أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - مازن كم الماز - برودون إلى ماركس














المزيد.....

برودون إلى ماركس


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:17
المحور: الارشيف الماركسي
    


برودون إلى ماركس*
ليون , 17 مايو أيار 1846
عزيزي السيد ماركس ,
أوافق عن طيب خاطر أن أكون واحدا من متلقي مراسلاتك , التي تبدو أغراضها و تنظيمها مفيدة جدا بالنسبة لي . لكن لا يمكنني أن أعدك بأن أكتب لها كثيرا أو لمدة طويلة : فبسبب مشاغلي العديدة , إضافة إلى العطالة الطبيعية , التي لا تتوافق مع جهود مراسلة كهذه . يجب علي أيضا أن أسمح لنفسي بحرية القيام بتعديلات أو أوصاف qualifications معينة لبعض ما اقترحته مقاطع مختلفة من رسالتك .
أولا رغم أن أفكاري في قضية التنظيم و التحقق هي في هذا الوقت قد حسمت تقريبا , على الأقل فيما يتعلق بالمبادئ , فإنني أعتقد أنه من واجبي , كما هو واجب كل الاشتراكيين , أن نحافظ على نمط نقدي أو جدلي لبعض الوقت , باختصار , إنني أجاهر علنا برفض مطلق تقريبا للدوغمائية الاقتصادية .
دعنا نبحث سوية , إذا رغبت , عن قوانين المجتمع , و الطريقة التي تتحقق بها هذه القوانين , و الأسلوب الذي يمكننا أن نكتشفها من خلاله بنجاح , لكن لأجل الرب , فقط بعد أن ندمر كل الدوغمائيات الأولية أو المسبقة , لا تجعلنا نحلم بدورنا بأن نلقن الشعب ( أو الناس ) , دعنا لا نسقط في تناقض ابن بلدك مارتن لوثر , الذي بعد أن أطاح باللاهوت الكاثوليكي , شرع في نفس الوقت بإقامة الأساس للاهوت بروتستانتي , مع العزل و اللعنة الكنسية ذاتها . للقرون الثلاثة الماضية كانت ألمانيا مشغولة بتفكيك عمل لوثر الرديء , لا تدعنا نترك البشرية في حالة اضطراب مماثلة لنزيلها فقط نتيجة لجهودنا . إنني أحبذ بكل قلبي فكرتك عن أن نأتي بكل الأفكار تحت الضوء , دعنا ندير جدلا جيدا و مخلصا , دعنا نعطي للعالم مثالا عن التسامح العلمي و بعيد النظر , لكن دعنا لا نجعل من أنفسنا , فقط لأننا على رأس الحركة , قادة لتسامح جديد , دعنا لا نكون في وضع رسلا أو أنبياء لدين جديد , حتى لو كان ذلك دين المنطق , دين العقل . لنجتمع معا و لنشجع كل الاحتجاجات , دعنا نسم ( أو نوصم ) كل حصر أو استثناء , كل تأمل مبهم , دعنا ألا نعتبر أن القضية و قد استنتفذت , و عندما نستخدم مناقشتنا الأخيرة , دعنا نبدأ من جديد , إذا دعت الحاجة , بطلاقة و تهكم . بهذا الوضع ( الشرط condition ) سأدخل عن طيب خاطر في جمعيتك . و إلا – فلا !
لدي أيضا بعض الملاحظات عن تلك العبارة في رسالتك : عندما تحين لحظة الفعل . ربما أنك ما تزال تحتفظ بالرأي الذي يقول أنه لا يمكن أي إصلاح في الوقت الحاضر دون مباغتة , دون ما كان يسمى شكلا بالثورة و هو في الحقيقة ليس إلا صدمة . ذلك الرأي , الذي أفهمه , و الذي أبرره , و الذي سأناقشه برغبة , و الذي اشتركت فيه أنا شخصيا لفترة طويلة , قد دفعتني معظم دراساتي الأخيرة للتخلي عنه كلية . أعتقد أنه ليست بنا حاجة إليه إذا أردنا النجاح و أنه علينا بالنتيجة ألا نقدم العمل الثوري كوسيلة للإصلاح الاجتماعي , لأن هذه الوسيلة المزعومة ستكون ببساطة دعوة للقوة , للطغيان , و بكلمة , مجرد تناقض . أنا شخصيا أضع المسألة بهذه الطريقة : أن نعيد إلى المجتمع , بواسطة الاتحاد ( أو الجمع ) الاقتصادي , الثروة التي أخذت منه من خلال اتحاد أو جمع اقتصادي آخر . بكلمات أخرى , أن نحول نظرية الملكية ضد الملكية من خلال الاقتصاد السياسي بطريقة تؤدي إلى خلق ما تسمونه أنتم الاشتراكيون الألمان الجماعة أو المجموع المشترك و ما سأقصر نفسي عليه في الوقت الحاضر هو مهمة الحرية أو العدالة . لكني أعتقد أنني أعرف وسائل حل هذه المشكلة مع تأخير بسيط فقط , لذلك فإني أفضل أن أحرق الملكية بنار بطيئة , عوضا عن أعطيها قوة جديدة بأن أقيم ليلة القديس بارتولومو* لأصحاب الملكيات.....

المخلص لك جدا
بيير – جوزيف برودون

* تصلح هذه الرسالة حتى اليوم كأساس للعلاقة بين الشيوعيين التحرريين و الشيوعيين السلطويين...
** مجزرة قام بها الكاثوليك ضد الهوغونيت في فرنسا ( عشية عيد باتولومو الرسول ) في عام 1572 , و التي كرست في أذهان البروتستانت في كل أوروبا أن الكاثوليكية دين دموي و عدواني .

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.marxists.org/references/subject/economics/proudhon/letters/46_05_17.htm



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكيم بعد عام على غيابه : اكتشاف الإنسان و نقد فكرة الزعيم
- هكذا تفهم الحروب و هكذا تنتهي
- عن تصاعد قمع الأكراد في سوريا و محاكمات جرائم الأكراد الفيلي ...
- في المفاضلة بين القتلة و الحرامية
- أمريكا من الرأسمالية إلى الإمبريالية
- الأخلاق : فضائل الدولة لميخائيل باكونين
- عن الشهادة و الشهداء
- لا تسجد
- جدل مع مقال الأستاذ ياسين الحاج صالح عن المجتمع المكشوف
- في مديح الديكتاتور مهداة للرفيق ستالين
- محمود درويش من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر ( ...
- المعارضة الليبرالية الديمقراطية للأناركية
- عن هويتنا كبشر
- تعليق على دفاع الأستاذ غياث نعيسة عن الماركسية الثورية
- لا دولة واحدة و لا دولتين , بل لا دولة
- وا معتصماه ! : أمجاد الجنرالات و عالم الصغار
- ملحمة غزة
- استخدام البشرة السوداء لكينغ و أوباما لتحسين الحلم الأمريكي
- بيان أممي شيوعي أناركي عن الوضع في غزة إسرائيل
- مولاي قراقوش


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - مازن كم الماز - برودون إلى ماركس