أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد كليبي - الازدواجية السورية في التعامل مع الجماعات الاسلاموية














المزيد.....

الازدواجية السورية في التعامل مع الجماعات الاسلاموية


محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يعاني الانسان العربي , وبالتالي المجتمعات العربية , من حالة الازدواج في الشخصية . وتتمظهر هذه الحالة في العديد والعديد من السلوكيات والممارسات اليومية , وقبل ذلك في الافكار والنظريات والمعتقدات التي تحرك تلك السلوكيات والممارسات . ومن تلك المظاهر , حالة " التفكير الأحادي " ورفض الآخر والفكر الآخر , الآخر المختلف .. ويتجلى ذلك أكثر في الجانب السياسي والحياة السياسية , حيث تتجذر القطيعة الكاملة بين التيارات الفكرية والسياسية في الوسط العربي , خاصة بين التيار العلماني والتيار الاسلامي أو الاسلاموي , فينكران على بعضهما حق الاختلاف , وينفيان عن بعضهما حق الوجدود . وهي احدى الامرض الفكرية والسياسية والاجتماعية والحضارية للانسان العربي , والمسلم عمومل .
فالمجتمعات المتحضرة , تقبل بوجود الآخر المختلف , فكريا وسياسيا وسلوكيا , فتقبل بوجود التيارات المختلفة , وتترك الحكم بينها للشعب من خلال صندوق الانتخاب الذي يعتمد بدوره على الحملات الانتخابية والبرامج والوعود والانجازات لتلك التيارات والاحزاب .
ولنا في دولة اسرائيل المثل الأعلى في هذا المقام , فجميع التيارات الفكرية والسياسية متواجدة على الساحة , وتمارس حقها الطبيعي في العمل السياسي والاجتماعي داخل المجتمع الاسرائيلي , يستوي في ذلك التيارات العلمانية واحزابها , كحزب الليكود وحزب اسرائيل بيتنا وكزب كاديما وحزب العمل , أو التيارات الدينية وأحزابها , كحزب شاس , كما يستوي في ذلك التيارات اليمينية واحزابها كحزب الليكود وحزب اسرائيل بيتنا , والتيارات اليسارية واحزابها كحزب العمل , والتيارات الوسطية واحزابها كحزب كاديما . وجميع هذه التيارات والاحزاب الفكرية والسياسية تحتكم الى الدستور والقانون وصندوق الانتخاب , فلا أحد يجيز لنفسه حق اسكات الآخر وحق نفيه , انما يعمل الجميع تحت المظلة القانونية والدستورية , ولصالح المجتمع الاسرائيلي وتقدمه .
بينما العكس من ذلك تماما نجده في مصر مثلا , حيث يمارس الحزب الحاكم والمتحكم جميع أشكال الاستبداد والالغاء والنفي للآخر , كل الآخر , سواء الأحزاب والقوى العلمانية أو الأحزاب ! والقوى الدينية الاسلاموية , ممسكا مصر والشعب المصري من رقبته ويعد عليه انفاسه وحركاته وسكناته , وان كان الضغط الاكبر يأتي من نصيب التيار الاسلاموي المتمثل في جماعة الاخوان المسلمين .
أما في سوريا فحدث ولا حرج , حيث أن السلطة السورية غارقة في حالة من انفصام الشخصية يرثى لها, متقدمة جدا على غيرها من الانظمة والسلطات العربية في تعاملها مع الجماعات الاسلاموية . وتظهر هذه هذه الازدواجية في صورتين اثنتين :
الاولى ) نظرة وتعامل السلطة السورية مع الجماعات الاسلاموية السورية :
حيث نجد ان السلطة السورية تنظر الى تلك الجماعات نظرة ملؤها الريبة والشك , نظرة التخوين و الخروج على النظام والقانون . وتتعامل معها وفقا وبناء على نظرية مسبقة وحكم مسبق , حكمت عليها - مسبقا - بالابعاد والاقصاء والحرمان من حق الممارسة السياسية والاجتماعية .. وحق الوجود .بل لقد وصل الامر بالسلطة السورية الاستبدادية الى الحد الذي مارست القتل والابادة الجماعية بحق تلك الجماعات الاسلاموية , في احداث حماة الدموية في ثمانينيات القرن العشرين , حيث تم ابادة جماعة الاخوان المسلمين السورية عن بكرة ابيها , وبقوة السلاح , وبتهمة مبرمجة ومعدة سلفا تتعلق بالتعامل مع العدو , وهي ذات التهمة التي تلصقها السلطة السورية بكل من يخالفها ويعارضها .
ومن المؤسف أن تلك الابادة الجماعية بحق الاخوان المسلمين في سوريا قد تمت بدون لأن يحرك العالم أجفانه ؟؟؟
الثانية ) تحالف السلطة السورية مع الاسلام السياسي العربي والاقليمي :
حيث نجد أن السلطة السورية " تنفرد " بتحالفها المشبوه مع السلطة الدينية الكهنوتية الوحيدة في العالم , أي سلطة الملالي في ايران , ولاهداف مشبوهة وتخريبية , اقليميا ودوليا , وغالبا ضد المصالح العربية التي تتشدق السلطة السورية بأنها المدافعة عن العروبة والقومية العربية , في حين أن تحالفها مع ملالي ايران - اعداء العالم العربي - يقول بغير ذلك .
ثم ياتي بعد ذلك تحالف السلطة السورية , المشبوه ايضا , مع التيارات الاسلاموية الراديكالية العربية , مثل حزب الله الشيعي الايراني في لبنان , وحركة حماس السلفيية في قطاع غزة , وطبعا بالتعاون والتنسيق مع الحليف الاستراتيجي الاكبر , ايران .
وفي اعتقادي أن الحال هذا ينطبق - وان بنسب أخف - على اغلب الأنظمة العربية والبلدان العربية .
الا انه قد يقول قائل , بأن التيارات الاسلاموية في العالم العربي ( عدا سوريا ومصر وليبيا وتونس ( تمارس العمل السياسي الرسمي والعلني , كما هو الحال في الأردن والمغرب واليمن والسودان ... وغيرها . وقد يتهمني ذلك البعض بأنني أسلك مسلك التعميم , الغير علمي , والغير منطقي , والغير انساني . لكنني ارد وانوه الى ان تلك الأنظمة العربية وتلك البلدان العربية التي تسمح ! بعمل ونشاط الجماعات الاسلاموية هي انظمة وبلدان اسلاموية في حد ذاتها , ولا تتخذ العلمانية منهجا لها كما هو شأن سوريا ومصر مثلا . ففي اليمن مثلا , لا نجد فرقا يذكر بين أحزابها وقواها السياسية , سواء الاسلاموية أو القبليو أو الاشتراكية ! أو الهجين من كل ذلك , فجميعها في الاخير أحزابا اسلاموية , وان بنسب متفاوتة ... وبالتالي فوجود الاسلام السياسي لا يشكل ظاهرة ديمقراطية أو تشكل مظهرا من مظاهر التسامح والاعتراف بالآخر .



#محمد_كليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الاسرائيلية والدكتاتورية العربية ( سوريا انموذجا ...
- عين على الديمقراطية
- ايران الفضائية .. الدور الروسي
- أردوغان ومعاداة السامية
- خيار الدولتين الفلسطينيتين
- عندما يصبح الارهاب وسيلة للهجرة الى الغرب !!!
- الانتصار الكارثي !!!
- بوش - أوباما : اللحظة الحضارية
- الكرة في ملعب حماس
- مسرحية غزّة
- حماسيات
- المرحلة الحاسمة
- السيناريو الايراني في غزّة
- معبر رفح .. والعقلية القبلية
- السفارة في العمارة !!!
- حظر التكنولوجيا النووية عن الانظمة المشبوهة : سوريا انموذجا
- الضفة والقطاع ... رسالة السلام وصواريخ القسّام
- ثمن الجولان
- اليمن : ظاهرة اختطاف الاجانب
- الاعتراف العربي باسرائيل مفتاح السلام


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد كليبي - الازدواجية السورية في التعامل مع الجماعات الاسلاموية