قاسم محمد عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 00:14
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
غزَّة تُقصف منازلها ، غزَّة تُقتل شبابها ، غزَّة تتمزق أشلاء أطفالها الرُضَّع ، غزَّة يُجَزرُ بها ...
تتصدر البيانات و الخطابات الاعلامية للأنظمة العربية وسائل الاعلام المرئية و الكتوبة و المسموعة ملامة الالة الاسرائيلية التي تفتك بأجساد أهل غزة دون اتخاذ موقف رسمي فعّال يعكس صورة العروبة الأصيلة البعيدة عن التواطىء من أجل البقاء حرساً على كراسيهم الرئاسية.
لا يسأل الشعب العربي من المحيط إلى الخليج وفي بلاد الانتشار، ما الذي يجري في غزة هذه الأيام، وما الذي يُدبّر للشعب الفلسطيني، فالذي يجري معروف وهو إبادة جماعية للشعب الفلسطيني أين منها إبادة هتلر للشعب اليهودي، إبادة ترتكب على مرأى ومسمع من دول العالم، والأنكى من ذلك على مسمع ومرأى من الأنظمة العربية التي اكتفى حكامها حتى الآن بالشجب والاستنكار•
إذاً الشعب العربي لا يسأل عما يجري في غزة، من مجازر بل يسأل ماذا فعلت الأنظمة العربية لوقف هذه المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني؟•
هل اتفقوا على موقف موحّد؟ لحد علمنا لم يتفقوا بعد على أي موقف، لا في اجتماع وزراء الخارجية الذي وصفوه بالطارئ اتفقوا على قرار جماعي لوقف هذه المجزرة، ولا هم حتى اتفقوا على تحديد موعد لعقد قمة عربية طارئة على الأقل، وإذا كانوا غير قادرين على مواجهة إسرائيل بالسلاح، فيجب إسماع صوت واحد إلى العالم كي يتدخل عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبطلب من الدول القادرة لحمل العدو الإسرائيلي الذي يعتمد سياسة إبادة الشعب الفلسطيني لوقف هذه السياسة، والسماح لهذا الشعب المقهور بأن يتنفس الصعداء•
ومع الحزن الشديد، نجد حكامنا ما زالوا يتخاذلون عن القيام بأي خطوة، ولو من منطلق رفع معنويات الشعب الفلسطيني•
ومع الأسف أيضاً لا نزال نرى القيادات الفلسطينية غير قادرة على أن تتوحد لكي يستمد الشعب الفلسطيني من الوحدة قوة على الصمود والمواجهة بل ما زالت بعض الفصائل تكيل الاتهامات إلى فصائل أخرى بالتخاذل والتواطؤ، أو المشاركة في هذه الجريمة•
لو اتفق الحكام العرب على اللقاء، ولو لمجرد اللقاء وأخذ الصور التذكارية لكان هان على الشعب الفلسطيني ألمه الذي يعتصره، وشدت عزائمه للصمود والمواجهة•
ولو اتفقت الفصائل الفلسطينية لكانت إسرائيل فكّرت ألف مرة ومرة قبل أن تُقدم على ارتكاب مجزرة القرن الواحد والعشرين، ولحسبت ألف حساب لوحدة الشعب الفلسطيني، وإن تخلت عنه الأنظمة العربية أو غضّت الطرف•
فالمطلوب الآن، وقبل فوات الأوان موقف جماعي من القادة العرب، موقف يكون على مستوى المسؤولية التاريخية•
والمطلوب من الفصائل الفلسطينية وقياداتها الآن وقبل الغد، أن تتخلى عن عنادها، ومشاريعها إذا كانت لها مشاريع، وتتوحد تحت علم فلسطين، وتواجه معاً المؤامرة المدبرة ضد الشعب الفلسطيني، وإلا فعلى فلسطين وشعبها السلام•
#قاسم_محمد_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟