أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اشرف هاني الياس - الهدف من الحياه














المزيد.....

الهدف من الحياه


اشرف هاني الياس

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 08:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لكل منا نحن بني البشر هنالك احلام وأهداف وكل منا يتمنى ان تتحق اماله وان ينول ما يصبو اليه في هذه الحياه , فوجودنا ليس صدفه انما ككل شيىء جميل خلقه الله ,هنالك بعض الأسئله امضيت جل وقتي في التفكير بها وهي "ما هو الهدف من الحياه" أي لماذا يعيش الإنسان؟ أو ما هو الهدف الذي ينبغي أن يستهدفه الإنسان من حياته وفي هذه الحياة؟ فتوصلت لنتيجه بعد ان طول دراسه ومراجعه ان العاقل في هذه الدنيا وحده يدرك ويعي بما وهبة ومنحه الله من عقل وما أودع فيه من فطرة , أن الكون الذي بني على نظام دقيق والإنسان الذي خلق في أحسن تقويم لا بد أن يكون وراء خلقهما هدف عظيم وغاية سامية؛ وبالتالي فإن إضاعة الإنسان لأي وقت من حياته وإبقائه في دائرة الفراغ والضياع يتنافى مع هذه الحقائق فلا بد من أن يجعل الإنسان لكل وقت من حياته هدفاً ولكل عمل غاية وأن يبرمج حياته على هذا الأساس؛ ولو تأملت في سير الناجحين والمثقفين في الحياة لرأيت أن النجاح في حياتهم كان بمقدار ما كانوا يرسمون لحياتهم من أهداف و على الرغم من اعتقادي أن الحياة هدف و إرادة, فاني قد لاحظت فيها وجود كائن هائل هو وحده الذي أحسب له كل حساب وأخافه و ذلك هو (القدر), و هو معي ساخر دائما ودولاب غدار . و هو لا يبدو لاذعا في سخريته إلا عندما يلمح مني بادرة شعور بأني اقتربت من هدفي.
و قد علمني بذلك أن المقصود من الهدف هو السير نحوه لا بلوغه,لذلك ما أحسست يوما بأني بمأمن إلا عندما أسير و أعمل, لأن القدر لا يسخر ممن يسيرون و يعملون وينتجون وممن يكنون جسماً فعالاً ونشطاً. و إذا فعل فانه لا يجد لديهم وقتا أو فراغا يتألمون فيه كثيرا لما يفعل بهم , و لكنه يسخر من أولئك الذين يظنون أنهم وصلوا و انتهوا إلي الغايات.
لذلك لا أعرف بالضبط ماذا جنيت من حياتي حتى الآن. فأنا – و ما زلت شابا ورغم انني بدأت بتحقيق حلمي بدراسه الطب– ألا انني لا أستطيع أن أقول أني بلغت هدفا. و لكني أستطيع القول أن حياتي كلها سوف انفقها في السير المضني نحو هدف واحد لا يتغير. و أني لأسأل نفسي أحيانا: هل كنت علي صواب في تركي الأهداف الأخرى التي كان من الممكن أن أنجح في تحقيقها..؟ فأتلقى الجواب من طبيعتي الخاصة أن مجرد النجاح علي إطلاقه ما كان قط يغريني. هناك شئ جوهرى جدا يجب تغييره وهو يجمع و يبلور كل الأفكار السابقة أو أغلبها,لو سألت أحدكم على غفلة : هل لك هدف فى الحياة ؟؟؟ هل لديك رد سريع ؟ ام ستنظر الى الأرض وتتلعثم كلماتك وتبدا بلبحث عن جواب مقنع ! ما الهدف من حياتك ؟ لو لك هدف ستصبح جادا وصبورا ,أن الميوعة لن تقودك الى هدفك , ستصبح متقنا لكل ما تؤدى ..لإن عدم اتقانك سيضيع هدفك .... ستكون عاملا منتجا وفعالاً !!! لن تضيع وقتك لأنه ليس لديك وقت لتضيعه وستلزم الدعاء والتضرع الى الله ليساعدك على تحقيق هدفك ,هل يعقل ان يحيا ألاف البشر ويموتوا وليس لهم فى الحياة أى هدف ؟؟ هذه قصة بسيطة فلنسمعها معا : طفل صغير ادخله ابواه حضانة فظل يبكى , شيء طبيعي ان يبكي,وعندما كبر أدخلاه المدرسة رغم رفضه في البدايه. لم يكن يحبها ولا يحب المواد ولكنه أكمل دراسته وحصل على مجموع اهله لدراسة العديد من المواضيع مثل المحاماه والطب وبعد مراجعه قرر ان يتعلم موضوع المحماه لأنه ملائم لشخصيته اكثر من أي موضوع أخر ولكن أهله رفضوا ذلك وشددوا عليه بأن يتعلم موضوع الطب .... لم يحب الموضوع و لكنه درسه و انتهى منه بتقدير رشحه للعمل فى إحدى المستشفيات ولما تسلم العمل و الراتب قيل له يجب ان تتزوج فالكل يفعل ذلك . فتزوج فتاة جميلة وانجبا ابناء فظل يعمل لينفق عليهم...ثم مات !!!! ما فعله ليس سيئا,ليس قبيحا ولكنه بلا معنى بلا هدف لم يحقق منه شيئا,كون هذا الكلام اساساً للشباب وهدف لكل منا فهذه الأهداف اصبحت شيء روتيني جدا , ولكن اختيار هدف لحياتك يحدث فى أى جيل ؟ لا يجوز ان نموت و نحيا بلا هدف!!! فلحياه بلا هدف سامي وعالً لا معنى ولا طعم لها , هدفك العمل ؟ او الزواج ؟؟ هذه وسائل لأهداف وليست أهداف فى حد ذاتها, أن الشخص الوحيد الذى يحيا حياة سعيدة لها طعم و معنى هو صاحب الهدف الواضح والصريح مع نفسه وذاته, سمعت ان اطفال المدارس فى الغرب من جيل ست سنوات لديهم حصة في البرنامج الأسبوعي اسمها حدد هدفك من الحياة ,بالطبع فى هذه السن الطفل لا يفهم المعنى ولكنه بالإلحاح يبدا فى الإحساس بأهمية الفكرة ,وبعد فتره يبدأ كل طفل فى البحث عن هدف وتتابع الأسرة في تطوير وسائل الطفل فى إتجاه هدفه وتساعده في بناء شخصيته منذ الصغر ,ان الأسرة لا ينحصر دورها فى توفير المأكل والملبس فقط, فهذه ليست التربية المقصودة وليست الثقافه التي يحتاجها الطفل ولكن للأسف هذه هي حال معظم العائلات العربيه, فالتربية متابعة دائمة ولصيقة لإمكانيات الطفل ومواهبه وتطويرها فان اساسيات التربية اكبر بكثير من مجرد طعام وملابس وسفر ومشتريات , انها بحد ذاته مجموعه من القوانين التي تنظم حياه الأطفال من الصغر.
ان اهميه التركيز على الأهداف وتحديدها هي محفز يساعدك على حياة أكثر اتزانا من الناحية النفسيه ,فهو يرشدك إلى طريقك في الحياة,وهو يرشدك إلى الاتجاه الذي ستركز فيه دائما. تحديد الأهداف يلعب دورا فعالاً في تحقيقها: ان الأعطاء للحياه معنى يساعد على وضوح الطريق, هو حافز بحد ذاته يعانقنا دائما ويعطينا القوه والصبر لاستكمال المسيره مهما كانت الشوائب والصعوبات التي أمامنا ,يساعد على وحده القلب " لا يقدر احد ان يخدم سيدين في نفس الوقت" ولتحديد الهدف فلا بد ان يكون لك هدف واضح يتلائم مع امكانيات الأنسان وقدراته وهدف يكون قابل للتحقيق والتطبيق.





#اشرف_هاني_الياس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضد المرأة.. مجزرة مستمره
- هجرة مسيحيي الشرق


المزيد.....




- بتوبيخ نادر.. أغنى رجل في الصين ينتقد -تقاعس الحكومة-
- مصر.. ضجة حادث قتل تسبب فيه نجل زوجة -شيف- شهير والداخلية تك ...
- ترامب يعين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة بعد عملية اختيار طويلة ...
- ترامب بين الرئاسة والمحاكمة: هل تُحسم قضية ستورمي دانيالز قر ...
- لبنان..13 قتيلا وعشرات الجرحى جراء غارة إسرائيلية على البسطة ...
- العراق يلجأ لمجلس الأمن والمنظمات الدولية لردع إسرائيل عن إط ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعر ...
- ابتكار بلاستيك يتحلل في ماء البحر!
- -تفاحة الكاسترد-.. فاكهة بخصائص استثنائية!
- -كلاشينكوف- تستعرض أحدث طائراتها المسيّرة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اشرف هاني الياس - الهدف من الحياه