|
جوهرة الجزيرة
نصارعبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:34
المحور:
الصحافة والاعلام
قناة الجزيرة الفضائية حافلة بتلك النوعية من الإعلاميين الذين لايحتاج المرء إلى جهد كبير لكى يكتشف أنهم أشخاص لم تستطع مواهبهم المهنية أن تستر عوراتهم الإنسانية!! ، بدءا من ذلك المذيع الذى يحمل غلا شديدا لعصر عبدالناصر ولا يرى فيه شيئا إيجابيا على الإطلاق ،إلى حد أنه يبدو وكأنه يعتبره وحده هو السبب فى جميع الكوارث والمصائب التى حلت بالأمة العربية ، ...لا سبب آخر خارجيا أو داخليا سوى جمال عبدالناصر والعسكر ، ولهذا فهو لا يخفى سعادته بانهيار تجربة الوحدة بين مصر وسوريا لأنها لونجحت لقويت شوكة عبدالناصر بحيث يستحيل كسرها!! ، كذلك فهولنفس السبب لا يخفى شماتته عندما حاقت بمصر هزيمة فادحة عام 1967حيث خسرت حينها ما يقرب من أربعين ألف شهيد من أبنائها فضلا عن وقوع سيناء والضفة والجولان فى قبضة العدو ،... إنه ذلك المذيع الذى تتراقص حواجبه كلما حاور واحدا من ضيوفه، والذى كثيرا ما يمعن فى استفزاز ضيفه بدعوى أنه ( أى المذيع ) يمثل وجهة النظر الأخرى ، غير أنه حينما يجد نفسه وجها لوجه مع ضيف من معسكره أو قريبا من معسكره ،سرعان ما ينسى أنه يمثل وجهة النظر الأخرى فيتحاورمعه فى مودة وكأن أحدهما سمن والآخر عسل ، ... أو ذلك المذيع الذى لا يقل غلا وكراهية لا لعبدالناصر وحده وإنما لكل ما هو مصرى ، ...ذلك المذيع الذى كثيرا ما يتهته وهو يقدم مختلف الآراء بينما هو فى الحقيقة يقدم رأيه هو وحده ( أو ربما رأى صناع القرار فى القناة وموجهى سياستها العامة .. )...،ذلك المذيع الذى اعتاد أن يوجه سؤالا لأحد ضيوفه ، وعندما يجيب الضيف يقوم هو بالرد عليه وتسفيه رأيه ، فإذا حاول الضيف أن يعقب، أدار له ظهره ووجه حديثه إلى ضيف آخر يقوم معه بتكرار نفس السيناريو ، وكأنما هو قد دعا ضيوفه لكى يستمعوا هم إليه ، لا لكى يستمع هوإليهم ومعه باقى المشاهدين !!، ...أو ذلك المذيع الذى يطالعك بوجه صارم متجهم، وما إن يهم بقراءة نشر الأخبار حتى يشعرك بأنه سوف يعلن قيام الحرب العالمية ، وربما يستضيف فى فقرات النشرة أحد المعلقين الأمريكيين أو الإسرائيليين، فإذا تكلم الضيف، شخط المذيع فيه بكل ضراوة، وقد تقلصت عضلات وجهه :" وأين حقوق الشعب الفلسطينى ؟؟ " ناسيا أنه ما دام وطنيا إلى هذا الحد ، فقد كان الأوجب عليه ألا يستضيفه أصلا ، وبذلك يريح عضلات وجهه من التقلص ، ويقيل ضيفه من عناء الشخط فيه، خاصة وأن الضيف لم يقم بدعوة نفسه ولكن المذيع أو قناة الجزيرة هما اللذان وجها إليه الدعوة ... وفى مقابل هذه النوعية من المذيعين فى الجزيرة هناك نوعية أخرى، وإن تكن أقل عددا، تجمع بين الكفاءة المهنية العالية، والحس الأخلاقى المرهف ، والضمير الوطنى اليقظ ، على رأس هذه النوعية الإعلامى الكبير: غسان بن جدو ، الذى هو جوهرة حقيقية تتألق فى سماء الإعلام العربى ، والذى ـ حين تشاهده أو تستمع إليه ـ فإنك لا تملك إلا أن تشعر نحوه بالإعجاب والإحترام، ولا تملك إلا أن تشعر بالإنبهار بذلك المستوى من الثقافة المتعمقة، ومن ذلك الوعى الشامل بمشكلات وقضايا أمته العربية ، يأسرك ما يتسم به بن جدو من البساطة والصدق مع النفس والأمانة مع المشاهد، وقبل ذلك وأهم من ذلك إيمانه برسالته ، ..إنه يشعرك بأنه لا يصفى حسابات مع أحد ولكنه يؤدى رسالة من أجل الجميع ، ولقد أحسنت الإعلامية المصرية "منى الشاذلى" صنعا حين قدمته لمشاهدى برنامجها الناجح: " العاشرة مساء " لكى يحدثهم عن بعض جوانب تجربته الإعلامية الغنية والثرية ، ومرة أخرى يقدم غسان بن جدو دروسا حقيقية فى فن الإعلام الهادىء فى بعض الأحيان والهادر فى بعض الأحيان، والصادق والأمين والوطنى فى كل الأحيان ، .. ما أكثر المواضع التى توقفت فيها عند حديث بن جدو لكننى أكتفى بأن أشير منها إلى موضعين أولهما عندما سألته عن طبيعة التهديدات التى تلقاها من جهة ما فى عراق صدام حسين دفعته إلى أن يترك فندقه ويغادر العراق هاربا ، ..عندئذ يشعرنا بمدى يقظة حسه الوطنى والأخلاقى فيجيبها بالإجابة التى يفرضها مثل ذلك الحس ألا وهى أن اللحظة الراهنة ليست هى الأوان المناسب للحديث عما كان فى نظام صدام حسين من المثالب ، ..إنه يدرك جيدا أن اللحظة الراهنة هى لحظة يتم فيها اقتناص الحق لتوظيفه من أجل الباطل ، وهى نقطة كثيرا مايسهو عنها أو يغفلها عمدا بعض الإعلاميين فى سعيهم المحموم من أجل : " الخبطة الصحفية "، أما الموضع الثانى فهو يتمثل فى إشادته بأستاذية ووطنية الإعلامى المصرى الكبير : " حمدى قنديل " وأيا ما كان المنبر الذى ينطلق منه صوته، فإنه يصل فى النهاية إلى كل الأسماع العربية فى أى مكان كانت ،( ولعلها مناسبة هنا أن أشير إلى أنه قد سبق لمنى الشاذلى أن استضافت الأستاذ حمدى قنديل حيث أعلن عبر برنامجها أنه بعد تركه قناة دبى سوف يواصل تقديم: "قلم رصاص" من قناة : "الليبية" ، الساعة الثامنة مساء كل خميس). [email protected]
#نصارعبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانون مكافحة العدالة !!!
-
مدنى وهنيدى وعبده
-
الحاخام يسرائيل وايس
-
تلك المغالطة
-
- كونتى - فين ...يابطة !!
-
عن أرقام التوزيع !!
-
الأحذية : وجهات نظر
-
لماذا لم يصدق المصريون؟؟
-
أين ذهب البق؟
-
قرار العفو: الرابح والخاسر؟
-
حسنى وعزيزة
-
مخدرات بأوامر الكبار
-
المصريون يندهشون
-
لاصوت يعلو
-
ديكورات مجلس الشورى
-
أسوار مصر العازلة
-
جلال عامر أبو 6
-
حتى العميان ...يغشون!
-
فلنخسرها ..بشرف!
-
البطارسة
المزيد.....
-
-لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر
...
-
نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
-
لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا
...
-
أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض
...
-
عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا
...
-
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
-
حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
-
من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
-
بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
-
اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|