أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد جمول - مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا














المزيد.....

مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 05:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يسع المرء إلا أن يشعر بالأسى والحزن على الحكام ـ الحكماء من العرب. قلبي عليهم وعلى أطفال غزة. فإسرائيل لا تترك أيا منهم يستمتع بحياته. الأطفال يُقتلون ومن يبق حيا يحرم من كل شيء حتى اللعب في الأزقة والساحات لأن قذائف الطائرات والمدفعية حلت محل الكرة التي يلعبون بها. والحكام لم تبق لهم شيئا من الكرامة أو القيمة لدى شعوبهم، التي أقالتهم منذ زمن. لم تبق لهم القوى المتجبرة سوى جزء من لعبة التظاهر بالحكمة والأهمية والقوة أمام هذه الشعوب بعدما كانت تترك لهم منطقة صغيرة في إحدى زوايا الخشبة يلعبون عليها ويستعرضون قدراتهم على الكلام. لكنها الآن، وبعد المواجهة الحقيقية المباشرة مع إرادات الشعوب في غزة وقبلها في جنوب لبنان، سحبت حتى هذا الدور التافه لأنه لم يعد يقدم لها شيئا مهما.
مساكين أطفال غزة لأنهم من غير مستقبل إذا ما تمكن هذا الوحش المدجج بالحقد الصهيوني العنصري ـ الذي تُظلم النازية إذا ما قورنت به ـ من ابتلاعهم. ومساكين حكامنا لأنهم من غير ماض ولا مستقبل بعد أن أقالهم الأسياد وكشفتهم الشعوب التي قررت أن تتولى مصيرها بنفسها، وبعدما اقتنعت إسرائيل أن حكمتهم لم تعد تغني عن استخدام الطائرات والأسلحة الفوسفورية وكل الأسلحة المحرمة والمحللة دوليا . سيكون أطفال غزة أحسن منهم حالا، على كل حال، لأنهم سيقدمون للبشرية معلومات جديدة، منها أن من يدافع عن أرضه لا يموت بدليل ما قيل عن أطفال رضّع وجدوا متمسكين بجثث أمهاتهم بعد أيام من قتلهن رافضين بغريزتهم أن يموتوا بآلة الموت الأميركيةـ الإسرائيلية بعدما رفضوا الموت بسلاح حكمة الحكام العرب الذين قدموا كل ما لديهم من دون أن يحققوا شيئا لشعب يخسر كل يوم شيئا من أرضه وأبنائه إما بزحف المستوطنات وامتدادها أو بقتل وأسر الفلسطينيين.
عشرات السنين من الحكمة والاستسلام والواقعية والاعتدال لم تعن سوى رفض العدو لكل ما من شأنه أن يمهد للسلام. أمر يدعو للشفقة على هؤلاء الحكام ـ الحكماء العقلاء الذين لا يريدون شيئا ولا يطلبون شيئا سوى السلامة، ومع ذلك لم تعد مضمونة بعد اليوم، لأن السادة أقالوهم بعدما انتهى دورهم، ولأن الشعوب قررت تولي أمورها بأيديها.
غريب أن يقيلهم الغرب حتى من هذا الدور الذي لا يقدم ولا يؤخر، ولا يسمح لهم حتى بعقد مؤتمر قمة لن يقدم ولا يؤخر. فهم بالأصل لا يريدون شيئا، ولا يطلبون شيئا، ولا يشكلون عبئا إلا على شعوبهم. وغالبا لا مانع لديهم من تقديم بعض ما تبقى لهم، على الرغم من قلته. ومع ذلك كانت الولايات المتحدة تصر على " جرجرتهم" من مؤتمر إلى آخر ومن مبادرة إلى أخرى لتعدَهم بما لم يطلبوه بالأصل، وما يعرفون أنهم لن يحصلوا عليه أبدا. وعلى الرغم من هذا، يسارعون لتلبية طلبها كلما دعتهم. أمر محزن أن لا يقيم لهم أحد وزنا أو لأنهم لا يريدون أن يكون لهم وزن مادام الله كفاهم سكوت شعوبهم الدائم ورضاها بهم.
محزن أن لا يخطر ببالهم التساؤل لماذا كانت حصتهم على خشبة المسرح تضيق وتنحسر كلما تنازلوا وتراجعوا وانكفأوا، ومنذ أيام التبختر على مرابع كامب ديفد ومؤتمر مدريد واتفاقية أوسلو وورقة تينت وكل خرائط الطرق الأميركية وعمليات الاحتيال والنصب " وطبخة البحص" التي بدأتها اللجنة الرباعية قبل أن يعهد بها إلى توني بلير كي يسرق منها حتى الماء الذي يمكن أن يكون مفيدا في غسل جرح طفل غزاوي.
مسكين حكامنا لأنهم لم يفكروا أبدا كيف يحشوهم الغرب المتسلط وإسرائيل بالأفكار ثم يضغط على الزناد لتُطلق على شعوب المنطقة وبيوتها. لم يدركوا أن إسرائيل ومن وراءها كانت كل يوم تجردهم من شيء من مبررات وجودهم وهيبتهم ابتداء من مؤتمر الرباط في الثمانينات وحتى آخر مبادراتهم لاستجداء السلام واعتباره خيارا استراتيجيا. والأغرب من ذلك أن شعوب المنطقة لم تعلم أن أحداً منهم حاول مجرد أن يعرف على أية مزبلة كانت كل مبادراتهم ترمى، أو لماذا كنا نحن العرب، من بين كل شعوب الأرض، الأوفر حظا فقط في استخدام الفيتو الأميركي، وكأن أميركا ليست بحاجة إليه إلا لتستخدمه ضدنا.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان
- التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري
- بيان ضد الديمقراطية
- رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون
- الحلم الجميل وتجربة الهنود الحمر
- الصندوق
- نظرية المؤامرة
- أسئلة في زمن الرعب والهذيان


المزيد.....




- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد جمول - مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا