عن أرض التنمية. ويقول بسخاليس: حاولت أن أستغل الوقت القليل معه بأسئلة عن فلسطين، ولكنه سبقني إلى ذلك بأسئلة أكثر وجهها لي عن قبرص. وبعد أن شكره إستاذن بالمغادرة، فقال له أبو عمار : ديروا بالكم على وحدة قبرص. يشرف وكالة “وفا” نسبك إلها، ونتشرف أن تكون مندوباً لجريدة خرافقي الصديقة في فلسطين .. ومن وكالة “وفا” أيضاً. هكذا رأت وكالة “وفا” يوم الأرض وسيرته وصيرورته منذ الخلق، وكذلك عندما تعّمد يوماً من مناسبات فلسطين الخالدة، وسنظل نراه كما هي أهميته إلى آخر أيام الأزمنة. ـــ
#محمد_باسل_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقد الادبي الفلسطيني 1870-1922/الجزء الثاني
-
تطور النقد الأدبي الفلسطيني 1870-1922
-
سؤال الهوية بين المثاقفة والعولمة
-
الصحافة في قطاع غزة
-
المثاقفة، تفاعلات واستيعابات
-
الصحافة حارسة اللغة العربية في فلسطين
-
مقهى الصعاليك
-
امهات المطابع واثرها في نشوء الثقافة الفلسطيني
-
نشوء المسرح في فلسطين
-
القوانين البريطانية وتطور الصحافة الفلسطينية
-
العولمة والاستقلال الثقافي
المزيد.....
-
مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
-
نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد
...
-
زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق
...
-
2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال
...
-
تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي
...
-
زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من
...
-
حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
-
رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
-
كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
-
أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|