سلام خماط
الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 09:32
المحور:
القضية الفلسطينية
مهمة السياسة في كل العصور منع وقوع المأساة , وبما أن السياسيين العرب (الحكام ) لا يستطيعون منع هذه المأساة فان الاستهتار الصهيوني ازداد إجراما وصلفا حتى بلغ ذروة السوء ,متجاهلا الرأي العام العالمي ومعتمدا على بالدرجة الأساس على الماكينة الإعلامية الأمريكية والغربية في تبرير هذه الانتهاكات .
لقد جرد الحكام العرب من الحس الإنساني إزاء ما يحدث للمدنيين من شيوخ وأطفال ونساء في غزة من جرائم صهيونية بحجة الدفاع عن النفس تارة وبحجة القضاء على حماس تارة أخرى ,وكان الأجدى نفعا والأقرب للعقل هو إعطاء حماس أو الفلسطينيين حقوقهم بدلا من خلق أعداء جدد من أبناء وأقارب وأصدقاء ألاف الضحايا والذين سوف يشكلون جيوش من المقاومة لهذا الكيان الغاصب والمستبد والوحشي ,وهنا تكون (إسرائيل ) قد زادت في الطين بله فبدلا من أن تسعى لحل هذه المشكلة التي خلقتها بنفسها فإنها إعمالها الإجرامية الأخيرة في غزة قد سدة جميع الأبواب في إقامة سلام دائم في المنطقة .
من هنا نقول ان ما تقوم به العصابات الصهيونية اليوم يجعل العرب أمام اختبار حقيقي بمدى استعدادهم للوقوف جنبا الى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين ومع العديد من القوى المناهضة للصهيونية في العالم من اجل وضع حد لهذه التصرفات الخرقاء والامسؤولة , وكان الأولى بالحكام العرب وخاصة الذين يقيمون علاقات مع (إسرائيل )أن يحذوا حذو الرئيس الفنزولي الذي قرر غلق السفارة الصهيونية وطرد العاملين فيها احتجاجا على ما تقوم به دولتهم اللقيطة ربيبة الامبريالية العالمية .
لقد تكرر هذا الأسلوب الإجرامي مرارا في تاريخ الحركة الصهيونية منذ إن فكر تيودور هرتزل في إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين حتى الان ,فكانت السياسة الصهيونية هي قتل الجميع نساء ورجال واطفال من اجل الاستيلاء على الأرض وخير دليل على ذالك ما قامت به العصابات الصهيونية في دير ياسين وصبر وشاتيلا وغيرها من جرائم ولكن بشتى الحجج والمبررات الواهية والغير مقنعة لأحد .
ان الصمت العربي إزاء ما يحدث في غزة يؤكد عدم تقبل الصهيونية والامبريالية فكرة القومية أو فكر وجود امة عربية يحوطها الاتصال الجغرافي والتواصل التاريخي والعمق الثقافي المخزون في اللغة الواحدة والتجربة المحكومة بمصدر شرعي وقانوني ,وان صيحات الشجب والاستنكار والإدانة ما هي إلا سلاح الضعفاء ,لان الموقف اليوم يتطلب رص الصفوف وقطع العلاقات ليس مع إسرائيل فحسب بل مع كل من يؤيد ويدعم العدوان ,وإيقاف ضخ النفط كعامل من عوامل الضغط على أوربا كي لا تذهب العصابات الصهيونية إلى أكثر مما ذهبت إليه ,وهذه المواقف لا يمكن ان تتأتى من حكومات لازالت دائرة في الفلك الأمريكي والامبريالي .
#سلام_خماط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟