|
وزارة الثقافة....... وزارة
رياض النعماني
الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 08:13
المحور:
كتابات ساخرة
هكذا تحتفي وزارة الثقافة العراقية برمز ثقافة الشعب العراقي التي قاتلت طويلا وجاعت وحوصرت وتشردت وسجنت سنوات ، دفاعا عن حرية وكرامة وجمال وحق هذه الثقافةفي مستقبل خلاق ،ومشرف..يعيد لأسم العراق دلالته العظمى وشمسه التي التي أقترنت بفتوحات الفكر والشعر والموسيقى والتشكيل التي صارتبعضا من متن المعرفة الانسانية الذي ظل يتقدم في حركية مبدعة نحوكشوفات وتجاوزات لا تتوقف بحثا عن اللانهائي والمجهول . في مثل هذا المناخ وهذا التوجه المعرفي الشامل أسس السومري الاول بدايات سلطته الثقافية التي توارثها عنه الشعراءالراءون.. على سبيل المثال لا الحصر (المتنبي ،النفري.أبو نؤاس ،امرؤ القيس ،الشنفرى، دعبل الخزاعي.. ) ورجالات التصوف القطباني الأفذاذ ,, (الحلاج، الجنيد ، عامر العنبري.....على سبيل الثال لا الحصر ) وكوكبة عظيمة من ثوار وعلماء الكلام ..ك (عبدان بن قرمط وحمان وابو سعيد الجنابي ) ..والجليل (واصل بن عطاء وأبو حنيفة والمعري ) وموقف بن عطاء في مجلس وزير المقتدرالجلاد والذي بعث اليه يستفتيه في قضية قتل الحلاج ..عندما صرخ به بن عطاء
_ إش....
مالك وكلام العلماء .
حيث دفع حياته ثمنا لهذا الموقف البطولي
موقف المثقف التاريخي _ العضوي الذي يرى في موقفه سلطة أعلى من سلطة المسؤول ، وإنه مثقف لا يقبل أن يوازن نفسه برجالات السلطة مهما تكن درجة إرهابهم وبطشهم . هذا الارث العالي والذي صنعته قامات فذة هو من أعطى للعراق التاريخي فرصة عظيمة كي يشارك البشرية في بناء مشروعها الحضاري العظيم ، وليس السياسات الراكسة في ليل التخلف والردة المظلمة ..... وهكذا كان بزوغ ( السياب والجواهري ونازك وإبراهيم السامرائي وجواد سليم وفايق حسن وجميل بشير وعلي الوردي وهادي العلوي وجواد علي وإبراهيم جلال ومظفر النواب وغائب والتكرلي .. وآخرين وآخرين ) تجليا عظيما لسيروة صعود الروح العراقية الحية الطالعة من قرون الظلام العثماني المقيت ، كي تجدد جوهرها وتجده من جديد في ثورات الحياة ( فكر ، سياسةوإبداع )
واليوم ... وللأسف نجد _ بإستثناء إتحاد الادباء _في عموم مؤسسات الثقافة والاعلام العراقيين نشاطا يريد للثقافة أن تعلن قطيعتها مع منجز التنوير الذي مثله ما ذكرنا من رموز وأسماء ... وفي الاصل فإن هذا النشاط الرسمي يمثل العداء لكل ما هو مدني _ علماني يربد أن يشارك الانسانية في إبداع حضارتها ومستقبلها الرائع . ولي في اسبوع العراق الثقافي الذي أقامته وزارة ( الثقافة ) قي دولة الأمارات مؤخرا مثلا حيا للعداء الذي ترفعه هذه الوزارة لجوهر الثقافة الحقيقي .. حيث طلع علينا السيد عادل محسن في هذا الاسبوع كممثل للشعر العراقي والذي إختارته وزارة الثقافة.... أنا _أعوذ بالله من هذه الكلمة _ لم ألتق الرجل ، ولم أقرأ له .. حتى يكون بيننا شىء لا سامح الله ..كل ما أعرفه عنه إنه كاتب أغنية تنتمي لزمن الكوارث والحروب .. بكل تأكيد أنا لا أريد أن أقلل من قيمة الرجل ، ولا أدعو هنا الى شطب إسمه ولا إقصاءه ولا حجبه .. إنما أن تكون المؤسسة ( الثقافية ) العراقية الكبرى في العراق بعضا بسيطا من ممارسة ومناخ يتوفران على شرف فكرة الابداع في منجز العامية العراقية أسماء مبدعة وحقيقية قاومت زمن الفاشية الأسود وتحملت رعبا وإقصاءا وتهديدا بالموت لا يطاق .. بعضها خرج وهو يعيش الآن في الغربة... أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ( علي الشباني نكاظم غيلان ريسان الخزعلي حامد العبيدي عريان سيد خلف رحيم الغالبي جمعه الحلفي هاشم العقابي فالح حسون عباس المسوي موفق محمد طارق حسين حامد إكعيد كريم هداد سامي عبد المنعم وفاء عبد الرزاق فاضل السعيدي كامل الركابي ) هذه الأسماء هي مجموعة من الشعراء المبدعين في مسيرة الشعر العامي العراقي الخلاقةو المناضلة. في الأخير أستطيع القول .. صحيح إننا في زمن إحتلالي هابط ، ورخيص وسىء ولا يستحق حتى الشتيمة ، إلا أننا أردنا أن تكون الثقافة هي الأفق المضىء المفتوح لتطلعات وتشوفات الخلاقين اللذين أعطوا للثقافة _ حقيقة _ كل ما بأرواحهم من خلاصات عظمى وسعوامن خلالها دائرة الحياة وجعلوها لائقة بالعيش والوجود والذائقة ز ولكن .. أنى لنا أن نكون ويكون الحلم ويكون جمال ومستقبل الثقافة .. والوزارة اليوم هي هذا الذي تبقى من فتات مائدة ( تشريب ودولمة )
#رياض_النعماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إمعاندين ... إهنا إنعيش
-
علينا أن نعلن الصمت
-
كاظم الركابي ... الكائن الشاسع
-
الفريد سمعان هذه القامة التي لم تهُن
-
الحب كله ايها الشاعر الجميل
-
قضية يوسف المحمداوي
-
غيبة جوري
-
نقيق الضفادع
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|