احمد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 05:15
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
كتب السيد علي عباس خفيف رئيس ( الاتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية فرع البصرة ) في مقاله المنشور في موقع الحوار المتمدن العدد 2507 (الانتهازية اليساروية والمزايدات على مصالح الطبقة العاملة العراقية ) أمثلة من بطولاته ضمنها جملة من الحقائق التي لا يسعني إنكارها , إلا إني سأفترض ان صاحب المقال وبحسن نية قد نسي ان يذكر التفاصيل كاملة لذا كانت الصورة الجزئية التي نقلها ( صحيحة الى حد ما!! ) , وقبل ان أخوض في تفاصيل تلك الصورة أود ان أشير إلى ان اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق اسم من الصعب المزايدة على يساريته وان الأسماء التي عملت على تأسيسه ووقفت ورائه لازالت تقف في مقدمة صفوف العمال في صراعها الطبقي الدامي, وتلك الأسماء اكبر من ان يشك في توجهاتها العمالية واستماتتها في الدفاع عن حقوق العمال ومصالحهم ولها تاريخ وحاضر مؤثرين في مواجهة ناهبي ( الشعوب !! والطبقة العاملة ), ولو كانت شجاعتي الوحيدة تتمثل في الصمت و( بتدبيج تقارير سرية!! ) لما شاركني شخصيا ( الرفيق ) صبحي ألبدري ( رئيس الاتحاد العام الذي يمثله السيد علي عباس ) في قيادة احد مؤتمرات الجبهة المناهضة لقانون النفط والغاز في الناصرية.
عموما لو أردت تعقب كل ( الشتائم ) غير المباشرة الواردة في المقال المذكور لاستلزم الأمر الكثير من الوقت الذي لا املك منه ما استطيع إنفاقه على مثل هذه السجالات التي تنوي جر الاتحاد الى ساحة لا ينوي اللعب بها . لذا سأكتفي بهذا التوضيح .
ذكر السيد علي عباس ووفقا لعبارته (والشروط كما وردت في البيان المذكور والتي قبلتها الاتحادات كما يدعي ) ليس في الأمر ادعاء لشروط كما يحاول المقال ان يلمح , ولم يكن البيان هو الذي ينفرد بذكرها بل يمكن التأكد من وجود تلك الشروط بالعودة الى الوثيقة التي وزعها مركز التضامن العمالي تحت اسم( تقييم البنك الدولي لبرنامجه في العراق ) والتي اعترف اني لم اذكرها بالكامل بل اكتفيت بذكر (أهم تلك الشروط ) من وجهة نظري .
ذكرت في تقريري ( ان طرح الموضوع بالشكل أعلاه دفع بجميع الاتحادات الى ركوب الطريق السهل وتفضيل الخيار الثاني بحجة اننا نتعامل مع الامر الواقع ) ما اثار حفيظة السيد علي عباس ليخبرنا بانه والاتحادات الخمس ( واجهنا البنك الدولي برفض سياسته الخطيرة في العراق جملة وتفصيلاَ ) ولا ادري كيف يستقيم هذا الطرح مع العبارة التي تحاول تبرير عدم اتخاذ أي موقف امام البنك بحجة ان البنك غير مهتم برفضنا وقبولنا وانه سينفذ ما برأسه ( أن حضور الاتحادات العمالية أو عدم حضورها لم يكن يهم البنك ) وهنا نتساءل اذا كانت الاتحادات تؤمن ان وجودها لم يكن مهما وانها قد قررت التعبير عن رفضها بالشكل النقابي للنضال لاغيه من حساباتها العمل السياسي فلم تكبدت عناء السفر اذا كانت لا تنوي ان تعلن رفضها في مؤتمر عام خصوصا وإنها قررت ان تلغي هذا الوجود ( بنشاطها في ميدان العمل النقابي ) ( ولن اسال عما فعلته في ذلك الميدان حتى الان !! كونها لم تكلف نفسها بالتحرك خطوة باتجاه مقاومة ذلك الوجود ), واذا كان السيد علي عباس يدعي انه قد أعلن رفضه فسارد على هذا الادعاء حين أتطرق لموضوع النقاط ال6 لاحقا , ولا ادري اين التلفيق في عبارتي حول ركوب الطريق السهل من قبل النقابات والتعامل مع الامر الواقع واين تناقضها مع العبارة التي يذكرها السيد علي عباس ( أن نؤكد حضور النقابات في مراقبة كل نشاطاته ( يقصد البنك الدولي ) باعتباره موجود الآن في العراق ), الا يعني ان الاكتفاء بالمراقبة هو موافقة ضمنية على وجود البنك ويكذب وجود النية بإلغائه من خلال النشاط النقابي ) .
ويستمر في مقاله حتى يقول (فيما بقي ممثل السيد علوان صامتأً لم يقل كلمة واحدة أثناء المؤتمر ) وهذه العبارة هي أكثر العبارات صدقا في الرواية التي أتحفنا بها السيد علي عباس الا اني اود ان أضيف لها عبارة أخرى فبقدر ما ( بقي ممثل السيد علوان صامتا ً!) كان السيد عباس متحدثا كثير الكلام ولنتساءل ما الذي تحدث عنه السيد عباس فيما بقي ( ممثل السيد علوان ! ) صامتا ؟ وما الذي دفع ( ممثل السيد علوان !) للصمت ( أثناء المؤتمر) ؟ فيما تحدث الجميع ! واتفقوا ! وخولوا ! .
ولنفك ( شفرة دافينتشي ) هذه لنستمع للسيد علي عباس اذ يقول ( بعد أن فوضتني الاتحادات العمالية بالحديث نيابة عنها بحضور مركز التضامن العمالي، وعلى وفق الاتفاق ) ولا ادري متى وكيف ولماذا تم هذا التفويض بالحديث نيابة عنها اذ ان ال ( اتفاق ) كان على نقاط رئيسية للطرح تم ( إقراراها مع مركز التضامن العمالي ) وهي تتكون من 11 نقطة اختصرت الى 6 نقاط , كي يسهل توزيعها على ممثلي الاتحادات الستة الحاضرة ليقوم كل اتحاد بطرح إحدى النقاط توفيرا للوقت عند لقاء الاتحادات بالبنك , وهذا بالضبط ما يقصده السيد علي عباس بعبارة ( وعلى وفق الاتفاق ) الواردة في العبارة موضوع النقاش, ولما امتنعت عن التطوع لطرح إحدى هذه النقاط تساءلت السيدة ( مولي ماكوي ) عن موقفي فأجبتها قائلا بالحرف الواحد ( انا صاحب فكرة مقاطعة البنك وسأبقى متطرفا في الدفاع عن حقوق العمال لذا لا اعتبر هذه النقاط شروطي للتعاون مع البنك الدولي بقدر ما هي أسباب تدفعني لرفض وجوده وسأتبنى يوم غد عند لقائنا البنك الدولي موقف يمثل هذا الرفض ) ما دفع الاتحادات الحاضرة الى تخويل السيد ( عبد محمد صخي ) بطرح نقطتين بدلا من نقطة واحدة , ومن حق الطبقة العاملة ان تتساءل اذا كان السيد علي عباس و الاتحادات رافضة حقا لتواجد البنك الدولي ,الم يكن يكفي ان يكون لها موقف مكون من نقطة واحدة وهو ( نرفض وجود البنك الدولي ) بدلا من 6 نقاط ؟ .
ولننتقل الى اليوم الثاني حيث اجتمعت الاتحادات العمالية مع البنك الدولي . وقد ابتدأت الجلسة بحديث لممثلي البنك عن نظرة عامة عن البنك الدولي وعن الإستراتيجية الانتقالية للعراق للسنوات المالية 2009 – 2010 لتنتهي الجلسة الأولى بانتظار المداخلات باستراحة قصيرة . أثناء الاستراحة التقاني السيد علي عباس رئيس ( الاتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية فرع البصرة ) و السيد محمد الكاظم وهو ( مسئول في مركز التضامن العمالي ) ليبلغاني وبالحرف الواحد بالاحتفاظ بموقفي الرافض لوجود البنك وعدم التقدم بأي مداخلة لمعارضة وجوده وعدم التحدث بما يتعارض مع النقاط الإصلاحية التي اتفقت عليها الاتحادات مبررين مطالبتهم إياي بالصمت بحجة ( الحفاظ على وحدة موقف الاتحادات ) فتوجهت الى السيد محمد الكاظم بالسؤال ( هل هذا الكلام هو رأيكما ام انها توجيهات السيدة مولي ماكوي؟ ) فاخبرني ( انه رأيهم جميعا ), واعتقد أصبحت الآن واضحة أسباب صمت ( ممثل السيد علون !! أثناء المؤتمر ) وأؤكد ان صمتي الإجباري كان أثناء المؤتمر فقط وليس في الجلسة الأولى التي أعلنت فيها عن موقف اتحاد المجالس والنقابات العمالية الرافض لوجود البنك الدولي .
يتحدث السيد علي عباس عن ( وطالبني ممثل البنك الدولي بالتوقف ولم أتوقف ) وهذه أيضا عبارة صحيحة ليس هناك من سبب يدعونا للعودة لتسجيلات المؤتمر لإثباتها فانا اشهد ان هذا قد حدث فعلا , ولكن لنتحدث عن أسباب هذه المطالبة , فقد راى السيد علي عباس ان ما لا يتناسب ومنصبه ( كرئيس لاتحاد الفرعي ) ان يكتفي بالتحدث عن نقطة واحدة أملاها عليه مركز التضامن العمالي الذي ( يتهمني ) السيد علي عباس ويستنكر وضعه في ( خندق أعداء الطبقة العاملة!! ) أقول لم يكتفي لذا تطوع ( كما يتطوع الآن للدفاع عن الاتحادات الخمسة) بإلقاء كل النقاط الستة الرئيسية للطرح لا بل تكرم حتى بالحديث عن النقاط الخمسة التي اختصرت سامحا لنفسه بالاستيلاء على وقت المؤتمر ما دفع ممثل البنك الى مطالبته بالتوقف لكثرة كلامه لا لخطورة طرحه ( الرافض للبنك !! ). وبهذا أكون وبعد ان أوضحت أسباب صمتي أوضحت أسباب إطلاق السيد علي عباس لبلاغته العنان.
أسئلة بريئة أتوجه بها الى كل عمال العالم اذا كانت الاتحادات الخمسة قد رفضت وجود البنك الدولي وان الاتحادات قد واجهت (البنك الدولي برفض سياسته الخطيرة في العراق جملة وتفصيلاَ .... فيما بقي ممثل السيد علوان صامتأً ) فلماذا يصدر مركز التضامن العمالي ( وهو الصادق الأمين والمتمترس في خندق الطبقة العاملة !! والذي يعلن السيد علي عباس قبوله بشاهدته بدون قيد او شرط) لماذا يصدر بيانا يعلن فيه عن موافقة الاتحادات على ذلك الوجود ؟ ام ان المركز هو أيضا مشغول ( بتدبيج تقاريره السرية والمتحاملة ) على صناديد مقاومة البنوك. ولماذا لم يصدر عن أي من الاتحادات الخمس بما فيها ( الاتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية) بيانات تكذِب فيها ادعاءات ذلك المركز ؟في الوقت الذي تنفرد بيانات اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق كونها الوحيدة التي قالتها وتقولها صريحة لا للبنك الدولي, أما اذا تبينت الاتحادات الآن خطا موقفها السابق وقررت تبني موقف اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق الرافض لوجود البنك فلن تجد منا تلك الاتحادات إلا اذرع مفتوحة لمواجهة السياسات المعادية لمصالح العمال. وأخيرا وفي حالتنا هذه نقول أليس الموقف من وجود البنك الدولي هو بوصلة تحديد اليسار من ( الانتهازية اليساروية ) ؟ , ام ان في الموضوع ( بهلوانيات انترنيتية ) أيضا ؟.
#احمد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟