المفهوم المادي للتاريخ ودراسة المجتمع السوداني
تاج السر عثمان
2009 / 1 / 10 - 10:19
دراسة المفهوم المادي للتاريخ أو مناهج دراسة التاريخ الأخري ليست بديلا لدراسة التاريخ والواقع السوداني.
ففي رسالة انجلز الي شميدت بتاريخ:5/8/1890م، يقول: ( ان للفهم المادي للتاريخ اليوم مجموعة منن الاصدقاء الذين يرون فيه حجة لئلا يدرسوا التاريخ ، وهكذا يتكرر الوضع نفسه الذي قال فيه ماركس عن الماركسيين الفرنسيين اواخر السبعينيات (من القرن التاسع عشر) اعرف شيئا واحدا هو اني لست ماركسيا)( ماركس وانجلز: المؤلفات، المجلد 37، ص 370).
والمفهوم المادي للتاريخ في جوهره مستمد من فهم الظروف الواقعية والحياة الانسانية متنوعة وخصبة ومتجددة من الصعب حشرها في نموذج، بل تتعدد النماذج وفقا لتنوع وخصوبة الواقع والحياة الانسانية، ستظل دائما الهوة موجودة بين النظرية والواقع، سيظل السؤال: ماعلاقة الاطار النظري بالواقع وما علاقتة بالمجتمع السوداني؟وسيظل دائما الواقع اغني واعمق من كل نظرية، وجوهر الديالكتيك هو التحليل الملموس للواقع الملموس.
العلم لايعرف الكلمة النهائية، ويبدأ العلم بالمشكلات، ويعمل علي بناء النظرية التي تحل المشكلة ، وكل نظرية جديدة ذات شأن تثير مشاكل جديدة تحتاج لنظرية علمية جديدة لحلها.
أولا: المجتمع السوداني شأنه شأن المجتمعات الانسانية الخري مرّ بمراحل تطور مختلفة بدءا من العصور الحجرية واكتشاف الزراعة وتربية الحيوانات / ومرّ بحضارات عرفت عرفت الزراعة والرعي وتربية الحيوانات والصناعة الحرفية والتجارة وقيام المدن واللغة المكتوبة وبناء الاهرامات التي تظهر من الآثار الخالدة لحضارات نبتة ومروي وعرفت التفاوت الاجتماعي والدولة التي تنوعت وتطورت وتوسعت في اشكال متنوعة. كما عرفت الديانات الوثنية والديانات التوحيدية( المسيحية والاسلام)، وتفاعل مع العالم اخذا وعطاءا.
دراسة تطور المجتمع السوداني تتطلب الذهن المفتوح لمعرفة خصوصيات تطوره وتمايزه عن المجتمعات الانسانية الأخري.
فمثلا: عند دراسة الدولة السودانية ناخذ في الاعتبار تاريخية الدولة وخصوصية تطورها بفعل اختلاف الثقافات والجماعات الاثنية والعوامل التاريخية المختلفة( انظر علي سبيل المثال: تاج السر عثمان: الدولة السودانية: النشأة والخصائص، الدار العالمية 2007م).
وعند دراسة نظام الرق نأخذ في الاعتبار السمات والخصائص التي ميزت دور الرق في النسيج الاقتصادي والاجتماعي لتشكيلات ماقبل الرأسمالية في السودان، دون الانطلاق من استنساخ النموذج الاوربي أو البلدان الشرقية الاخري.(انظر علي سبيل المثال وثائق الرق التي نشرها الاستاذ محمد ابراهيم نقد في كتابه: علاقات الرق في المجتمع السوداني1995).
الطبقات:
معلوم أن الفضل لايرجع لماركس في اكتشاف وجود الطبقات، ولا حتي اكتشاف الصراع فيما بينها. فقد وصف المؤرخون التطور التاريخي لهذا الصراع بين الطبقات، ووصف الاقتصاديون البورجوازيون التشريح الاقتصادي لهذه الطبقات، كل مافعله ماركس، انه اثبت أن وجود الطبقات، انما يرتبط بمراحل تاريخية بعينها لتطور الانتاج، وهذا ما تؤكده مسيرة تطور المجتمع السوداني الذي عرف اول انقسام طبقي- كما أشار علماء الآثار- منذ: 3000 ق.م في حضارة كرمة حيث ظهرت طبقة الحكام(ملوك، كهنه، اداريين، موظفين، وطبقة الشعب التي تتكون من المزارعين، الحرفيين. وبعد ذلك تطور التركيب الطبقي في الحضارات السودانية اللاحقة المختلفة، سواء كان ذلك في تكوينات ما قبل الرأسمالية في السودان أو في السودان الحديث.
والدراسة في هذا الجانب خصبة ومتنوعة، فيما يتعلق بالتركيب الطبقي في السودان، وتتطلب الدراسة الميدانية واستخلاص نتائج من الواقع وبذهن مفتوح، دون اقحام مصطلحات الطبقات الاجتماعية، والتي نشأت وتبلورت مع تبلور الرأسمالية في اوربا. المهم دراستها في اطار خصوصية وتطور المجتمع السوداني ونشاطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وهذا ميدان خصب ورحب وبلا ضفاف للدراسة.
الأرض:
والارض في السودان التي تشكل ركيزة العمل الأساسية في مجتمع زراعي رعوي، وكيف تجلت وتطورت وتنوعت اشكال ملكيتها في السودان؟.
كيف كانت خصوصية نظام الاقطاع في السودان، وما هي الاشكال التي تجلت فيها تشكيلات ما قبل الرأسمالية في السودان؟. وتشكل وثائق الأرض التي نشرها د. محمد ابراهيم ابوسليم: (الفور والأرض)، (الفونج والارض)، ( الارض في المهدية)، اضافة للوثائق الموجودة في مصلحة الاراضي والمحاكم، مادة خصبة للدراسة.
الرأسمالية السودانية:
ضرورة دراسة نشأة وتطور الرأسمالية في السودان، لمعرفة خصائصها ومصادر التراكم الرأسمالي، ومعلوم أن السودان شهد ظهور بذور نمط الانتاج الرأسمالي في فترة الحكم، عندما ارتبط السودان بالسوق الرأسمالي العالمي عن طريق تصدير سلعتي: الصمغ والعاج، وكذلك سياسات النظام الوحشية في جباية الضرائب والتي ادت الي اقتلاع الالاف من المزارعين من اراضيهم وسواقيهم، ليجدوا انفسهم عاملين باجر في المصانع التي أنشأها الاتراك مثل: مصانع الصابون والذخيرة..الخ، اضافة لاتساع ظاهرة التعامل بالنقد بعد ادخال المحاصيل النقدية( القطن، النيلة..الخ)، ثم بعد ذلك تطورت الرأسمالية في الفترات التاريخية المختلفة، حتي ظهور الرأسمالية الطفيلية أو التداولية في مايو، والطفيلية الاسلاموية التي توسعت في فترة الانقاذ.وهناك الدراسة التي تم انجازها في المؤتمر الرابع وصدرت ضمن وثيقة: الماركسية وقضايا الثورة السودانية حول الرأسمالية السودانية ومصادر التراكم، كما انجزت د. فاطمة بابكر دراسة ميدانية حول الرأسمالية السودانية، ونشرتها في كتاب بعنوان: الرأسمالية السودانية: اطليعة للتنمية وهو جهد مقدر وممتاز، كما انجز: تاج السر عثمان دراسة عن: الرأسمالية السودانية: النشأة والخصائص، ونشرت في حلقات في صحيفة الرأي الاخر، كما انجز د. صدقي كبلو دراسة عن الرأسمالية الطفيلية ونشرت في كتيب صدر عن دار عزة للنشر 2007م.
المجتمع المدني:
من المهم دراسة التطور الباطني للمجتمع المدني في السودان(أو المدنية السودانية)، دون النقل الاعمي للمصطلحات الوافدة من اوربا والتي نبعت من ظروف مختلفة، ومن خلال ديالكتيك التفاعل بين الخصوصية والعالمية.
- دراسة الاستمرارية في الثقافة السودانية وأثرها وتفاعلاتها وتشابكها مع التطور الاقتصادي والاجتماعي.
- دراسة تجربة الدولة الدينية في السودان الحديث: دولة المهدية، دولة نميري بعد قوانين سبتمبر 1983م، وتجربة الدولة الدينية في نظام الانقاذ الحالي.
- دراسة سمات وخصائص التنظيم السياسي والنقابي في السودان( احزاب، نقابات، اتحادات، ...الخ).
- دراسة سمات وخصائص الطبقة العاملة السودانية.
- الثورة السودانية: ميدان خصب للدراسة من خلال تراكم المقاومة البطيئة عبر السنين الي الانتفاضة الشاملة، كما حدث في الثورة المهدية، وثورة اكتوبر1964م ، وانتفاضة مارس- ابريل 1985م، لمعرفة سمات وقوانين تطور الثورة السودانية، باعتبار تلك التجارب تعتبر رصيدا وارثا هاما في مقاومة الانظمة الديكتاتورية والاستبدادية.
- المؤسسة الدينية في السودان: صوفية، طائفية، وثنية، ودورها في مسيرة تطور المجتمع السوداني، ودراسة وظائفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ثانيا: يتساءل المرشحون: أن ماركس درس المخطط العام للتاريخ الاوربي، ولكن ماذا عن واقعنا و تاريخنا السوداني؟:
السؤال طبيعي ومشروع، فالمجتمع السوداني رغم خصوصيته، الا انه مرّ بالمراحل نفسها، التي مرّت بها المجتمعات البشرية:
1 – عصور ما قبل التاريخ:
أوضحت الاكتشافات التي قام بها علماء الآثار أن السودان مرّ بعصور ما قبل التاريخ(العصور الحجرية، القديم، الوسيط، الحديث)، كما أوضحت آثار الخرطوم، الشهيناب..الخ، اوضحت تلك الآثار أن انسان تلك العصور استخدم أدوات انتاج مصنوعة من الحجر ومن العظام، وان الانسان البدائي عاش علي التقط الثمار والصيد، وعرف التقسيم الاجتماعي للعمل بين الرجال والنساء، كما لم تعرف تلك المجتمعات البدائية التفاوت الطبقي والدولة، والجيش..الخ، وقد ظل التفاوت بين التكوينات الاجتماعية مستمرا حتي يومنا هذا، بينما نجد مجتمعات ومدن حديثة عرفت نمط الانتاج الرأسمالي، لازالت هناك مجتمعات بدائية تعيش علي الصيد والتقاط الثمار( في الجنوب، الانقسنا..الخ).
وفي العصر الحجري الأخير(النيولويتي)، تم اكتشاف الزراعة والرعي، وحدث تحول نوعي من مجتمعات كانت تعيش علي الصيد والتقاط الثمار، الي مجتمعات زراعية رعوية، كما نلحظ ذلك من آثار حضارتي المجموعتين(أ)، (ج)، وبدأ يشهد السودان القديم بدايات الحضارة والتفاوت الاجتماعي.
استمر التراكم الحضاري الي أن ظهرت أول الممالك السودانية: كرمة، وبعدها ظهرت ممالك: نبتة ومروى، والنوبة المسيحية(نوباتيا، المقرة، علوه). وهذا يعكس:
- ظهور التفاوت الاجتماعي والطبقي والدولة والجيش، وطبقات: الحكام(ملوك، كهنه، اداريين..الخ)، وطبقة الشعب( مزارعين، رقيق، حرفيين..الخ)
- ظهور المدن وتطور الفن المعماري كما يظهر من آثار كرمة ونبتة ومروي والنوبة المسيحية، وبدايات اللغة المكتوبة مثل: اللغة المروية، النوبية، كما تطورت الصناعات الحرفية والتجارة الداخلية والخارجية، وظهور بدايات التعامل بالنقد في ممالك النوبة المسيحية.
- كما تطورت الديانات: من عبادة الاله آمون الي ظهور الهه جديدة في مروي مثل: ابا دماك..الخ، الي ظهور الديانه المسيحية في بداية العصور الوسطي.
- في مجال الانتاج المادي: حدث تطور في نظام الرى والحفائر وخاصة في مملكة مروى.
- كما لعبت المرأة دورا كبيرا في الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية(الكنداكات)، وخاصة في مملكة مروي، كما عرفت الحضارات السودانية القديمة نظام الامومة.
- كما عرفت ممالك النوبة المسيحية نظام القنانة أو الاقطاع القديم الذي كان يمتلك فيه الملك الارض والعاملين عليها، ويعمل الفلاحون مقابل خراج معين يدفع للملك.
2- فترة الممالك الاسلامية: (الفونج، الفور، ..الخ)
حدث تطور اوسع في هذه الفترة حيث:
- تم انتقال من الديانة المسيحية الي الديانه الاسلامية، وتم انتقال من اللغة النوبية الي اللغة العربية.
- تم الانتقال من نظام الامومة الي نظام الابوة، وتغيرت الملكية من جهة الام الي جهة الاب.
- حدث تطور في النظام الاقطاعي: من نظام القنانة القديم(المزارعين عبيد للملك)، الي نظام اقطاعي مختلف في سلطنتي الفونج والفور: تنوعت فيه اشكال ملكية الارض(ارض السلطان التي يعمل فيها المزارعون عن طريق نظام السخرة، وارض الاقطاعي والتي يقتسم فيها المزارع العائد مع الاقطاعي- اضافة للضرائب الاخري القائمة علي الشريعة والاعراف المحلية، اضافة الي ملكية القبيلة للارض..الخ).
- كما عرفت تلك الفترة نظام الرق بسمات معينة تختلف عن نظام الرق في اوربا: حيث نجد أن وظائف الرقيق تتلخص في: التصدير للخارج، يقوم بوظائف العملة، العمل في مناجم الذهب، اضافة للعمل في مزارع الاسياد، وفي جيش السلطنة، وفي الاعمال المنزلية، ...الخ.
- ظهور الطرق الصوفيه كشكل اوسع للتنظيم: حيث نجد الطريقة الصوفية تضم افراد من قبائل ومناطق مختلفة.
- تطورت التجارة والصناعة الحرفية، والزراعة، وانتشرت الثقافة الاسلامية، كما تم تهميش اللغات والثقافات في الاطراف بعد سيادة مركزية الثقافة العربية الاسلامية.
- تطور اقتصاد السلعة- النقد، والمدن والحياة الاجتماعية.
- استمر التفاوت الاجتماعي والطبقي.
3- السودان الحديث(فترة الحكم التركي – المهدية- الحكم الثنائي – السودان المستقل).
ظهر السودان بشكله الحالي تقريبا في فترة الحكم التركي حيث تم ضم المديريات الجنوبية، ودارفور، اقليم التاكا(كسلا)، وشهد السودان في تلك الفترة بروز نمط الانتاج الرأسمالي ويتجلي ذلك في: الارتباط بالتجارة العالمية، والتوسع في اقتصاد السلعة- النقد، اقتلاع الالاف من المزارعين من اراضيهم وسواقيهم فرارا من الضرائب الباهظة والاساليب البشعة في جبايتها، وتحولهم الي عاملين بأجر في مصانع ومؤسسات ومزارع الحكم التركي الذي ادخل بعض المحاصيل النقدية مثل: الصمغ، القطن، النيلة،..الخ، وخاصة بعد التحديثات التي ادخلها ذلك العهد في الزراعة، وادخال بعض الصناعات مثل: صناعة الصابون، الذخيرة، حلج القطن..الخ.
- شهد السودان في تلك الفترة بداية الدولة المدنية، والتعليم المدني والقضاء المدني.
- كان الاقتصاد في تلك الفترة متوجها الي الخارج، بمعني كان يخدم مصلحة دولة محمد علي باشا في مصر، من حيث تصدير القوي البشرية(الرقيق) اليها، والفائض الاقتصادي الناتج من الضرائب واستثمارات النظام في السودان، مما ادي الي تدمير البنية الاقتصادية للبلاد وافقارها وارهاق كاهل السودانيين بالضرائب، وكان ذلك من اسباب اندلاع الثورة المهدية، ومن اسباب التخلف الاقتصادي والاجتماعي للسودان.
- شهدت تلك الفترة تراكمات كمية من المقاومة للاحتلال التركي بدأت من مقاومة الشايقية، وحريق المك نمر لاسماعيل باشا، وانتفاضات الجهادية السود في كسلا..، حتي تم تتويج تلك الانتفاضات، بالثورة المهدية، والتي كانت تحولا كيفيا في تغيير النظام.
فترة المهدية:
تم فرض دولة دينية باسم ايديولوجية المهدية التي احتكرت الاسلام، باعتبار أن المهدية هي الاسلام الصحيح الوحيد، وتم حل الطرق الصوفية، وحرق الكتب(عدا القرآن، وكتب الاحاديث والسنة..)، وتم حجر المرأة وفرض عقوبات الجلد عليها(بسبب السفور أو الخروج للشارع..)، وتم منع الغناء والرقص والالعاب(مثل الطاب،..)، كما تم الغاء التعليم المدني وتقرر الرجوع لنظام الخلاوي.
كما شهدت تلك الفترة في ايامها الاخيرة التفاوت الطبقي الصارخ والفساد والنهب باسم المهدية، كما تطورت التجارة الداخلية والخارجية والصناعات الحرفية والاسواق، كما شهدت مقاومة واسعة من القبائل السودانية نتيجة لعسف الدولة المهدية، كما ضرب الخليفة عبد الله تلك القبائل التي قاومته بوحشية مثل: مقتلة المتمة،..الخ، وكان ذلك من اسباب ضعف الدولة المهدية، مما جعلعا لقمة سائغة في يد قوات كتشنر عام 1898م.
فترة الحكم الثنائي:
ثم يعد ذلك جاءت فترة الحكم الثنائي(الانجليزي – المصري، 1898- 1956)، والتي ارتبطت فيها السودان بشكل اوسع بالنظام الرأسمالي العالمي، عن طريق التبادل غير المتكافي: استيراد سلع رأسمالية مقابل تصدير مواد اولية( القطن الذي كان يشكل اكثر من 60% من الصادر)
كما تم الغاء نظام الرق وادخال العمل الماجور في مؤسسات النظام الاستعماري الخدمية والزراعية والصناعية...الخ. كما تم نهب الفائض الاقتصادي وتصديره للخارج عن طريق البنوك والشركات الاجنبية، علي سبيل المثال: كانت ارباح مشروع الجزيرة في الفترة:1947- 1952م، 9 مليون جنية استرليني تم تصديرها للخارج( تيم نبلوك: صراع السلطة والثروة في السودان).
في هذه الفترة تطورت الفئات والطبقات الحديثة مثل: الطبقة العاملة، والخريجين، وطبقة التجار..الخ، كما ظهرت منظمات المجتمع المدني مثل: اندية الخريجين واندية العمال، وجمعية الاتحاد السوداني واللواء الابيض، ومؤتمر الخريجين، وحركة تحرير وتعليم المرأة، كما ظهر فن الغناء والموسيقي الحديث والحركة الادبية والمسرحية، وتطورت المدن السودانية، ومؤسسات التعليم المدني الحديث، والجمعيات الخيرية مثل معهد القرش، الي أن ظهرت الاحزاب السياسية والنقابات والاتحادات بعد الحرب العالمية الثانية.
السودان المستقل:
ثم بعد ذلك جاءت فترة مابعد الاستقلال، والتي تناولتها وثائق الحزب الشيوعي السوداني بالدراسة والتحليل مثل: وثيقة المؤتمر الرابع: الماركسية وقضايا الثورة السودانية، والتي اشارت الي سير البلاد في طريق التطور الرأسمالي، والذي كرّس التبعية للعالم الرأسمالي، وارهاق كاهل البلاد، في ظل الانظمة العسكرية والمدنية التي حكمت البلاد، وحتي نظام الانقاذ الحالي، حيث بلغت ديون السودان الخارجية 28 مليون دولار، اضافة لتعميق الفقر والذي وصلت نسبته 95% (يعيشون تحت خط الفقر)، اضافة للتمية غير المتوازنة والتي ادت الي انفجار الحركات في المناطق المهمشة، وغير ذلك مما أشارت اليه وثائق ودراسات الحزب الشيوعي السوداني.
مراجع للمزيد من الدراسة والبحث في الواقع السوداني:
ما عرضناه اعلاه خطوط عامة، مهم استكمالها بمراجع هامة تناولت تاريخ وواقع السودان مثل:
1- مؤلفات تناولت تكوينات ما قبل الرأسمالية في السودان علي سبيل المثال علي الحصر:
أ- أسامة عبد الرحمن النور: دراسات في تاريخ السودان القديم، مركز عبد الكريم ميرغني 2006م.
ب – محمد سعيد القدال:
- السياسة الاقتصادية للدولة المهدية، دار جامعة الخرطوم 1986م.
- تاريخ السودان الحديث، 1993م.
ج- محمد ابراهيم نقد:
- علاقات الرق في المجتمع السوداني، دار الثقافة الجديدة 1995م
- علاقات الأرض في السودان، دار الثقافة الجديدة 1993م.
د- تاج السر عثمان:
- تاريخ النوبة الاقتصادي- الاجتماعي، دار عزة 2003م
- لمحات من تاريخ سلطنة الفونج الاجتماعي، مركز محمد عمر بشير 2004م.
- تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي، مكتبة الشريف الاكاديمية 2005م.
- التاريخ الاجتماعي لفترة الحكم التركي، مركز محمد عمر بشير 2006م.
- الدولة السودانية: النشأة والخصائص، الدار العالمية 2007م
2- المناطق المهمشة:
أ- جعفر كرار أحمد: الحزب الشيوعي السوداني والمسألة الجنوبية، دار جامعة الخرطوم 2005م.
ب- عطا البطحاني: جبال النوبا: الاثنية السياسية والحركة الفلاحية(1924- 1969م)، مركز الدراسات السودانية 2000م.
ج- محمد سليمان محمد:السودان: حروب الموارد والهوّية، لندن 2000م.
د- تاج السر عثمان: الجذور التاريخية للتهميش في السودان، مكتبة الشريف الأكاديمية 2005م.
3- المرأة السودانية:
أ- فاطمة باباكر : الاتجاهات الفكرية في الحركة النسائية، دار عزة 2008م.
: المرأة الافريقية بين الارث والحداثة، داركمبردج 2002م.
ب- تاج السر عثمان: تطور المرأة السودانية وخصويتها، دارعزة 2006م.
4- فاطمة بابكر محمود: الرأسمالية السودانية: أطليعة للتنمية؟( ترجمة سعاد العطا)، داركمبردج 2006م.
5- تاج السر عثمان: خصوصية نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية(1900- 1956م)، الشركة العالمية للطباعة والنشر 2006م.