أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أمين مطر - مصر في مواجهة الارهاب والدهماء















المزيد.....

مصر في مواجهة الارهاب والدهماء


أمين مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 06:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما سألني صحفي قبطي، ولأني فلسطينياً، عن سر الاهتمام الشديد، والدعم غير المحدود التي تقدمه مصر رئيسا وحكومة للشعب الفلسطيني ولقضيته، وصبرها الطويل على اساءات البعض من قياداته، مقابل اللامبالاة التي يتعامل معها الرئيس المصري وحكومته مع قضايا اضطهاد الأقباط أجبته باسما: ألم يقل المرشد العام للاخوان المسلمون السيد محمد مهدي عاكف ان المسلم الماليزي أفضل وأقرب الينا من المسيحي المصري، فكيف الحال اذاَ عندما يكون هذا المسلم فلسطينيا؟

هنا يجتمع الدين مع القومية مع التجاور الجغرافي ليصب كل ذلك في مسببات تقديم دعم غير محدود للفلسطينيين، ومن الواضح جدا ان الشعب المصري بأغلبيته الواقعة تحت خط الفقر يحتاج نزرا يسيرا من هذا الدعم والاهتمام.

شخصيا أختلف مع النظام المصري في كل شيء تقريبا، فسجل مصر في مجال حقوق الانسان هو سجل أسود، فيه كم هائل جدا من التجاوزات والانتهاكات الفردية والجماعية، فمن التضييق على حرية التعبير من خلال القضايا العديدة التي يرفعها محامون محسوبون على الحزب الوطني الحاكم أمام المحاكم وبشكل يومي تقريبا ضد أصحاب الأقلام الحرة، كما حصل مع السيد ابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة "الدستور"، والملاحقة القضائية المستمرة حتى اللحظة ضد عالم الاجتماع والمفكر المصري الدكتور سعد الدين ابراهيم، واختفاء الصحفي علي هلال، وهناك مئات الأمثلة ليس مجال ذكرها الان وهي معروفة للجميع.

في مصر أيضا يُضطهد الاقباط وهم السكان الأصليون أيَما اضطهاد، وتغيب كل حقوقهم باستثناء حق واحد فقط وهو حرية العقيدة باتجاه واحد فقط، أي من حق القبطي المسيحي أن يبدَل دينه ويصبح مسلما، أما اذا فكر بالعودة لدينه فدون ذلك المستحيل بعينه، وفي مصر وبرعاية تامة من النظام وأجهزة أمنه تُستباح الكنائس ودور عبادة الاقباط، وتُختطف فتيات الأقباط ويُجبرن على التأسلم، ويتم بعد ذلك اغتصابهن، وفي مصر تسحب حضانة الاطفال من الأم لتُعطى للاب في حال بدل دينه الى الاسلام، وتسحب من الأب لتُعطى للأم في اذا اسلمت، وفي مصر لا يستطيع الأقباط بناء كنائس جديدة، أو ترميم القديم منها، إلا بقرار كان حكرا على رأس الدولة، وأصبح الأن حكرا على السادة المحافظين، ورغم كل هذه الحوادث وغيرها الكثير التي بلغت حد القتل الجماعي للاقباط كما في مجزرة "الكشح" التي مرت ذكراها الأليمة قبل أيام إلا ان النظام المصري ما زال يتعامل مع القضية القبطية كملف أمني رغم بعدها القانوني والدستوري في ظل تديَن الدولة وغياب الحريات.

في مصر أيضا يُقتل المصري تعذيبا في السجون، ويُنتهك عرضه، ويُحرق هو ووسيلة عيشه من قبل ضابط شرطة، وقلما يُحاسب أحدا ممن يرتكب تلك الفضائع، وفي مصر ينتشر الفساد الاداري والافساد الديني، ويعيش ملايين في المقابر، وينام ملايين غيرهم جوعى، ومع هذا كله فان مصر مبارك ماضية باتجاه توريث السلطة للسيد جمال مبارك، في ظل توافق ضمني بين النظام وحركة الاخوان المسلمون المحظورة "نظريا" والمتواجدة في 20% من مقاعد مجلس الشعب "عمليا".

مع كل هذا الذي ذكرته أعلاه، ومهما كان نوع النظام الذي تربع على عرش السلطة فيها، ملكيا دستوريا كما حال مصر مع آخر ملوكها، أو صبيانيا ثوريا كجمال عبد الناصر وزملاءه، أو عقلانيا براجماتيا كالعهد الساداتي، أو أبوياً توريثياً كما هو النظام المباركي الحالي، فان مصر وللحق والحقيقة، قد أخذت كثيرا من أفواه شعبها لتقدم لشعب فلسطين،وقدمت وعلى الدوام دما مصريا غاليا جدا على مذبح فلسطين وشعبها، وحروب مصر في 1956 و1967 و1973 و ماخسرته مصر من دماء وأموال ماكان لها أن تخوضها لولا فلسطين وشعبها.

صحيح ان المتاجرة بفلسطين كانت وسيلة للنظام الثوري الناصري للسيطرة على الشعب المصري، تماما كما فعل كل الثوريين الانقلابيين، فقضية فلسطين وشعبها ما زالا حتى اللحظة، راية مغرية لأي انقلابي وثورجي يريد بها السيطرة على شعبه وتوجيهه بالاتجاه الفلسطيني فقط، حتى لا تتجه بوصلة الشعوب باتجاه الفقر والامية والتخلف والفساد والافساد الخ من القضايا التي تهم كل شعب أكثر بكثير مما تهمه وتعنيه فلسطين. مع هذا فاننا لا بد ان نقول ان الدماء التي سالت في تلك الحروب هي دماء زكية، ودائما كان نصيب ابناء مصر هو الأكبر بمسلميهم ومسيحييهم وباقي مكونات نسيجهم المجتمعي الجميل.

من هنا كان واجبا علينا أن نقف الأن الى جانب مصر، وما تتعرض له من حملات مسعورة ظالمة من قبل محور الشر الايراني السوري، وأدواتهم التخريبية مثل "الحزب الالهي"، اللبناني شكلا والايراني جوهرا، ومعه حركة "حماس" الارهابية، ومعهم كثير من الأقلام المأجورة.

نظام الملالي وآيات الله في ايران يريد من خلال نشر التخريب والدمار، كسب مزيد من الوقت من أجل استكمال برامجه النووية التي يرفضها العالم، والنظام السوري يريد بهذا الافلات من المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، ولا يترددان في استخدام حزب الله وحركة حماس، ولا يردعهما لا رادع انساني أو أخلاقي عن قتل الآلاف من الابرياء في لبنان وفلسطين والعراق أيضا في تلك المغامرات التي يفتعلوها، بعد أن يدخلوا الى جحورهم كالجرذان، أو يتحدثوا عن انتصار الهي من فنادق الخمس نجوم في دمشق.

عملت مصر بكل جهودها لتتوقف الحرب على لبنان التي افتعلها حزب الله، والأن مصر لها الريادة في اتخاذ زمام المبادرة لوقف ما يحصل في غزة، وان كان هناك من عقبة فهي عند قادة حماس، الذين لم يبالوا يوما للدم الفلسطيني، وكان كل همهم ولازال هو اقامة امارتهم الطالبانية، وحكم أهل غزة بالحديد والنار.

أما الأقلام التي حملت راية الهجوم على الموقف المصري، فجميعها اذا ما دققنا بها سنجد انها من التي أتت على ذكرها لوائح الكوبونات النفطية السيئة الصيت، وبالنسبة للمظاهرات الشعبية التي توجه اللوم لمصر، من خلال التظاهر أمام سفاراتها وقنصلياتها، فأغلبها موجهة من قبل أنظمة تلك البلدان، والباقي عاجزة عن فعل شيء غير التظاهر، ولا يعلمون حقيقة الوضع في غزة ونقمة شعبها على حماس ورجالها، فتجدهم يوجهون اللوم على مصر.

اليوم نحن مع مصر، وموقفها العقلاني والانساني مما يحصل على حدودها الشرقية في قطاع غزة، وضد توريط مصر وشعبها في هذا الصراع الجنوني الذي يدفع ثمنه الابرياء، ويجني ثماره الارهابيون والقتلة من جماعة "حماس" و الحزب الالهي، ومن يساندهما ويحركهما في دمشق وطهران.



#أمين_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستحقاق الرئاسي..الشعب الفلسطيني بين عباس وحماس
- تاريخ من هزائم و-قنادر-..لا بد من صوت يعلو فوق صوت المعركة!
- الحصاد الحمساوي المُر!!
- أين حذاءك من حذاء أبو تحسين يا زيدي؟
- عون..الجنرال في نهايته!
- مات درويش..أتحفونا بابداعكم ان كنتم مبدعين!
- اللجوء الفلسطيني الى اسرائيل!!
- حتى تكون فلسطينيا حقا!!
- سمير القنطار..أين البطولة فيما فعلت؟
- عمر البشير...حبة جديدة تسقط من العقد الديكتاتوري العربي
- أبدا لم يكن الحكيم حكيما..
- لا لحق العودة..نعم للتعويض واعادة التوطين


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أمين مطر - مصر في مواجهة الارهاب والدهماء