أنيس محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 00:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, والصلاة والسلام على والدينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.. وبعد
إن هذين الحرمين الشريفين , الحرم المكي الشريف ( بمكة ) والحرم القدسي الشريف في ( المسجد الأقصى بفلسطين ) هما مساجد عبادة وحج للمسلمين كافة في الأرض.
إن المسلمين في الأرض كافة هم جميع المسلمين في الأرض من أُمة رسولنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) دون استثناء , ويندرج المسلمون من اليهود والنصارى ضمن المسلمون في الأرض من اُمة رسولنا محمد , وهى المعجزة التى خص الله بها لرسوله سيدنا محمد , كرسولا اُميا لكل الأمم من الجن والأنس , ولكافة الناس بشيرا ونذيرا , ولا يستثنى منهم أمم اليهود والنصارى كما يفعل بعض الجاهلون ... وأحتكر الرسول الأممى له وحده وممن يحب ويرتضى ؟؟؟
وهذين الحرمين الشريفين قد ذكرتا فى القرآن الكريم كأماكن مقدسة لمسلمي الأرض جميعهم كافة , ولا يدخلهما مشرك بالله ... كافر أبدا ... وقد وصف الله هؤلاء بالنجس .
لقوله تعالى :
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1} الإسراء
وقوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {28} التوبة
فالإشراك مع الله جل جلاله ليس محصورا بفئة أو طائفة أو جماعة ممن أشركوا مع الله جل جلاله إلها آخر من اليهود والنصارى , بل يشمل كل المشركين فى الأرض ... بما فيهم الكفرة الفجرة من كل الأمم فى الأرض ( الجن والإنس ) دونما إستثناء .
إن من أشد كفرنا ونفاقنا نحن الأعراب وتشويهنا للدين القائم على السلام والتعايش السلمي مع الاُمم من أهل الكتاب والأميون الآخرون في الارض قد أدى بالنتيجة إلى أن ... كُفرنا وانكارنا واقصاؤنا للمؤمنين من أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) كان ظلما وعدوانا , وأدى ذلك إلى خروجنا عن منهج الله جل جلاله في القرآن الكريم , وقول الله وقوله الحق جل جلاله بأننا اُمة واحدة وهو ربنا وإلهنا جميعا.
لقوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {51}
وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {52}
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {53} المؤمنون
ولقوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {208} البقرة
وتقع علينا مسؤولية كبيرة لاعادة الحق الى نصابه وأن لا نخاف في الله لومة لائم .
إن الحرمين القدسيين الشريفين في مكة وفلسطين , هي أماكن محرمة مقدسة , يجب أن تفتح جميعها وتستقبل المسلمين في الأرض جميعهم كلهم كافة دونما استثناء , وهي أماكن مقدسة عند الله جل جلاله وعند المسلمين المؤمنين في الأرض دونما إستثناء, ولا يجوز بل ولا يجب بأي حال من الأحوال أن تكون حكرا ( الحرم المكي الشريف ) على الأعراب والأميون من حولهم وإقصاء وإستثناء المسلمين المؤمنين من أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) من أمة رسولنا محمد ... أو ( الحرم القدسي الشريف ) ليكون حكرا على المسلمين المؤمنين اليهود والنصارى فقط , وإغلاق كل الأبواب في وجه المسلمين كافة في الأرض من الأعراب والأميون الآخرون من أمة رسولنا محمد, الذي أرسل رسولا ورحمة للعالمين من أمم الجن والأنس وأرسل كافة للناس في الأرض بشيرا ونذيرا ...
لقد دعى الله جل جلاله الاميون جميعا لتقديس وتكريم مقدسات الله وإقام الصلاة والحج والعمرة, والحكم بين الناس كافة بما أنزل الله جل جلاله وألا نتبع أهواء الناس , وإن الله جل جلاله جعل لكل منا شريعة ومنهاجا , ولو شاء الله لجعلنا اُمة واحدة ولكن ليبلونا فيما آتانا وأمرنا أن نستبق إلى الله جل جلاله بالخيرات والتقوى كل على دينه ( شريعته ومنهاجه )... وهي دعوة من الله جل جلاله للتنافس فيما بيننا محبة وتقربا إلى الله وإطاعة رسُله وأنبياءه فيما بلغونا فيه من رسالات ربهم الأعلى ... وإلى الله جل جلاله مرجعنا جميعا فينبئنا فيما كنا نختلف فيه .
لقوله تعالى :
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {148} وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {149} البقرة
ولقوله تعالى :
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96}
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {97} آل عمران
ولقوله تعالى :
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48} المائدة .
ولقوله تعالى :
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ {43}
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ {44}
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {45}
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {46}
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {47}
المائدة
ولقوله تعالى :
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {68}
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {69} المائدة
ولننظر هنا جميعا في الآية أعلاه ( المائدة 68 ) وسنلاحظ بوضوح .. كيف أن الله جل جلاله قد أمر رسولنا ونبينا الاُمى ( الاُممى ) محمد, أن يقول لأهل الكتاب إنهم ليسوا على شيئ حتى يقيموا التوراة والإنجيل ( الكريمتين ) وما أنزل اليهم من ربهم ( الفرقان والحكمة والبينات الكريمتين كأحكام وفتاوى من عند الله جل جلاله إلى رسله موسى وعيسى ), لأنها جميعها كُتب سماوية مصدقة ومكملة لبعضها البعض ومن إله ورب واحد , ولم يأمر الله جل جلاله رسوله ونبيه الاُمى ( لسائر الامم ) أن يأمرهم ليقيموا ( القرآن الكريم فقط ) وأن لا يقيموا التوراة والإنجيل الكريمتين ؟؟؟ كما يفهم بعض الجاهلون ؟؟؟
ولننظر كذلك فى وضوح الآية الكريمة التى تليها ( المائدة 69 ) وكيف فصَل الله وأوضح لنا جل جلاله بأن الذين آمنوا مننا , والذين هادوا ( من اليهود ) والصابؤون ( من الاُمم المنتسبة من أمم داؤود وسليمان ) والنصارى ( المسيحيون ) من آمن بالله واليوم الآخر ( يوم القيامة ) وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
ويختلط الأمر على الكثيرين , فى قول الله جل جلاله :
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ {19}
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {20} آل عمران
وقوله تعالى :
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {85 ) آل عمران
إن الفهم الحقيقى للإسلام والقائم على التوحيد لله وحده لاشريك له , ومن أشرك مع الله رسولا أو نبيا أو عظيما أو ملكا أو صنما أو حزبا أو تشريعا لغير الله أو قبيلة أو طائفة أو مذهبا أو أى خلق من خلق الله جل جلاله فقد أشرك بالله وكفر , فجميع الديانات السماوية تقوم على الإسلام ( التوحيد لله والتوكل والإستعانة بالله وحدة لا شريك له ), ومن يبتغ غيرالإسلام ( التوحيد لله وحده ) دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين وهذا لا يخص المسلمون من الأعراب أو المسلمون من اليهود أو المسلمون من النصارى أو غيرهم , بل هو لكل العالمين من اُمم الجن والإنس كدين وشريعة ومنهج تقوم عليه كل الأديان والشرائع السماوية وعلى كل الخليقة من خلق الله جل جلاله دونما إستثناء .
فالشرائع والمناهج في الأرض لكافة الناس ليست واحدة كما يعتقد بعض الجاهلين , وكلها أديان سماوية كما شرعها الله وجعل قوانينها أوامراً للمسلمين لكل الأمم في الأرض كلٌ يتبع دينه (شرعة الله ومنهاجه) , ولا إكراه فى الدَين والمعتقدات .
فالمسلم اليهودي يكون مسلما وجهه لله وحده لا شريك له على دينه وكتاب الله ( التوراة الكريم ), والمسلم المسيحي يكون مسلما وجهه لله وحده لاشريك له على دينه وكتاب الله ( الانجيل الكريم ), والمسلم الأعرابي والاُميون .. يكون مسلما وجهه لله وحده لاشريك له على دينه وكتاب الله ( القرآن الكريم ) , ومن يبتغي غير الإسلام ( التوحيد لله وحده ) دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين , وينطبق الحال على باقي الأميون من أمم غير أهل الكتاب , وعلى شريعة ومنهاج الله جل جلاله وحده لا شريك له... التي بلغها الرسول والنبي الأممي ... وعلى ملة أبينا إبراهيم هو الذي سمانا بالمسلمين من قبل , ولا إكراه في الدين والمعتقدات .
إن الفرقة والعزلة والفتن والأحقاد والكراهيات والعدوان والإكراه فى الدين هي ليست من الإسلام في شيء .. وليست من الأديان في شيء , فجميعنا خلقا لله جل جلاله , ونتبع أديان الله جل جلاله فى الأرض .. ولا فرق بين حاكم ومحكوم وبين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولاأسود إلا بالتقوى .
إن من يكفر بعد إيمانه لا يعلمه إلا الله ومن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا لا يعلمه إلا الله علام الغيوب , ويعلم ما نعلن وما نُسر ويعلم الجهر من القول وما كنتم تكتمون , ويعلم غيب السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور.
وقد امرنا الله جل جلاله أن نكون خلائفه في الأرض بإقامة العدل والاقساط والميزان بين الناس وألا نغلوا فى ديننا , وأعطى الله جل جلاله الحق لنفسه للحساب والعقاب وليس لنا حق الإختيار فيما آتانا وأمرنا الله جل جلاله, وهو ( الله جل جلاله ) الذى يفرق ويفاضل بين رسله وأنبياءة ونهانا وأمرنا ألا نفرق أو نفاضل بين رسله وأنبياءة , ولا يحق لنا الإعتراض على أوامر الله جل جلاله ونواهيه .. وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الله جل جلاله الرجس على الكافرين ( الذين لا يعقلون ).
لقوله تعالى :
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً {36} الأحزاب
وقوله تعالى :
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ {99}
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ {100} يونس .
إن شريعتنا ومنهاجنا اليوم والقائمة على الانكار والاقصاء للآخر من خلال أديان وتشريعات أرضية ملكية وضعية مذهبية ( سُنية وشيعية ) هو ليس من شريعة ومنهاج الله في شيء !!! وإن العدوان كل للآخر هي ليست من شريعة الله ولا منهاجه فى الأرض .
وفي كل أمة يوجد من هو مؤمن ومن هو كافر, ومن هو صالحا ومن هو طالحا ومن هو أسود ومن هو أبيض , فهؤلاء جميعا مردهم الى الله جل جلاله فينبئهم بما كانوا يعملون , وليس من حقنا نحن البشر ان نفرق بين الناس أو نؤمَن أو نكفََر أحدا , وذلك إتباعا لأوامر الله في الكتاب ( القرآن الكريم ).
ولقد أمرنا الله جل جلاله فيه بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان بالله واليوم الآخر وأن نعمل صالحا , فمن شاء أن يؤمن ومن شاء أن يكفر , وكلنا مردنا إلى الله جل جلاله ليميز الخبيث من الطيَب وليميز المؤمن من الكافر .. يوم يقومون من الأجداث ( القبور ) صراعا كأنهم جراد منتشر .. وكأنهم إلى نصب يوفضون ... وإلى ربهم ينسلون ... وكل منا يصعد إلى الله جل جلاله بأعماله ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) , ويوم يفر المرء من أخيه واُمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل إمرء يومئذ شأن يغنيه .
#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟