أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب عزاوي - حزن فوضوي














المزيد.....

حزن فوضوي


عبدالوهاب عزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


حزنٌ فوضوي..
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلِ..
"امرؤ القيس"
يا ذا القروحْ..
لوعدتَ متّ ووجهك الحافي
يسير إلى الطلول الشاحباتِ..
وكم رأيتك عارياً من كل حزنك
يا غريقْ..


1..
هَجْس..
في عتم حزني الفوضويِّ
تشدّني الرؤيا لماءٍ غامقٍ
يتخثرُ..
فالحزن ليلٌ غامقٌ ..
والقلب بابٌ للهبوبْ

تمشي ضلوع الأفق
في ساح اليدِ..
ليلاً من السهد المعلّق
فوق أعواد المشانقِ
فالجفون تحجرت
والدرب حبرٌ جاحظٌ
كالموت يثقبه الحنينْ..

ضلعي عصاي
إلى التلمس والرؤى
والروح تعبر في الظلامِ
ولا سبيلَ..
لنُرجع الوقت المدلّى كالذبيحة
في الفناءِ لمهدهِ..
لنعود من جرف الغيابِ
إلى الأصابع من وراء النافذهْ
والرمش يرعش كالطيورْ
والقلب يهمس خفقه
للعائدين على هواءٍ شاحبٍ
كالذاكرهْ..



2..
في مهب الذاكرة
في غمر حزني الفوضويِّ
الليل يعلو كالجنادب في الفناءْ
والحزن يصفُر في المدى للميتينَ
أنِ استفيقوا..
من غياهبِ ليلكمْ
من غيب تاريخٍ يعرّش
في الأصابع والطلولْ
ولتصعدوا تل التوحّد
نحو مبتدأ الغناءْ..
جثثاً توزع نبضها وجداً
لروح النائمين على الترابْ
وبخفةٍ..
تطفو كحلمٍ فاتحٍ
لتعلّق الورد المخبّأ في الصدور
على الجدارِ
تداعب الليل المندّى في العيون
وترفع الثدي المدلّى
كالسماء الطازجه
كي تُرضعَ الوجهَ الضرير عيونَه
وتسيرَ نحو غيابها
بيضاءَ يلفحها الحنينْ
والموت يرقب دمعَها
يجري كغزلانِ السهول
لوجهةٍ في روحنا
والجرف في عتم العيون
يُقطِّر الملح المحمّل بالصدى

جثثٌ توزّع روحها
سحباً من الضوء الأليف
على الضلوع النافره
كالخوف في وجه القتيلِ
وتنثني كالماء فوق رياحها
صلصالها قمرٌ بسيطٌ كالمنامْ
حان الغيابْ ..
سيروا كرؤيا في دمي
والقلب يومض مثل ظبيٍ
في تلال الريح أرفع نخبكم
من ماء هاتيك الجبالِ
ونبضكم يطفو على ماء الوسادهْ
والدمع يجري كالخيول وراءكم
والريح ترفع عرفها الزهريَّ
تصهل في المدى
أعناقُكم سحبٌ تشفُّ
شعورُكم كرمٌ من العنب
المحنّى بالشهيق ِ
الغيم يخفيكم وراء سدودهِ
فأسير نحو ظلالكمْ فوق الثرى
وأنا أسيرُ الصوتِ في خُطواتكم
جسدي حصًى يضنيه شوقٌ للفراتِ
الزلُّ يعلو من ضلوعي الحاسرهْ
وأصابعي غرَبٌ غريقٌ كالرؤى
وحديْ بقفر الليل
أبكي وردكمْ
قلبي وسادة كل هذي الريح
والليل العَميْ
والروح تلعق ركبتي
ودمشق تكبر كالأنينِ المعدني
الوقت يغرس رأسه في وجنتي
والظهر محنيٌ كبابٍ ثامنٍ
فالسور داسته البنادق والحرسْ

ما من مجيبٍ للصراخ الآدميِّ:
"اللحم فوق السور ينضج
للنسور الواقفات
على دمي المنثور
في عتم الأزقة
والسطوح الواطئه.."

قلبي يفتش عن غلاصمَ في الهواء
لينشقَ الضوء المشظى
في الجدار الخامسِ
عشرون سداً وسط روحي السائلهْ
والخوف يعمي وجهتي

الوجه كهفٌ باردٌ
والكفُّ متراسٌ أخيرْ..

كان..
المنيّ يشدنا نحو السماءِ
الحور يغزلنَ المفاتن
من عيون الميتينَ
رموشهنَّ حبالُنا نحو التأمل
والمماتْ ..
فالصمتُ يَنهش لحمنَا
والذئب يحرس أرضنا من نفسها

3..
ليلٌ وراء كل هذا الليل

الليل يعبر كفي المثقوبَ
في وجه السماء
والحزن ينتأ من فمي
كقلادةٍ..
أو وجهةٍ لليل
كي يلقي حراشف عتمه
في وسط حلمٍ فوضويْ

الليل ألوانٌ تغازل بعضها
وأصابعي..
خشبٌ لنافذةٍ
تطل على الصدى
أو لوحةٌ تتحرك..
مرت شعوبٌ لونها كالشاي
في ماء المساء
عيونها عنبٌ أليفٌ
ثوبها صفصافةٌ سمراءُ
من أثر الدموعِ
مشيتُ كالفرس الأليفةِ بينها
وشربت من أيدٍ
تخبئ غيمها للعابرين
وصهلتُ..
حتى سالت العتباتُ
في وجهٍ تلون بالندى
والعشبُ سال على الضلوع
رقصتُ..
كالطير المهاجر في الأغاني
والريح ترقص حوليا
وسهوتُ ثم أفقتُ
حين سقطتُ دون حمامةٍ
في القلب تؤنس وحدتي
فالقوم تاهوا في الضبابِ
وظلي المعوجُ يزحف حوليا..

الحلم يصعد كالجبالْ
والضلع يسبح في الجدار كحكمةٍ
تأويلها يلغي جمال ظلالها

مرّت مراكبُ في الهواء
شراعها رئةٌ لأرضٍ
في جبيني تنبتُ..

الحزن ينضج في الضلوعِ
وقلبيَ المرفوعُ كالوجه القديم
يلوّن الأشياء بالذكرى
وبالنبض الطريْ
ها.. قريةٌ منحوتةٌ وسط الصخورْ
وهنا ظلالٌ تنجب الضوء المدمّى
في الحقول
القمح يزحف من صدورٍ هشّةٍ
فخّارها دمعٌ تجمد وانحنى
وهنا تنام صبيةٌ
فيها خيولٌ حالمهْ
زهرٌ وشمسٌ من دمي
و الياسمينُ يعلّق التاريخَ
في شفة الغريقِ
الحزن ينمو
من غموض البُوصلهْ
نحو الأزقة في يدي
ينساب من تحت الرموش
سحابةً..
يعلو كعشقٍ جافلٍ
في عتم روحي الفوضويِّةِ
كالطلولِ الغافياتِ وراء ظهريَ
كالحرابِ تعضني
وتمط قلبي كالمزامير
الغريقةِ في الحنين

الليل يزحف فوق أرضي
ذيله وتد لأبواب السماء
أشده وأعضه
كي يوقف الرؤيا
ويمضي كالسحالي في ثقوب النافذه
لكنني كالطير
وجهي موثقٌ نحو الحنينْ

وحديْ ..
بقفر الليل أمشي
نحو مفترقٍ كفكٍ ميتٍ
ضلعي عصاي
إلى التلمس والرؤى
في ليليَ اللامنتهي..



#عبدالوهاب_عزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع
- عشر دقائق
- موت على موت
- معتقل : نصوص من السجن العربي
- يوميات على جدار الحرب
- ملامح دمشق في أرواح الشعراء الشباب/ القسم الثاني/ عن مجلة عش ...
- ملف أزمة الشعر العربي في الآداب البيروتية
- دمشق..فيلم قصير
- موسيقى في البيوت العتيقة.. عندما يحن الخشب إلى الغابة
- لوحات جبر علوان .. الغرق نحو الداخل
- على درب الدونكيشوت
- ملف / ملامح دمشق في أرواح الشعراء الشباب /مجلة عشتروت
- حكاية ماقبل النوم .. مهداة إلى فاتح جاموس الذي أعيد إلى المع ...
- قصيدة اريد أن
- الطوفان أو جنازة في فوضى الأوان
- كفن كامد
- ملامح وعرة/ ديوان شعر مشترك بين عبدالوهاب عزاوي- ممدوح رزق - ...
- قصيدة الفجر
- قصيدة العتم
- قراءة في أزمة الشعر


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب عزاوي - حزن فوضوي