جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 10:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
وقال المتنبي رحمة الله عليه :
ومن يك ذا فم مـرّ مريض يجد مرّا به الماء الزلالا
اليوم أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في العاصمة الهولندية لاهاي مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير عن سبع تهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على خلفية الصراع الذي يشهده إقليم دارفور، والذي أودى بحياة 300 ألف شخص من سكان الإقليم واجهوا خلال خمس سنوات من الصراع المسلح الضاري ..
استقبل الأحرار في العالم كله بما فيهم أحرار العالم العربي هذا القرار كأنه الماء الزلال . لا غرابة في ذلك فأن قرار المحكمة أعاد الثقة للناس المضطهدين في كل مكان بأن القوانين أقوى من الحكام الدكتاتوريين وان العدالة لا تبقى في صمت مطبق مهما طال الزمن . غير أن بعض أصحاب الأفواه المريضة من المسئولين السودانيين و العرب أصابتهم اللعثمة والبعبعة والجعجعة بعد صدور القرار العادل وراحوا يصدرون التصريحات التلفزيونية معبرين عن مقاصد دنيئة في الدفاع عن الحكام المتهمين بالجرائم الجماعية . بعض وزراء عمر البشير قالوا أن القرار هو اعتداء على القيادة الإسلامية السودانية الحكيمة وتجاوز كبير على طبيعة النشاطات التي يقوم بها القائد السوداني عمر حسن البشير ..!
نقول لكل الذين يدافعون عن الدكتاتور السوداني أن ليس ثمة شيء ينقذ صاحبكم عمر البشير فقد تغير العصر تغيرا رئيسيا فلا أمل لكم بتغيير مسار القرار وان التاريخ الإنساني لا يمكن تجاوزه . كما نقول لبعض القوى الإسلامية السودانية أن ليس بإمكانكم إنقاذ صاحبكم مهما طال الزمن ومهما حاولتم الاستعانة بأداء " صلاة الاستعفاء " بصورة جماعية في شوارع الخرطوم هذا اليوم فلا الباري عز وجل يقف معكم ولا هارون ولا موسى طالما كان الشعب السوداني كله فرحا ومسرورا بنبأ صدور قرار اعتقال زعيمكم الدكتاتور الذي ملأ البلاد كلها بالعنف والجوع والمرض . إن أوهامكم بإنقاذ المتهم عمر البشير من العدالة لا تنفعكم في ظل عصر جديد تتغلب فيه مفاهيم حقوق الإنسان ومبادئ الحرية والديمقراطية وأنصحكم بغلق أفواهكم المريضة والتفكير بما يلي :
توجيه النصح للرئيس السوداني الذهاب إلى مكة لأداء فريضة العمرة وتقديم الاعترافات بجرائمه أمام الحجر الأسود ثم يعلن اعتزاله عن كرسي الرئاسة كي يبرهن انه يريد ثواب الآخرة ولا يريد نعيم الدنيا ..!
أو تسليم نفسه طوعا إلى المحكمة الجنائية الدولية كي يثبت براءته ..!
أو أن يقتل نفسه منتحرا كما فعل أدولف هتلر كي يثبت رجولته ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام :
• ما اجتمع حاكم عربي أناني ومغرور وأحمق مع كرسي القصر الجمهوري إلا كان أحدهما مجرما ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 4 – 3 - 2009
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟